أشاد أطباء بالرسائل، التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للمواطنين، بشأن زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا، مؤكدين أن الكلمة جاءت في توقيتها، لتأكيد أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة الموجة الثانية من الجائحة، لا سيما تأكيده على أن وعي المواطنين، هو اللقاح الحقيقي لمواجهة الفيروس.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد أن الوعي هو اللقاح الحقيقي، للتعامل مع فيروس "كورونا"، داعيًا المصريين للحذر والحيطة، لأن إصابات فيروس "كورونا" في تزايد، معربا عن تقديره واحترامه للأطقم الطبية، التي مازال تلعب دورا عظيما جدا من نهاية العام الماضي، ومستمر حتى الآن في الحفاظ على الحالة الصحية للمصريين.
وأضاف، خلال كلمة متلفزة له أمس: "عندما تعاملنا مع الأزمة اعتبارًا من فبراير من العام الجاري، بشكل متوازن وهادئ جدا ولم ننقل لكم الفزع والخوف من هذا الوباء الصعب، وحرصنا بقدر الإمكان على أن يكون مسار تحركنا مسار متوازن وشاء الله ـن يكون ذلك محل تقدير ودراسة من جانب كثير من الدول الأخرى فيما يتعلق بإدارة مصر لأزمة هذا الوباء".
رسائل في توقيتها
وفي هذا السياق، قال الدكتور عبد الهادي مصباح، أستاذ المناعة، إن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس للمواطنين بشأن زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا هي رسائل هامة وصحيحة وتأتي في توقيتها، لأن المواطنين يجب أن يلتزموا بالإجراءات الاحترازية ويؤدوا ما عليهم من واجبات، لأن التطعيم أمامه عدة أشهر لتوافره، ونحو 20% فقط من العالم الذي سيحصل عليه مع نهاية العام الجاري.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن النسبة الباقية لن تحصل عليه إلا مع نهاية العام المقبل، وبالتالي فلا يوجد وسيلة لمواجهة الجائحة حتى الآن إلا الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات والشعور بالمسئولية تجاه النفس وتجاه الآخرين، مؤكدا أن توجيه هذه الرسائل من قبل الرئيس يحمل أهمية كبرى لتشديد الإجراءات في جميع الجهات.
وأضاف أن هذه الرسائل تساعد على إيقاظ المواطنين من غفوتهم والشعود بمدى أهمية وجدية الوضع الراهن للوباء، موضحا أنه في المقابل تسببت حالة الاستهتار والتهاون في تعامل الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالإجراءات الاحترازية والسخرية من ارتداء الكمامات إلى الانتشار الرهيب للفيروس في كافة الولايات المتحدة حتى أصيب هو نفسه وأولاده بالفيروس.
وأكد مصباح أن الموجة الثانية من جائحة كورونا تصيب الملايين في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية، حيث وصلت الأعداد إلى أعلى معدلات لها خلال الأيام الأخيرة، حتى بعض الدول التي كان يضرب بها المثل في مواجهة الجائحة مثل ألمانيا والتشيك وسلوفينيا أصبحت بؤر لانتشار العدوى بصورة مخيفة، موضحا أن ألمانيا سجلت أمس أعلى معدل إصابة ووفيات حيث وصل عدد المتوفين إلى 540 شخصا وهو رقم ضخم.
السيسي يطمئن الشعب
بدوره قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس للمواطنين بشأن جائحة كورونا، وزيادة أعداد الإصابات كانت مهمة، وتعكس حرصه على صحة المصريين، مضيفا أن الرئيس السيسي يطمح لمنع هجوم الموجة الثانية التى استشرت فى 54 دولة أوروبية.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن السيسي كان صادقا في دعوته للمصريين بالالتزام بالتدابير الوقائية، وطمأن المواطنين عبر تعهده بتوفير اللقاحات الآمنة الفعالة التي تقي من كورونا حال توفرها، موضحا أن الكرة الآن فى ملعب المواطن المصري، ومن يتعاون مع الدولة في تنفيذ التدابير الوقائية، يمكنه أن يكبح جماح كورونا، ومن يتهاون يفتح الأبواب على مصراعيها أمام الفيروس لينتشر ويتغلغل، فتزيد أعداد الإصابات والوفيات، مما يؤدي إلى تعطل الاقتصاد.
وأشار بدران إلى أن العالم فقد نحو مليون و141 ألف شخص بسبب كورونا، فضلا عن خسائر في جميع المجالات الاقتصادية، مشددا على أن غياب الوعي أخطر من كورونا، لأن ذلك يمكن أن يتسبب في نشر 250 مرضا معديا، فضلا عن أن حالة اللاوعي تقوض جهود الدولة المصرية فى معركة كورونا، رغم أن الدولة حققت مثالاً يحتذى به على مستوى العالم.
استعدادات الدولة للموجة الثانية
في الوقت ذاته قال محمد العماري، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعث برسائل هامة للمواطنين في كلمته أمس بشأن جائحة كورونا، وعلى رأسها أهمية الوعي والالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي كأهم السبل لمواجهة الجائحة، مضيفا أن هذه الرسائل توعوية مهمة تعكس مدى اهتمام الرئيس بصحة المواطنين والوقاية من الوباء.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس شدد على أهمية الوعي باعتباره هو اللقاح الحقيقي للتعامل مع فيروس كورونا، ودعا المصريين للحذر والحيطة بعد ارتفاع الإصابات بالفيروس، مؤكدا أن الوعي لا يقل أهمية عن اللقاح، لأن اللقاح متوقع أن يتوافر في خلال الشهور المقبلة، لكن الوعي سيمنع فرص الإصابة بالعدوى حتى توافر اللقاح.
وأكد أن الدولة أدارت الموجة الأولى من الفيروس باحترافية ونجاح شهدت به جميع المؤسسات الدولية ومن بينها منظمة الصحة العالمية، وكان ذلك بإشراف مباشر من الرئيس السيسي، وهناك خبرات متركامة من الموجة الأولى، مضيفا أن ذلك يجعل التصدي للجائحة والتعامل معها بشكل أفضل من السابق.
وشدد على أنه في المقابل يجب على المواطنين أن يلتزموا بكافة الإجراءات الاحترازية وعلى رأسها ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وعدم التواجد في أماكن مغلقة أو مزدحمة، مع الالتزام بالتطهير الدائم للأماكن والأسطح فضلا عن غسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار أو الكحول، وكذلك الاهتمام بالتغذية الصحية لتقوية المناعة، لأن المناعة هي حائط الصد في مواجهة الفيروس والسيطرة على تأثيره على الجهاز التنفسي.