-
نعيش مرحلة من «العنفوان المصري».. و«القاهرة» نقطة الارتكاز
الوحيدة والكتلة الصلبة لاستقرار المنطقة
- الصحافة
الورقية لا علاقة لها بانتقال عدوى كورونا.. والمطبوعات تحررت من قيود الخبر
-
مراهنة الإخوان على بايدن بها خلل لأنه لا يصح وضع جماعة إرهابية
«ندًا» لمصر.. وأيام أردوغان معدودة
-
خيارين لا ثالث لهما في التعامل مع أزمات «السوشيال ميديا»
-
مصر سبقت جميع دول العالم في إدارتها لجائحة كورونا
- مجلس الشيوخ ليس «بروش أو
وردة» بل «بيت الخبرة التشريعية»
لأول وهلة تشعر بشعلة الشباب تضئ مجلة «روزا اليوسف» العريقة بعد أن جلس
على كرسي رئاسة تحريرها الكاتب الصحفي النشيط والموهوب أحمد الطاهري، الذي استطاع التحليق بروزا العريقة و بث روح جديدة في المجلة.
فتح لنا الكاتب
الصحفي أحمد الطاهري، قلبه ليتحدث لنا عن مستقبل الصحافة الورقية وتحديات التطورات
التكنولوجية والتخوفات التي تزعج العاملين في الحقل الصحفي، مبحرًا بنا إلى تقلبات
السياسية الأمريكية وتوازنات الشرق الأوسط واستراتيجيات العملية السياسية وقدرة
مصر على إعادة التوازن للمنطقة بثقلها الاستراتيجي ونظرتها المبعدية في التعامل مع
الملفات المختلفة.
وقلل رئيس
التحرير الشاب، من خطورة حروب السوشيال ميديا والتحديات الحديثة، مراهنا على وعي
الشعب المصري في إسقاط تلك الفتن وقدرته على التميز والفلترة بين الخبيث والطيب،
مبشرا بسقوط حكم أردوغان في تركيا التي تدير خريطة تآمرية مدعومة من إمارة قطر ضمن
مخطط تخريبي فاسد، مؤكدا أن مصر الدولة الوحيدة التي استطاعت التعامل بقوة مع جميع
الملفات فنجحت في افتتاح المشروعات الكبرى في ظل جائحة كورونا.
العديد من الرؤى والأسرار يكشفها لنا أحمد الطاهري رئيس تحرير روزا اليوسف في الحوار التالي:
** في البداية
نبدأ معك من بلاط صاحبة الجلالة.. برأيك هل تؤثر الثورة التكنولوجية على الصحافة
الورقية؟
الصحافة
المطبوعة بشكل عام قومية وحزبية وخاصة تواجه مصيرًا واحدًا وأيضا الصحافة
العالمية، فما يتحدثون به عن مستقبل تلك الصناعة في القاهرة يتحدثون به في طوكيو
وفي واشنطن.
يوجد لدينا عدد
من التجارب الملهمة في الغرب قبل عامين أو ثلاثة تجاوزوا فيها المخاوف الموجودة
والتحديات القائمة، مثل اجتياح "السوشيال ميديا" والفوبيا الموجودة منها
مثل الفوبيا التي ظهرت مع بداية عصر الإنترنت وظهور التليفزيون وبداية المواقع الإخبارية
الإلكترونية وتأثيرها، واختراع الإذاعة، فبالتالي الصناعة العالمية تجاوزت صدمة
"السوشيال ميديا" وأخرجت المنتج الحديث منها.
الصحافة الورقية
بالغة العمق، بعد أن تحررت من قيود الخبر الذي أصبح على الرصيف، فالخبر الإلكتروني
«فوار وقتي» فهو وليد اللحظة وينتهي مفعولة بسرعة، مثل "الترند الفوار"
بما يعد ذلك «طوق النجاة» للصحافة الورقية، التي تبحث بعيدًا عن التفاصيل وأبعاد
أكثر للصورة والتي تتعمق أكثر في الموضوع المتناول.
فالصحافة
الورقية يجب أن تكون مصدر الماكينة الإعلامية التي تبدأ منها ثم تنتقل للمواقع
الإلكترونية ثم السوشيال ميديا وليس العكس.
**
هل هناك تحديات أخرى تشكلها "السوشيال ميديا"؟
نعم.. هناك مأساة أخرى مثل اتخاذ الناس
"السوشيال ميديا" مصدرا وتضعها في صناعة المادة الصحفية في الورقي،
وأيضا تحول "مشاهير السوشيال ميديا" إلى كُتاب رأي.
** هل تأثرت
الصحافة الورقية بجائحة كورونا وتخوفات نقلها للعدوى؟
لم يثبت أي
تأثير لفيروس كورونا على صناعة الصحافة الورقية، حيث كنت مؤخرا في الولايات
المتحدة واشتريت عددا من الصحف الورقية بما يثبت عدم تأثرها في انتقال العدوى.
وسبب تداول ذلك،
خروج بعض التقارير وقت الموجة الأولى من كورونا تتحدث عن خطورة انتقال العدوى عن
طريق الورق وتناقلتها إحدى الدول العربية، وأفردت لها تقريرًا في فضائية إخبارية
تابعة لها، فأحدث ذلك حالة من الاستقرار الذهني الخاطئ عن نقل العدوى، فحتى الآن
كورونا لغز في كل تفاصيله سواء في العدوى وانتقالها واختلاف الأعراض، فهي مؤثرة
على اقتصاديات دول بأكملها وليس صناعة الورق فقط.
**
كيف ترى تعامل الدول مع جائحة كورونا؟
مصر البلد
الوحيدة في العالم التي تفتتح مشروعات في ظل أزمة كورونا، أتحدى أي بلد افتتحت
مشروعات في ظل أزمة الجائحة مثل مصر، ولا توجد لديها كل هذا الكم من المشروعات
فعجلة العمل لم تتوقف، والبناء لم يتوقف، وكان له مردود على معدل نمو لم يحقق في
أي بلد آخر.
ما حدث في مصر
كان له مردود على إن الثقة الدولية تضاعفت وتم تأكيد المؤشرات الدولية والمحلية
التي أصبحت أمرا واقعا، فمصر حققت فائضا في الربع الأول بالميزانية، تستحق الحكومة
عليها الإشادة من الرئيس السيسي بعد أدائها الراقي والرفيع خاصة للمجموعة
الاقتصادية في ظل أزمة كورونا.
** كيف ترى عودة
غرفة التشريع الثانية بجوار مجلس النواب؟
كنت من أوائل
الذين طالبوا بعودة مجلس الشيوخ لأنها ليست «بروش» أو «وردة تعلق في عروة» غرفة
مجلس النواب، بل هي بيت الخبرة الذي يدرس القوانين ويناقشها، فهناك عدد من
القوانين خرجت وعادت مرة أخرى لمراجعتها لأنها كانت تحتاج إلى مزيد من النقاش
والبحث.
ومجلس الشيوخ
يفتح مساحة أكبر للمشاركة السياسية والتمثيل النيابي، ويؤكد على ثوابت في العملية
السياسية وتمثيل الفئات المختلفة، فليس كل الشخصيات يمكنها تخوض انتخابات البرلمان
بشكل مباشر، وأيضا تعيينات الرئيس في المجلس عبرت عن النمطية في هذه التعيينات
كمكمل قوي جدا لمجلس النواب، وكلا الغرفتين تشكل مجلس نواب مبشر بالخير.
**
هل يمكن وضع ضوابط للسوشيال ميديا في ظل التحديات التي يشكلها في مختلف نواحي
الحياة؟
لا يمكن وضع
ضوابط لـ"السوشيال ميديا" لأنه عالم نعيش فيه يوميًا، ولا يوجد إلا
خيارين لا ثالث لهما: أما العيش معه أو العزلة عنه، لأن تركبية الشعب المصري ليست انعزالية
بل جعرافيته الاتصال والتواصل.
والمصريون
يستطيعون التعايش مع "السوشيال ميديا" فاليوم وعي المواطنين لم يعد مثلما
كان في الـ7 سنوات ماضية، لأن الناس تستطيع الفرز والتقييم والتميز بين الخبيث
والطيب، وكان هناك شرائح عمرية كانت بعيدة عن "السوشيال ميديا" أصبحت
الآن في قلبها، وتدخل وترد وتفهم وتتفاعل، ولكن هذا لا ينفي أنها تشكل خطرا، وليس
فقط في الشائعات بل يخرج أجيالا من الجهال، وأجيالا رافضة القراءة وتريد المعلومة
السريعة، وأجيال ثقافتها سماعية فقط.
** ماذا عن
السياسة الخارجية المصرية؟
السياسة
الخارجية لأي دولة بشكل عام مرتبطة بالجغرافيا السياسية للدولة، وهي التي تحدد
المحاور المؤثرة على الأمن القومي، لذلك لا توجد سياسة خارجية قديمة وسياسة خارجية
حديثة، لكن توجد سياسة خارجية نشطة وسياسة خارجية غير نشطة.
بعد ثورة يونيو
2013، مصر اعتمدت سياسة خارجية في منتهي القوة والنشاط على مستوي الدائرة
الإفريقية والعربية والآسيوية والدولية، في وقت متزامن وبمنتهي القوة والفاعلية،
كل ذلك أضاف لها ثقلا استراتيجيا، وأبعادًا جديدة منها منتدى "الغاز في الشرق
المتوسط"، وعملية توسيع قناة السويس التي تمثل أهم ممر وشريان ملاحي عالمي،
الذي يعد الشريان الوحيد ومن الصعب وجود قنوات بديلة ومنافسة لها، مثلما كان يحلم
البعض بوجود مشروع منافس لقناة السويس في المنطقة.
كما أضافت مصر
بعدًا آخر وهو البعد العسكري، وأصبحت نقطة الارتكاز الوحيدة في منطقة جنوب المتوسط
من المغرب حتي العراق، والكتلة الصلبة التي تضمن استقرار هذه المنطقة، وبالتالي
هذا الاستقرار سينعكس على الدول المجاورة، فليبيا والسودان وفلسطين وتركيا وسوريا
وأوروبا محظوظين بوجود مصر.
**
كيف ترى الدبلوماسية المصرية على المستوى الدولي؟
حضور مصر الدولي
يحسب للرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو قارئ استراتيجي من الدرجة الأولى، ولديه بعد
نظر واضح من خلال الخطوات والإنجازات التي يقوم بها، بالإضافة إلى استقلال القرار
الوطني، الذي لم يكن صدفة، خاصة بعد الخروج من مرحلة صعبة تتسم بالضعف والتهالك في
مختلف المجالات بعد حكم الجماعة الإرهابية، لذلك عملية البناء والتحديث الشامل
الذي حدثت في مصر، واستقلال القرار الاقتصادي نابع من استقلال القرار الوطني.
في النهاية هي
عملية متكاملة، ففي عام 2020 أبحر الأسطول المصري أربع بحار، ثلاث منها تركيا لها
شواطئ فيها، والرابع بحر تركي خالص، فالأسطول المصري يشق قلب اسطنبول ليشارك في
تدريب بحري قوي، فنحن نعيش مرحلة من «العنفوان المصري».
** كيف تقرأ
التحرك التركي في ليبيا وأطماعها في منطقة المتوسط؟
محاولات تركيا
لابتلاع ليبيا لم تتوقف، ودخول قطر لتسويق بترول ليبيا بعد تدخل الناتو وقصف
ليبيا، لكن كل ذلك توقف عندما وضع الرئيس الخط الأحمر ما بين الجفرة إلى سرت،
فاختلف الأداء السياسي العالمي والإقليمي، منذ هذا التاريخ نستطيع الحديث عن
ليبيا، بعد أن أصبح له مردود على الأرض، وفتح مجال لدبلوماسية الدول إقليمية، لأن
مصر ليس لها أطماع في ليبيا، وتفتح أبوابها لكل الأطراف.
**
مع إعلان وسائل الإعلام فوز جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة سارعت جماعة الإخوان
الإرهابية المراهنة عليه.. كيف تقرأ هذا؟
المراهنة هنا
يوجد بها خلل، لأنه لا يصح وضع جماعة إرهابية «ندًا» لدولة مثل مصر، فهي في
النهاية جماعة إرهابية مثل جماعة داعش وجبهة النصرة، وسياسات الدول لا تقاس بهذه
الخفة والاستهتار الذي يبث من قبل تركيا.
سياسات الدول
فيها مصالح وأبعاد في العلاقات الثنائية، ولكن ليس معنى هذا أن يكون هناك وئام
واتفاق مع الإدارات الأمريكية، فالعملية متأرجحة تبدأ بمرحلة وئام يعقبها مرحلة عدم
تفاهم، لكن الثابت الوحيد فيها بين الطرفين هي المصالح المشتركة.
** هل ترى أن بايدن
امتداد لسياسات الرئيس الأمريكي الأسبق بارك أوباما؟
في الوقت الحالي
بايدن يعلن عن نفسه كأنه امتداد لأوباما سواء فيما كتبه عن سياسته الخارجية أو
اختياراته لأعضاء إدارته، لكن سياسته الحقيقية يعلن عنها عندما يتولى ويستلم
السلطة، لكن حاليا مبكر جدا الحكم على سياسة رئيس لم يستلم السلطة بعد.
والفترة المقبلة
لأمريكا ستشهد انتقالا فوضويا لأن العملية متشابكة، وهذه الانتخابات شهدت الحديث
عن تزوير وتلاعب في الأصوات.
مصر دولة
سياستها الخارجية معلنة وأولياتها محددة ومساحات الرفض لديها معروفة، ودولة عريقة،
وبالتالي الثوابت المصرية من البداية محددة، ومصر ترحب وتدعم أي جهد يقود إلى
السلام.
** ماذا تقول للرئيس
السيسي؟
أقول للرئيس السيسي ربنا يحفظك، أنت حميت
100 مليون، وانتصرت لإرادتهم وعيشتهم بكرامة رغم كل التحديات والمصاعب، إن شاء
الله تعيش وتبني.
** وماذا عن رئيس الحكومة؟
الدكتور مصطفي مدبولي رجل قليل الظهور، لكن
إنجازاته هي التي تتحدث عنه، وظهوره دائما مدروس وهادف ولغته هادئة، ويعمل أكثر
مما يتكلم، وهو من رؤساء الحكومات الذين يحترمهم الشارع المصري.
**
رسالتك لرئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال والمستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس
مجلس الشيوخ؟
نتمنى لهما أداءً
جيدًا، فالبرلمان في الدورة السابقة قام بجهد كبير، لكن ما زلنا ننتظر المزيد،
والنزول إلى الشارع والسماع إلى الرأي العام وعدم الانعزال، لأن ما يتم تناوله في
البرلمان هي لقطات لما يتم في الشارع المصري، وما يتم نشره علي مواقع التواصل الاجتماعي،
ونتمنى لهما دور قوي في الفترة المقبلة.
** كيف ترى مستقبل أردوغان في تركيا و تميم قطر محوري الشر في المنطقة؟
أيام أردوغان
أصبحت معدودة، وقطر نظام عميل وقائم على فكرة العمالة في الأساس، والحق سوف ينتصر
والأمر محتوم، ومن أراد حصار مصر يوما ما، هم الآن المحاصرين إقليميا ومنبوذين
دوليا.