السبت 27 ابريل 2024

في ذكرى رحيلها.. أسباب احتجاز شادية لخمسة أيام في مطار القاهرة

كنوزنا28-11-2020 | 16:12

تحل اليوم الذكرى الثالثة لرحيل الفنانة شادية، التي تنوعت أدوارها السينمائية ما بين الكوميدي والتراجيدي والعاطفي، وكانت تملك ذكاءً شديدًا استغلته في تنوع الأدوار، لتثبت جدارتها في تجسيد كل الشخصيات للفتاة المرحة أو الزوجة الذكية والحبيبة الوفية وأيضا دور الأم وهي في ريعان الشباب، وفي ذكرى رحيلها نلقي الضوء على كواليس فيلمها "على ضفاف النيل" وما حدث به من مفارقات ومواقف طريفة.

 

سافرت شادية إلى اليابان مع منير حلمي رفلة في الثاني عشر من نوفمبر عام 1961 لاستكمال وتصوير المشاهد النهائية لفيلم "غريب على شاطئ النيل"، وكان الإختيار قد وقع عليها لتشارك بطولة ذلك الفيلم، وهو إنتاج مصري ياباني، وكانت شادية انتهت من تصوير كل المشاهد الخارجية في مصر بمنطقة الأهرام وأبي الهول وعلى شاطئ النيل وفي الشوارع المحيطة بكوبري الجامعة، وأما المشاهد الداخلية للفيلم فكان لابد من سفرها مع بعثة فنية إلى اليابان لتصويرها في أكبر استوديوهات طوكيو الذي تملكه شركة "نيكاتسو".

 

وحرصت شادية عند سفرها على شراء ثلاث "ملايات لف" ومجموعة من المناديل "أبو أوية" وثوب رقص لتؤدي به رقصة "عشرة بلدي" يتطلبها الفيلم، وقامت شادية في الفيلم بدور ليلى بنت البلد التي ترتدي الملاية اللف والمنديل "أبو أوية"، وتعمل مطربة في إحدى علب الليل ولكنها في الأصل تنتمي وأخيها إلى حركة وطنية، وتلتقي في الفيلم مع الممثل الياباني " اشيهارا " الذي يقوم بدور ياباني مطارد في القاهرة كان قد فقد حقيبته، وتخبره ليلى بحكم خبرتها في الحركة الوطنية أن حقيبته المفقودة كانت تحمل طلسم لموعد الثورة في إيران.

 

وخلال وجودها في اليابان لفتت شادية أنظار الصحفيين والفنانين إلى تمثيلها، فتحدثت عنها جميع الصحف اليابانية، ولاقت رقصتها الشرقية نجاحاً كبيراً ، حتى أن الصحف والمجلات تنافست على إظهار صورها وهي ترقص، كما حرص التليفزون الياباني على تصويرها وعرض فيلم تسجيلي عنها على شاشته .


وقضت شادية 23 يوماً زارت خلالها جميع مسارح اليابان ومن بينها مسرح فتيات الجيشا ، ولبت عشرات الدعوات التي وجهت لها الهيئات الفنية لتكريمها، وقد أعجبت بشعب اليابان ووصفته بأنه في غاية الأدب إلى حد يخجل الزائر من نفسه، وأكدت شادية للكواكب أن المباني الحديثة في اليابان جميلة للغاية والسينما متقدمة جداً، أما المسرح فقد وجدته منتشراً إلى حد غريب ، فضلاً عن أن الفنون التعبيرية تحتل المكان الأول بين الفنون اليابانية .

 

وعادت شادية من طوكيو إلى مصر بعد الإنتهاء من تصوير المشاهد الأخيرة للفيلم يوم الثلاثاء 5 ديسمبر، وفي مطار القاهرة فتحت شادية حقيبة يدها وأخذت تبحث فيها وتقلب محتوياتها، ثم بدأ القلق يسيطر على وجهها، وأخيراً أغلقت الحقيبة وقالت لموظف الحجر الصحي في تلعثم : يبدو أنني نسيت إحضار شهادة التطعيم ضد الحمى الصفراء معي!! ومط موظف المطار شفتيه وهو يقول لها : لا حيلة لي إذن .. يجب أن تبقي هنا في المطار خمسة أيام ، وشكلت جملته مفاجأة قاسية على شادية التي تلفتت حولها كأنما تبحث عن مخرج من هذه الأزمة المفاجئة ، ثم قالت بصوت مخنوق يشوبه البكاء : "هنا .. خمسة أيام .. أين ؟ وقال الموظف يطمئنها : نعم .. هنا في العزل الصحي .. وعلى العموم ستجدين كل وسائل الراحة"، وأسلمت شادية أمرها لله وطلبت من شقيقها أن يحضر لها راديو وتليفزيون ومجموعة من الكتب لتستعين بها على الوحدة القاسية.

 

وبقي أن نشير إلى أن شادية هي أول من أدخلت التليفزيون في العزل الصحي بمطار القاهرة، وأن الفيلم تعدل إسمه ليصبح "على ضفاف النيل" ، ورغم أن الفيلم تم تصويره في زمن قياسي والإنتهاء من تصويره كان في أول نوفمبر 1961 فقد تأجل عرض الفيلم عامان كاملان ليعرض لأول مرة في 13 يناير 1963 بسينما ديانا.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa