الخميس 23 مايو 2024

في ذكري وفاته.. صدفة غيرت حياة عامر منيب

فن26-11-2020 | 15:22


تمر علينا اليوم الذكرى التاسعة لوفاة النجم عامر منيب، إذ ولد عامر منيب 2 سبتمبر عام 1963 بالجيزة، في عائلة فنية حيث إن جدته   الفنانة القديرة الراحلة ماري منيب ، و أعتاد عامر أن يذهب معها إلي مسرح  "نجيب الريحاني" لمشاهدة أعمالها وأعمال زملائها الفنانين، ولكنها توفيت عندما كان في السادسة من عمره.

كان عامر مجتهداً في الدراسة حيث حصل علي البكارليوس في كلية التجارة جامعة عين شمس بتقدير جيد جدا وعمل معيدا بالجامعة، وكان يقضي أوقات فراغه بالغناء لمشاهير الطرب مثل الراحل عبد الحليم حافظ ثم دخل عامر منيب مجال الغناء بالصدفة البحتة، حيث كان في شهر رمضان عام 1987 وجاءته تذكرة وأوراق عقد سفر إلى أستراليا للحصول على الدكتوراه والعمل بإحدى الجامعات هناك.

وعندما كان يتسحر مع أصدقائه في أحد الفنادق ليودعهم صادف وجود كبار الفنانين في نفس الفندق مثل الفنان محمود ياسين وزوجته شهيرة، نور الشريف، زوجته بوسي، الموسيقار حلمي بكر، بالإضافة إلى الفنان فاروق الفيشاوي، وقد ألح أصدقاؤه عليه ليقوم بالغناء فقام عامر بغناء أغنية "الفن" لموسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب.

وفوجئ الحضور بصوت عامر الجميل وأظهروا إعجابهم الشديد به، فقام الفنانون المذكورون بدعوته للجلوس معهم وكانت مفاجأة بالنسبة لهم عندما أكتشفوا إنه حفيد القديرة ماري منيب، وأخذه الموسيقار حلمي بكر على حدة وشجعه بشدة وطالبه بضرورة بقائه في مصر، حيث ينتظره فيها مستقبل كبير بشرط أن يثقل موهبته بالدراسة.

وبالفعل أقتنع عامر بكلامه وقام بتمزيق تذكرة السفر عقب عودته لمنزله، وفي اليوم التالي خضع بشكل كامل لدروس الأستاذ عاطف عبد الحميد "أستاذ الموسيقي الشهير لألة العود وعميد كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان".

وتعلم عامر على يديه المقامات الموسيقية، وقام بإحضار أستاذ أخر متخصص ليتعلم على يديه قواعد العزف على ألة العود، ثم قرر التعلم علي عزف ألة البيانو، وبعد اجتياز الدروس أنشأ فرقة موسيقية صغيرة انتقل بالغناء بها في الفنادق الكبري، ولم يكن له حينها أغاني خاصة به بل كان يقوم بغناء أغاني العندليب عبد الحليم حافظ، وحقق من خلالها شهرة جيدة، ثم قرر أن يكون له أغانيه الخاصة.

وبالفعل بدأ عامر بتجهيز ألبومه الأول على نفقته الخاصة  لكنه لم يكن يملك المال الكافي لإنتاجه فقام ببيع سيارته، واستدان من أصدقائه لكي يتمكن من دفع أجر الفرقة وحجز الاستوديو، ورغم هذا أصر عامر أن يتعاون مع مجموعة من كبار الشعراء والملحنين رغم أجورهم المرتفعة مثل مدحت العدل، صلاح الشرنوبي، رياض الهمشري، وأخرين واستدان مرة أخرى من أجل طبع الألبوم وتوزيعه، وقام بإصدار الألبوم الأول له بعنوان " لمحي" عام 1990، ورغم الدعاية المحدودة إلا أن الألبوم حقق نجاحا نسبيا مما دفعه للاستمرار على الساحة.

وبدأت عروض شركات الإنتاج تتوالي عليه بعد أن أصبح له قاعدة جماهيرية نسبية، فتوالت ألبوماته الناجحة بعد هذا وكان أنجح ألبوماته "أيام وليالي"، "فاكر" حيث ترواحت نسب توزيعهما ما بين 300 و 400 الف نسخة.

وكان من الطبيعي أن يلفت نظر منتجي ومخرجي السينما كما حدث مع بعض المطربين الناجحين حينها، فأسند إليه بطولة فيلم "سحر العيون" مع حلا شيحة ونيللي كريم ومحمد لطفي، وتم عرض الفيلم عام 2002، و حقق نجاحا جماهيريا جيدا حيث تجاوزت إيراداته حاجز المليونين والنصف مليون جنيه، ثم جاء فيلمه الثاني "كيمو أنتيمو"، مع النجمة مي عز الدين، والقدير وحيد سيف، إخراج حامد سعيد، تأليف محمد البيه، وكان أخر فيلم له "كامل الأوصاف"، عام 2006 مع النجمة حلا شيحة، تأليف أحمد البيه، إخراج أحمد البدري.

ثم أصدر "عامر" في عام 2009 أغنيته الدينية الوحيدة "يا الله" و ذلك كان بعد عودته من أداء مناسك العمرة.


وجاءت وفاته مفاجأة للوسط الفني، وذلك لصغر سنه حيث توفي 26 نوفمبر عام 2011 عن عمر يناهز 48 عاما، بعد صراع مع مرض السرطان دام لأكثر من عامين، حيث دخل المستشفي على إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، وأجري عملية إزالة جزء من القولون بألمانيا، وظل  طوال أيامه الأخيرة في غيبوبة شبه كاملة داخل غرفة العناية المركزة، إلا أن حالته الصحية قد تدهورت ليصاب بهبوط آخر شديد الحدة في الدورة الدموية ثم وافته المنية فى 26 نوفمبر عام 2011.