قال الناقد الفني طارق الشناوي، أن لقاء
داود عبد السيد مع أحمد زكي تأخر كثيرًا، ولكنه أبداً لم يغب عن أفكاره فمنذ أول
أفلامه "الصعاليك" وأحمد زكي يشكل لداود عبدالسيد أحد الجسور الإبداعية،
ولكن لأسباب خاصة اعتذر وكان أحمد أيضاً هو المرشح الأول لسارق الفرح وجاء اللقاء
المرتقب عام 2000 مع "أرض الخوف".
وأضاف الشناوي في تصريحات خاصة لـ"الهلال
اليوم"، أنه من الممكن قراءة الفيلم بمنظار أحادي مباشر ترى أجهزة الدولة من
خلال وزارة الداخلية وهي تزرع الضابط الذي يؤدي دوره أحمد زكي داخل عصابات
المخدرات من أجل أن تكتشف تفاصيل ما يجري في كواليس هذه العصابات.
وتابع الشناوي: "عبدالسيد" طرح في "أرض الخوف" تساؤلات عن التزام الإنسان هل هو مجرد موقف
يحاط بقدر كبير من الخوف من العقاب وذلك لو افتضح أمره؟ أم أن بداخل الإنسان
دائماً قيماً ومثلاً تحميه من السقوط وتبعد عنه شبح الوقوع في الرذيلة؟.
وأشار إلى أن المعادلة التي طرحها داود هي
أن بطل الفيلم والذي أطلق عليه اسم آدم يحصل على وثيقة من أجهزة الدولة تحميه من
أي عقاب قانوني طوال حياته، وأيضاً كل أمواله التي يحصل عليها تظل ملكاً له
ولورثته من بعده ولأن المهمة خطيرة فإنه سوف يمارس نفس المهام الإجرامية التي
يرتكبها أفراد العصابات التي يتعامل معها من إتجار في المخدرات وقتل ونهب وضرب إلا
أنه في اللحظة الأخيرة يشعر بالأمان المطلق فلا أحد يستطيع أن يقترب منه لأنه ينصب
تحت رعاية الدولة.
وأكد الشناوي أن موسيقى راجح داود لعبت دوراً
إبداعياً حيث حملت النغمات التي قدمها قدراً من الفطرية والبدائية وكأنها تحاول أن
تستعيد مرة أخرى صوت الطبيعة في بكارتها الأولى، وكذلك استطاع مدير التصوير سمير
بهزان والمدير الفني أنسي أبو سيف والمونتير عادل منير أن ينقلوا لنا حالة من
الانسياب في الرؤية البصرية، وكانت عين المخرج داود عبد السيد قادرة على أن نعيش
ونتنفس داخل الأحداث بكل درجات الإيحاء الجميل والنبيل أيضاً.
وأشار "الشناوي" إلى أن أحمد زكي
في هذا الدور عاش حالة إبداعية خاصة ولذلك توهج مع تفاصيل شخصية يحيى أبو دبورة أو
آدم في "أرض الخوف"، وكنا نتوق للقاءات أخرى تجمعهما معاً لكنه القدر
الذي حال دون اللقاء الثاني في "رسائل البحر".