مازلنا نحتفى اليوم الخميس الموافق 26 نوفمبر باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، فقد أقرت هيئة الأمم المتحدة على تدشين 16 يومًا من النشاط الذي سختتم في 10 ديسمبر 2020، الذي يزامن اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وقد حددت الجمعية العامة للأمم المتحددة موضوع اليوم الدولى لهذا العام وهو تحويل العالم إلى البرتقالي، فجاءت تحت شعار"موّلوا، واستجبوا، وامنعوا، واجمعوا"، وذلك من أجل رفع الوعى حول المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الاغتصاب والعنف المنزلي، وغيرها من أشكال العنف المتعددة.
وفي إطار الحملة ترصد "الهلال اليوم"، عددًا من الكاتبات المصريات الرائدات في الدفاع عن حقوق المرأة ومناصرة قضيتها، للمطالبة بحريتها ومساواتها ونبذ العنف الواقع عليها.
عائشة عبد الرحمنمفكرة وكاتبة وأستاذة جامعية، كانت مثالاُ للمرأة المصرية التي صنعت لنفسها مكانًا لا يزاحمها فيه أحد فيه الأوساط الثقافية والعلمية برغم من القيم السائدة في فترة الثلانيات القرن الماضي التي تقوض حركة المرأة وتمنعها من حقها في التعليم والعمل، فكانت من أوائل النساء اللاتي اشتغلن في الصحافة فكتبت لجريدة الأهرام مقالاتها، وكانت تحت اسم مستعار"بنت الشاطئ" هربًا من تعنيف والدها، فكانت ثاني إمراة تكتب في تلك الصحيفة العريقة بعد الأديبة "مي زيادة"، أيضًا كانت أول امرأة تحاضر في الأزهر الشريف، وأول من حازت على جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية مناصفة مع الدكتورة "وداد القاضي"عام 1994.
بدأت "عبد الرحمن" دراستها منذ الصغر في المنزل لأن تقاليد العائلة آنذاك كانت ترفض خروج الفتاة للدراسة، ساعدتها أمها في الحصول على تعليمها كاملاً لإيمانها بنبوغها وتفوقها الدائم على أٌقرانها، فحصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات 1929، بعدها التحقت بجامعة القاهرة لتتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية 1939، نالت درجة الماجستير في الآداب عام1941، ثم واصلت مسيرتها العلمية حتى نالت رسالة الدكتوراه عام 1950م وناقشها عميد الأدب العربي "طه حسين".
لها العديد من المؤلفات في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، إلا أنها قد خصصت إهتمامها بالكتابة عن رائدات الحقبة الإسلامية فكان من مؤلفاتها فى ذلك الجانب: "بنات النبي"، "سكينة بنت الحسين"، "بطلة كربلاء" وكان عن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، حيث ترصد فيه معاناتها بعد واقعة عاشوراء، ومقتل أخيها "الحسين" وما تبعه من تبعات كان لها تأثيرًا كبيرًاعلى حياتها، كتبت أيضًا كتابًا عن أم النبي وجاء تحت عنوان " أم الرسول محمد..آمنة بنت وهب"، "الخنساء الشاعرة الأولى للعرب"، "تراجم سيدات بيت النبوة"، وغيرها الكثير من الدراسات الفقهية والإسلامية التى كانت بمثابة غنيمة عظيمة وإرثًا كبيرًا لنا.
نبوية موسى كاتبة ومفكرة مصرية تعتبر إحدى رائدات التحرير الوطني وتحرير المرأة، وانضمت للحركات الإنسانية التي كانت تطالب بالمساواة مع الرجل فى كل شئ، فكانت أول إمرأة مصرية تحصل على شهادة البكالويا "الثانوية العامة"، وأول ناظرة مصرية تتولى إدارة مؤسسة تعليمية.
نصبت "موسى" إهتمامها بقضية المرأة ومناصرتها فكتبت المقالات الصحفية في الصحف المصرية مثل "مصر الفتاة" تحت اسم مستعار تناولت خلالها قضايا تعليمية واجتماعية، وألفت كتابًا بعنوان"ثمرة الحياة في تعليم الفتاة"، الذي قررته وزارة المعارف للمطالعة والدراسة في مدارسها.
طالبت "موسى" بتمكين المرأة، فقامت بإنشاء مجلة "الفتاة" تصدر إسبوعيًا وقد صدر العدد الأول منها في 20 أكتوبر 1937 وظلت تصدر لخمس سنوات، كانت ترى "موسى" أن المرأة هى نصف المجتمع وهى سر تقدم الأمم أيضًا، رصدت أيضا المغالاة في الفروق الطبيعية بين الرجل والمرأة فنادت بتصحيح النظرة للمرأة العاملة أينما كان موقعها أو طبيعة عملها، قارنت أيضًا بين حضارات اليونان والرومان الذين كانوا يألهون النساء بينما الحضارات الهندية تستعبدها، وتتطرقت إلى ضرورة التخلي عن العادات والقيم السائدة في المجتمع، فكتبت في صحيفة" البلاغ" مقالًا تم نشره في 19 أغسطس عام 1927 تحت عنوان "حماية المرأة" قالت في بدايته "ما كنت لأهتم وأنا مصرية أحب بلادي أكثر من حبي لبنات جنسي من النساء، بمسألة المرأة والدفاع عن حقوقها لو لم أعتقد أن رقىّ البلاد لا يتم إلا بها وأن الدول إنما ترتفع أو تنحط برفعة المرأة وانحطاطها وهى حقيقة يشهد بها التاريخ في جميع أدواره".
سهير القلماوي كاتبة وأديبة مصرية بارزة كان لها تاريخ طويل في النضال النسوي، فكانت أولى النساء اللاتي ارتدن الجامعة، وكانت أول من يحصل على درجة الماجستير والداكتوارة في الآداب، وكذلك أول محاضرة في جامعة القاهرة 1936، ترأست "القلماوي" رئاسة الإتحاد النسوي المصري وكذلك رابطة خريجات جامعة المرأة العربية 1959.
جعلت" القلماوي" رسالة الداكتوارة الخاصة بها عن "حكايات ألف ليلة وليلة" في عام 1943 والتي تتطرقت إليها من منظور نسوي، من أجل إعداد إمرأة ذكية ومثقفة ومسؤولة بشكل كامل عن حياتها وأسرتها، إمرأة لا تستخدم فطنتها وفضائلها لتتساوى بالرجل، ولكن أيضاً تسعى جاهدة لإعادة تثقيف الرجل لتحظى بالمساواة، من أهم مؤلفاتها: "أحاديث جدتي، أدب الخوارج، العالم بين دفتي كتاب، المحاكاة في الأدب".
درية شفيق هى إحدى رائدات الحركة النسوية في مصر وتحرير المرأة في النصف الأول من القرن العشرين، فإليها يرجع الفضل لحصول المرأة المصرية على حق الإنتخاب، حصلت على درجة الداكتوارة في الفلسفة وكان موضوع الرسالة "المرأة في الإسلام" حيث أثبتت في رسالتها أن حقوق المرأة في الإسلام أضعاف حقوقها في أي تشريع آخر.
أًصدرت "شفيق" مجلة "بنت النيل" وكانت أول مجلة نسائية ناطقة باللغة العربية وموجهة لتعليم وتثقيف المرأة المصرية، تم رفض تعينها في الجامعة لكونها امرأة، فأسست في أواخر الأربعنيات حركة تدعو إلى التحرر الكامل للمرأة المصرية وسُميت بـ"اتحاد بنت النيل"، ثم صار حزبًا سياسيًا بعد قيام ثورة 1952، أصدرت أيضًا عدة دوريات أدبية منها "مجلة المرأة الجديدة"، ولها عدة داووين شعرية وتوفت بعد عزلة دامت 18 عامًا في 1997 عن عمر يناهز66 عامًا.
فتحية العسالكاتبة مصرية وعضوة مجلس إدارة إتحاد الكتاب ورئيس جمعية الكاتبات المصريات، وأمين عام إتحاد النساء التقدمي، اهتمت بقضايا المرأة ودافعت عن حقوقها وظهر ذلك واضحًا في مجمل أعمالها التلفزيونية أو المسرحية، وقد تم اعتقالها أكثر من ثلاث مرات بسبب كتاباتها عن قضايا المرأة.
تأثرت "العسال" بالأحداث السياسية والإجتماعية وصورة المرأة القاتمة في ثلاثنيات القرن العشرين، فكانت كتاباتها بمثابة صورة لمعاناتها الشخصية وتجربتها للإقصاء والتعنيف واستلاب الذات كحرمانها من التعليم بسبب تسلط والدها.
من أهم أعمالها رواية"سجن النساء"، والتي حازت على شهرة واسعة بسببها وكانت بمثابة تجربة ذاتية عندما كانت نزيلة إحدى سجون النساء في مصر، فرصدت صور متعددة للمرأة المقهورة والمظلومة التي تقضي حياتها بين جنبات السجون، وقد تم تحويل تلك الرواية إلى مسلسل تلفزيوني يحمل نفس الإسم تم عرضه في رمضان 2014 وكان من بطولة "نيللى كريم" وإخراج "كاملة أبوذكرى".