الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

تحقيقات

تدريبات «نسور النيل-1» بين مصر والسودان رسالة قوية بمتانة العلاقات العسكرية.. خبراء: التعاون العسكري يحمي الأمن القومي العربي والمصري.. والمقاتل المصري يتهافت عليه العالم لبراعته وقوته

  • 20-11-2020 | 18:12

طباعة
رأى الخبراء العسكريين أن التدريب الجوى المصرى السودانى المشترك "نسور النيل-1"، الذي انطلق أمس الخميس، بحضور الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، يرافقه الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة السودانية، هو رسالة قوية بقوة الجيش المصري والعلاقات العسكرية والسياسية الجيدة بين مصر والسودان، كما أنه رسالة إلى أن أمن المنطقة العربية لا يتجزأ من أمن مصر.

ويجري التدريب الجوي المصري السوداني المشترك "نسور النيل-1"، والذي يجري تنفيذه بإحدى القواعد الجوية بجمهورية السودان.

العلاقات السودانية المصرية.. علاقات أصيلة

وعبر رئيس هيئة الأركان السودانية، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، عن سعادته بمشاهدة التدريب المتقدم «نسور النيل 1»، مؤكدا أن التدريب تتجسد فيه الصورة الرائعة للتلاحم والوئام الذي ظلوا يتطلعون له مع إدراكهم بأهمية الانفتاح بين السودان ومصر في مجالات التعاون العسكري وبناء الشراكات المختلفة كأساس تبنى عليه العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية»، وجاء ذلك نقلا عن وكالة الأنباء السودانية «سونا».

وأكد رئيس هيئة الأركان السودانية، "العلاقات السودانية المصرية علاقات أصيلة تشكلت منذ فجر التاريخ عبر أواصر الدم والقربى بكل أبعاده اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ويعد هذا التدريب فرصة حقيقية لفتح مسارات التعاون والعمل المشترك"، كاشفًا عن التخطيط لأن يمتد مشروع نسور النيل (1) إلى مئات نسور النيل، فمن المنظور الاستراتيجي لهذا المشروع فقد لبى النظرة الاستراتيجية لقيادات البلدين بعد توجيهاتهم للعمل المشترك»، مشددًا على أهمية التدريب ودوره في بناء الجيوش لتعزيز قوتها وكفاءتها.

وتابع: "نتطلع من تدريب نسور النيل 1 لأن يكون بداية لأعمال مشتركة بمشاركة وتعاون كافة دول الإقليم حماية لحدود بلادنا لاستقرار شعوب البلاد ومكافحة جرائم العصر من الإرهاب وتجارة البشر والمخدرات وكافة الجرائم العابرة لحدود الدول"، مجددا تمسك القوات المسلحة بواجباتها في حماية السلام.

الأمن القومي العربي والمصري لا يتجزأ

وقال اللواء عادل العمدة، مستشار بأكاديمية ناصر العليا، إن التدريب الجوى المصرى السودانى "نسور النيل 1"، يأتي للرد على أي شائعات تردد خلال الفترة الأخيرة بأن العلاقات المصرية السودانية متوترة، مؤكدا أن هناك تعاونًا مثمرًا لمواجهة أي تحديات تواجها أحد البلدين وتعميق العلاقات.

وأكد العمدة في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن أمننا القومي يتطلب مننا تنفيذ مثل هذه التدريبات المشتركة، مشيرا مثل هذه التدريبات جيدة لتدعيم نقاط القوة والضعف، لذلك وجدنا أن التدريبات بدأت بتجهيز إقلاع الطيارين بطائرات متعددة المهام، وأظهروا فيها مهام الاستطلاع بالإضافة إلى أعمال الدعم الإداري، وظهر فيها احترافية الإداء.

وأشار إلى أن من أبرز نتائج ثورة 30 يونيو، هو أنه لا توجد دولة تفرض علينا التدريب مع أحد، بل أصبح العالم يريد أن يتدرب مع المقاتل المصري الذي يتميز بقدرات قوية، مؤكدا أن مصر لديها بنية أساسية متماثلة في جنودها وقدراتها القتالية.

وأضاف أنه لكي يحقق الأمن القومي المصري يجب أن يكون هناك العديد من المعطيات مزيد من التدريبات والتعاون والمشترك بينا وبين الدول الأخرى مثل السودان، وهذا يظهر أمام العالم أننا نحافظ على أمننا القومي داخل وخارج حدودنا، مشيرا إلى مثل هذه التدريبات تعطي رسالة أمان إلى الشعب المصري والمستثمرين أن الأمن القومي العربي والمصري لا يتجزأ.

تعزيز روابطها الأفريقية والعربية

ورأى مصطفى صلاح الباحث في العلاقات الدولية، إن التدريب الجوي المصري السوداني "نسور النيل 1"، هو اتجاه مصر نحو تعزيز روابطها الأفريقية والعربية، يتمثل في حرص صانعي القرار على الاستمرار في مشاركة الدول الأفريقية ضمن استراتيجيتها الخارجية لمواجهة الأخطار والتحديات المشتركة، وتمثل السودان لمصر أهمية استراتيجية كبيرة كدولة عربية وأفريقية تتشارك معها في كثير من الروابط التاريخية والإنسانية.

وأضاف الباحث في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن حرص مصر على تعزيز التعاون مع السودان يأتي أولا بهدف تجاوز بعض الخلافات التي ظهرت خلال فترة الرئيس السابق عمر البشير، ومن ثم يمكن إجمال أهمية التدريب المشترك بين الجانبين على النحو أن هذا التدريب يأتي في ظل الخلافات المصرية الإثيوبية حول ملف سد النهضة، وأن السودان أحد الأطراف المشاركة في المفاوضات، وهو الأمر الذي يمكن أن يساهم في زيادة مستوى الضغط على أديس أبابا تجاه الموافقة على تسوية الأزمة بما يضمن حقوق دول المصب.

وأوضح أن هذا التدريب يمثل حرص الدولة المصرية على تعزيز القدرات القتالية للجيش السوداني، والتعاون العسكري والاستخباراتي لمواجهة أنشطة الجماعات المتطرفة، والتأكيد على صدق أهداف مصر الخاصة بتنمية علاقاتها مع دول الجنوب، خاصة وأن هذه التدريبات تأتي بعد توقيع اتفاق بين البلدين يتعلق بمد خطوط السكك الحديدية المصرية إلى السودان، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة والكهرباء.

وأشار إلى أن هذه التدريبات جاءت بصفة خاصة بعدما أعلنت السودان التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول تطبيع العلاقات بينهما، ومن ثم تهدف مصر إلى الحفاظ على أمنها القومي من احتمالات تهديده من جانب تل أبيب،  وهو الأمر الذي انعكس في توجه وزير الدفاع المصري وقادة الأفرع الرئيسية للجيش المصري للتباحث حول التعاون الأمني والعسكري مع الجيش السوداني.

ونوه إلى أن مصر تريد التأكيد على استعدادها لمواجهة التهديدات الخارجية التي تواجهها سواء في شرق المتوسط أو ليبيا أو في أثيوبيا وغيرها من الدول، وأن تعقد هذه الملفات لم يدفع الدولة المصرية إلى فقدان البوصلة الخاصة بالحفاظ على أمنها وما يستلزم ذلك من إجراءات.

وأكد أن هذه التدريبات  المشتركة مع السودان نسور النيل بالتزامن مع التدريبات المصرية الروسية جسر الصداقة في البحر الأسود وهو ما يعكس مدى القدرة التسليحية والتدريبية التي أصبحت تمتلكها القوات المسلحة المصرية وهو جانب مهم في استعراض القوة العسكرية كرادع للتهديدات المحيطة بها.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة