لِعَيْنَيْكَ أَجْهَلُ وَصْفًا صَرِيحًا
وَأَحْتَارُ بَيْنَ مِئَاتِ الصُّوَرْ
وَأَشْرَحُ لِلْوَرْدِ مَعْنَى الْعَبِيرِ
فَعِطْرُكَ يَكْسُو عَبِيرَ الْقَمَرْ
وَتَنْأَى بِشَطٍّ وَتَرْقَى الظُّنُونُ
إِلَى مُنْتَهَايَ أُنَاجِي الْقَدَرْ
وَيَخْتَلُّ فِي الْعَقْلِ شَرْعُ الْوُجُودِ
فَأَهْرُبُ مِنْ خَافِقِي وَالْبَشَرْ
فَأَنْتَ الْحَيَاةُ وَأَنْتَ الْوُجُودُ
وَفِي مُقْلَتَيْكَ أُطِيلُ النَّظَرْ
أَرَاكَ بِقَلْبِي وَرُغْمَ الْبِعَادِ
فَرُؤْيَا الْقُلُوبِ تَجُبُّ الْبَصَرْ
غَرِيبٌ فُؤَادِي يَهْوَاكَ غَيْبًا
وَيَحْفَظُ فِي الْغَيْبِ سِفْرَ الْمَطَرْ
وَتَصْدُقُ فِي الْحُبِّ كُلُّ الْبَشَائِرِ
وَتَأْتِي الْبِشَارَةُ.. طُولَ السَّفَرْ
وَيَحْلُو لِقَلْبِي يَهْوَاكَ طَيْفًا
كَنَجْمٍ يُصَلِّي وَيَتْلُو السُّوَرْ
وَيَحْلُو وِدَادُكَ مِنْ بَعْدِ نَأْيٍ
فَطُولُ التَّنَائِي يُذِيبُ الْحَجَرْ
فَمَا عَادَ قَلْبِي وَمَا عُدْتُ أَقْسُو
وَكَيْفَ! وَعَيْنَاكَ وَحْيُ السَّحَرْ
تَرُدُّ الْفُؤَادَ لِوَجْهِ السَّمَاءِ
كَأَنِّي الْغُصُونُ وَأَنْتَ الثَّمَرْ
فَيَا كُلَّ رُوحِي أَجِبْنِي أُنَادِي
وَدَاوِ الظُّنُونَ لِكَيْ تَنْدَحِرْ
وَأَخْشَى غِيَابَكَ عَنِّي كَثِيرًا
وَعَنْكَ النُّجُومُ تُنَاجِي الْقَمَرْ