لا تعني عضوية
جماعة إرهابية مثل الإخوان سوى أنك ستترك دينك وأخلاقك وإنسانيتك على باب المرشد،
وتتحول إلى وحش تنهش كل من حولك بأمر ذلك المرشد، وطنا تخونه مع أعدائه، روحا
تقتلها، مالا تسرقه، ميتا تشمت فيه لمجرد أنه كشف وجهك القبيح للناس وقرر أن يرد
على شائعات الجماعة التي تتنفس كذباً وتضليلاً .
ولذلك لم أكن
مستغرباً من شماته اتباع جماعة الشيطان في رحيل المناضل الحقوقي الدكتور حافظ أبو
سعدة عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والذي
أفنى عمره في الدفاع عن قضايا الإنسان المصري وكان نموذجا للكفاح الشريف
والاعتماد على الذات في الحياة.
لقد كان لي شرف
الاقتراب منه لسنوات من خلال تغطيتي لموضوعات حقوق الإنسان لعدد من الصحف
والمواقع المصرية ورأيت فيه نموذج المواطن المصري صاحب الضمير اليقظ، وكان صاحب
معارك ضارية ضد نظام ما قبل يناير من أجل تعديل الدستور ومن أجل نزاهة الانتخابات
وتحسين الأوضاع في السجون والدفاع عن حرية الرأي والتعبير وترسيخ قيم المواطنة
والتسامح وقبول الآخر حتى وهو عضوا في مجلساً حكوميا.
تعرض لتقييد
حريته في كثير من القضايا التي تحمل مسئوليتها ليحمي زملائه في المنظمة، وكان
حريصا على الخضوع للقانون وبابه مفتوح للجميع وسألته ذات مرة عام 2005 في وقت كان
التضييق على عمل حقوق الإنسان مستعرا بسبب التمويل الأجنبي والمداهمات الأمنية لا
تتوقف، ألا تخاف مما يحدث، فقال لي بهدوء أنا مواطن شريف أدافع عن حقوق المصريين
ملتزما بالقانون في كل خطواتي ومكتبي وإدراجه مفتوحة وميزانية المنظمة معروفة لدى
وزارة التضامن والأموال الموجودة في خزانة المنظمة مثبته في الدفاتر وفوق كل ذلك أثق
في نزاهة القضاء المصري فلماذا أخاف .
إخلاصه لقضايا
حقوق الإنسان صنع منه شخصية حقوقية دولية مرموقة، وفي نفس الوقت هدفا لجماعة
الشيطان التي حاولت الاعتداء عليه أكثر من مره من بينها الاعتداء على سيارته خلال
حصار اتباعهم لمدينة الإنتاج الإعلامي، واستهدافهم له في مقر مجلس حقوق الإنسان
التابع للأمم المتحدة بجنيف حينما ذهب للدفاع عن الحق وعن إرادة الشعب المصري
التي تجلت في ثورة 30 يونيو، أو حينما دافع عن إجراءات فض اعتصام رابعة التخريبي
المسلح ثم أقر بالتحسن الموجود في السجون بعد 30 يونيو وهو ما لا يعجب إخوان
الشيطان بالطبع وقنواتهم المأجورة ضد مصر.
كان أبو سعدة
قوياً ومؤمنا بعدالة قضيته ومحبا لوطنه لأقصى مدى ولآخر لحظة في حياته، لم يبيع
مصر مثلما فعل غيره، وقرر الالتزام بالحوار مع الدولة حتى تتحسن الحالة بإرادة
وطنية، لم يقبل أجندات المنظمات الدولية ولم يفرط في التزامه حتى مع حصار المؤسسات
الدولية للمنظمة المصرية ومعاقبتها بوقف تمويل مشاريعها بسبب منهجها الوطني وهو
ما دفعه إلى تقليل العمالة في المنظمة حتى تستمر في العمل بأقل التكاليف.
لقد تحول حافظ أبو
سعدة إلى رمز للدفاع عن حقوق الإنسان المصري بأجندة وطنية ومؤسس لطريق ومنهج
سيلتحق به كل من يرفض التلاعب بدينه ووطنه بينما الخزي والعار سيلاحق كل من باع
وطنه وتخلى عن أخلاقيات دينه وشمت في شخص بين لدى الله الآن من أجل حفنه ريالات
قطرية عفنة.