أكد خبراء الاقتصاد، أن انتشار الموجة
الثانية من فيروس كورونا لن تؤثر على الاقتصاد، إلا إذا تم اتخاذ قرار الغلق
الكامل وتضاعف أعداد المصابين، واقترحوا إقامة غرفة حجر صحي داخل منشأة العمل،
سيحافظ على الاقتصاد المصري وسيجعل عجلة الإنتاج تدور.
كانت وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة
زايد، أعلنت عن دخول مصر المرحلة الثانية من انتشار فيروس كورونا، مطالبة
المواطنين باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، والحرص على
ارتداء الكمام، كما قامت الوزارة بمراجعة المخزون الاستراتيجي من الأدوية
والمستلزمات الطبية لتوفير جميع الاحتياجات على المستوى المحلي خاصة أدوية
البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا المستجد، وأدوية الطوارىء، والمستلزمات الطبية
والوقائية.
غرف عزل بالمنشآت الصناعية:
فمن جانبه اقترح الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى
المصري للدراسات الاقتصادية، مع الإعلان عن دخول مصر المرحلة الثانية من فيروس
كورونا، أن تقوم كل مؤسسة أو مصنع بإقامة غرفة عزل، إذا ثبت إصابة أحد العمال أو
الموظفين، بحيث أن يتم منع الموظف إذا جاء إلى عملة واكتشف أنه مصاب بفيروس كورونا
من العودة مرة أخرى إلى المنزل، ويتم وضعه داخل الحجر الصحي في المؤسسة الخاصة به.
وأضاف رئيس
المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، في تصريحات خاصة لـ "الهلال
اليوم"، أن إقامة غرفة حجر صحي داخل منشأة العمل، سيحافظ على الاقتصاد المصري
وسيجعل عجلة الإنتاج تدور، كما سيمنع إصابة مواطنين أخرين من هذا الموظف أو
العامل، وسيخفف الضغط على المستشفيات الحكومية والخاصة.
وأشار إلى أن
الاقتصاد المصري لن يتأثر إلا إذا تم التعامل مع الموجة الثانية بنفس ما تعاملنا
بالموجة الأولى، وهي عدم الغلق بشكل كامل وتدورير عجلة الصناعة، فالاقتصاد المصري
حقق نموا رغم أن العالم كلة لم يحقق أي معدلات نمو، بفضل اتخاذ القيادة السياسة
بأن تعمل المؤسسات بطاقة 50%، وإجبر السيدات على العمل من المنزل وأصحاب الأمراض
المزمنة، والتشديد على ارتداء الكمامة.
تأثير جزئي لهذا السبب:
وقال الباحث
الاقتصادي الدكتور سيد خضر، إن تأثير الموجة الثانية على الاقتصاد المصري سيكون
جزئياً بسبب قوة التعامل من قبل القيادة المصرية واتخاذ الإجراءات الصارمة وتوفير
جميع الالتزامات المادية والدعم الكامل للقطاع الصحي والقطاعات الأخرى.
وأضاف
"خضر" في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن القيادة السياسية
في مصر لا تتبع فكرة الإغلاق بشكل كامل مثل دول العالم، بل تعمل على اتخاذ
الإجراءات الاستباقية في التعامل مع تلك الأزمة مثل ما قامت به مع الموجة الأولى
والخروج منها بأقل الخسائر، مشيرا إلى أن الاقتصاد المصري استطاع تحقيق معدلات نمو
إيجابية وبإشادة كبرى المؤسسات الاقتصادية بالوضع المصري.
وأشار إلى أن
هناك توجيهات في التعامل مع الموجه الثانية من قبل القيادة المصرية بتوفير وتذليل
جميع الصعوبات والدعم المالي بقوة
الاقتصاد المصري والتزام جميع القطاعات الإنتاجية بكل الإجراءات الاحترازية
والحفاظ علي العنصر البشري من وباء كورونا وعدم الإغلاق الكامل، أما في حالة زيادة
أعداد الإصابات واتجاه الدولة إلى فكرة الإغلاق الكامل سيكون هناك خسائر فادحة.
وعن الموجة
الثانية والاقتصاد العالمي، أوضح أن الاقتصاد العالمي سيتأثر بشكل كبير جراء
الموجة الثانية من تداعيات أزمة كورونا وستكون بمثابة الصدمة الكبرى التي يعاني
منها العالم الآن، وسيكون هناك حالة من الإغلاق التام في الدول الأوروبية ما يؤثر
على الاقتصاد العالمي بعواقب وخيمة جدا، وسيكون هناك خسائر فادحة قد تزيد على 10
تريليونات دولار تلك الخسائر التي تحتاج لسنوات من العمل لتعويضها.
وأضاف خضر في
تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن الموجة الثانية تزيد خسائر العالم
الاقتصادية والبشرية وسيكون هناك تحقيق بمعدلات نمو سالبة وانكماش كلي الاقتصاد،
مشيرا إلى أن فكرة الإغلاق الكامل التي تقوم بها بعض الدول هو إجراء
"كارثي"، فلابد من الالتزام بالقواعد والتباعد الاجتماعي وفتح القطاعات
الاقتصادية بشكل تدريجي من خلال التناوب في العمل من أجل عدم توقف العملية
الإنتاجية بشكل كامل، وتوقع الأسوأ في إيجاد لقاح فعال يقضى على ذلك الفيروس
اللعين وينقذ العالم من تلك الصدمة الكبرى.