تحل اليوم الذكرى الـ107 لميلاد مخرج افلام "المليودرامية" وصاحب سلسلة أعمال لإسماعيل ياسين، رائد الكوميديا المخرج العبقري فطين عبدالوهاب.
درس عبدالوهاب الهندسة ثم وعمل بالإخراج ، وسلك اتجاهًا آخر ولم يدخل السينما إلا بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره، عشق السينما وكان لإشغال شقيقيه بالفن الأثر الكبير فى اهتمامه بالسينما وتحوله إليها، وظهر ذلك فى حرسة على ارتياد الأفلام وتتبع أخبارها بصورة جعلته يكتب مقالات فى النقد السينمائى.
وفى بداية الأربعينيات قرر ترك الجيش ليبدأ مشوار السينما مساعد إنتاج مع " يوسف وهبى " فى فيلمه "بنات الريف" 1944 ثم مساعدًا للإخراج لمدة 5 سنوات مع عدد من المخرجين منهم "أحمد سالم وحسن الإمام ومحمود ذو الفقار وحسين حلمى"، حتى جاءته الفرصة الأولى كمخرج اول عام 1949م، خلال فيلم "نادية".
ويشهد عام 1950م البداية الحقيقية لفيلم "جوز الأربعة" ليبدأ مشوار الفن الذى استمر 33 عامًا قدم خلالها 57 فيلمًا.
لم تكن لأفلامه "الميلودرامية" حظًا في شباك التذاكر، إلا أنه نجح بجدارة في إخراج الأعمال الكوميدية التي جعلت النقاد يطلقون عليه رائد الكوميديا.
جمعتعلاقة قوية المخرج "فطين عبدالوهاب " والراحل "إسماعيل ياسين" فكونا ثنائيًا فنيًا غير خريطة السينما المصرية في ذلك الوقت، ليتصدرا شباك التذاكر بأكثر من 12 فيلمًا، منها "بيت الأشباح، إسماعيل ياسين فى البوليس، الآنسة حنفي، ابن حميدو، إسماعيل يس في الأسطول، إسماعيل ياسين في الطيران، إسماعيل ياسين في الجيش، الفانوس السحرى، حلاق السيدات، هيجننونى، العتبة الخضراء".. وغيرها.
فى فترة الستينيات أصبح المخرج فطين عبد الوهاب رائد الكوميديا الأول بلا منازع، وبدأ النجم " فؤاد المهندس " في البزوغ، واخرج له مجموعة من الأفلام منها:" "صاحب الجلالة، أنا وهو وهى، اعترافات زوج، وعائلة زيزى".
كما أخرج مجموعة من الأفلام الكوميدية التي ستظل أيضًا من علامات السينما المصرية، منها "مراتي مدير عام - كرامة زوجتي - نص ساعة جواز - سبعة أيام في الجنة - أضواء المدينة، إشاعة حب، البنات والصيف".
ولأن السيناريو محطته الفنية الاولى فقد قام بكتابة السيناريو لعدة أفلام من إخراجه مثل" نادية - جوز الأربعة - بيت الأشباح - عبيد المال - كلمة الحق - نهارك سعيد - إسماعيل يس في الجيش".
يقول الكاتب أشرف بيدس فى كتابه "أبيض وأسود"، نجح المخرج فطين عبد الوهاب، أن يحتفظ لنفسه بمكانة متميزة بين كل مخرجى الأفلام الكوميدية على امتداد تاريخها، ويستطيع أى متابع جيد أن يكتشف بسهولة ودون أن يرى أفيشات أفلامه أو يقرأ تتراتها أنه مخرج العمل، فمنذ أول أفلامه "زوج الأربعة" 1950م، وحتى آخرها "أضواء المدينة" 1972م.
بدا واضحًا أنه يملك أسلوبا جديدًا وأدوات مغايرة كشفت عن رؤية خاصة فى طرح الأفكار وتجسيدها على الشاشة.
لم تشهد حياته الاجتماعية استقرارًا فقد تزوج 4 مرات، الأولى من الممثلة والراقصة هاجر حمدى، والثانية الفنانة الكبيرة تحيا كاريوكا، وزواجه الثالث فكان من أميرة فتحى الشقيقة الكبرى للفنانة نجلاء فتحى، أما المرة الرابعة فتزوج من الفنانة الكبيرة ليلى مراد وظل الزواج طيلة 12 عاما وأنجب منها ابنهما الوحيد "زكى فطين عبدالوهاب".
اختار القدر لرائد الكوميديا رحيلا دراميا؛ حيث أصيب بأزمة قلبية مفاجئة وهو على متن الطائرة القادمة من بيروت، عقب عودته بعد الاتفاق مع الاخوين رحباني لعمل فيلم غنائي لفيروز عن قصة "مجنون ليلى"، إلا أن الأقدار قد سبقته وكتبت المشهد الأخير من حياته في 12 مايو عام 1972.