السبت 27 ابريل 2024

هل تتفوق الآلة على البشر؟


أخرى27-11-2020 | 19:24

د. أمانى البرت

مع التطور الهائل الذي أحرزه استخدام الذكاء الاصطناعي في عدد كبير من المجالات، بدأ استخدمه في مجال صناعة الأخبار فقد رأي المطورون إمكانية برمجة تطبيقات تكشف عن مصدر الأخبار وتقييم دقتها وجودة كلماتها وصحة الروابط والصور والفيديوهات المصاحبة لها ووقت وتاريخ النشر ومدى انتشارها ومدى استخدام مبالغات لغوية أو استمالات عاطفية. وقد أظهرت نتائج التجارب الأولية أن الذكاء الاصطناعي أكفأ في رصد الأخبار الكاذبة من البشر، حيث ذكرت إحدى الدراسات أنها تتفوق على البشر بنسبة 6%.  


لكن المشكلة هي أن المطورون حتى يستطيعوا اختبار تطبيقاتهم استخدموا الذكاء الاصطناعي أيضا في نشر عدد من الأخبار الكاذبة المبنية على معلومات صحيحة جزئياً. وكانت المفاجئة هي انتشار واسع النطاق لهذه الأخبار الزائفة. الأمر الذي تلقفته جهات مختلفة لنشر الأخبار بوتيرة سريعة كما ينتشر الفيروس لخدمة أغراض معينة خاصة أثناء السباقات الانتخابية.


وأظهرت دراسة علمية أن الأخبار الزائفة تنتشر بوتيرة أسرع من الأخبار الحقيقية. إذ يتم إعادة تغريدها او مشاركتها بشكل واسع وأن فرص انتشارها 70% مقارنة بالأخبار الحقيقية أي أن 7 من 10 أشخاص أعاد تغريدها مرة أخرى، طبعا لأنها أخبار مثيرة أو لأنها تهم القراء أو لأن هناك تحيز من الأشخاص نحو ما يقرأون.


ما أدي لمحاولات فيسبوك في انتاج نموذج يكتشف المحتوى المزيف للصور والفيديوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد التساؤلات التي وجهت له بخصوص استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في نشر المزيد من الأخبار الزائفة، ومثول بعض من مسئوليه للاستجواب أمام عدد من لجان الاستماع بمجلس الشيوخ الأمريكي. 


أحد أهم عواقب انتشار الأخبار الزائفة هي تأكل الثقة في وسائل الإعلام والحكومات وزيادة الاستقطاب السياسي. ولكن الكرة دائماً في ملعب القراء، من يتفاعلون مع مثل هذه الأخبار. هل هم حذرين في التعامل مع الأخبار أم أنهم يتأثرون بها بشكل عاطفي؟ فيغضبون أو يفرحون ويشاركوها دون التروي والتدقيق فيما هو مكتوب؟ ويفعل أصدقائهم بالمثل طالما أنه تمت مشاركتها بواسطة هؤلاء وهكذا. 


البعض يرى أن المعلومات المزيفة أكثر جاذبية للمشاهدين ومشاركتها من قبل المشاهير والسياسيين كفيل بزيادة انتشارها. ولكن يبقى التساؤل هل تنجح تقنيات الذكاء الاصطناعي في خداع البشر بأخبار  زائفة فيشاركونها ويساهمون في نشرها أم ستقف بالمرصاد للخداع والتضليل كاشفة سريعا عن الأخبار الزائفة؟ كلها تساؤلات سيجيب عنها المستقبل في ظل وعي المواطن.


    Dr.Randa
    Dr.Radwa