تعد ثنائية شادية ومنير مراد من أشهر الثنائيات التى حدثت
في التاريخ الغنائى الفنى المصرى، فبأسثناء بليغ حمدى، لم يبلغ أحد من الملحنين الذين
تعاملت معهم شادية ما بلغه منير مراد، ولا أدل على ذلك التعاون الفنى مع عدد الأغنيات
بينهم، والتى تعدت السبعين أغنية، وهو عدد مماثل لأغانيها مع بليغ، وذلك يعكس مدى تفهم
منير مراد لطبيعة صوت شادية، وكيفية استيعابه كامل طاقتها الموسيقية.
وبدأ التعاون بين الثنائي بأغنية "واحد اتنين"
من فيلم ليلة الحنة عام 1951، وهى من كلمات أبو السعود الإبيارى، وشهد العام 1953،
مشاركة شادية بطولة أول أفلام منير مراد وكان اسم الفيلم "انا وحبيبى"، وهو
نفس عنوان الدويتو الشهير التى غنته مع منير "أنا وحبيبى.. ومحدش قدي.. والدنيا
ديه على قده وقدى"، وهو من كلمات جليل البنداري، كما غنت أيضاً شادية فى هذا الفيلم
من ألحان منير مراد واحدة من أهم أغانيها فى تلك الفترة وهى "يا دبلة الخطوبة"،
تلك الأغنية التى أصبحت أيقونة لحفلات الخطوبة في العالم العربى.
واكتملت الرعاية الفنية التى أولاها منير مراد لشادية من
خلال تعاونهما مع "فرسان الأغانى المرحة"، تلك الأغانى التى تؤديها شادية
ببراعة، فتنقلت شادية بين كلمات أبو السعود الإبيارى، وفتحى قورة، والناقد الفنى الكبير
جليل البندارى.
وكان لتعاونها الفنى مع الثلاثى الشهير، العديد من الأغانى
القصيرة والناجحة، مثل "ألو ألو، شبك حبيبى، مش قولتلك يا قلبى، يا سارق من عينى
النوم، أوعى تسيبنى، دور عليه تلقاه، يا دنيا زوقوكى بالفرح والهنا، القلب معاك ثانية
بثانية، يا حبيبى عودلى تانى، إن راح منك يا عينى.. هيروح من قلبى فين.. دا القلب يحب
مرة مايحبش مرتين"، وغيرها العديد من الأغانى الشهيرة.
ظل هذا التعاون الفنى قائمًا بين شادية ومنير والشعراء الثلاثة،
طيلة فترة الخمسينيات، وخلال فترة الستينات، ثم انتقلت شادية، للتعاون مع شاعر كبير
أخر هو حسين السيد، فغنت من كلماته وألحان منير مراد عدد من الأغانى، التى حققت نجاحا
واسعاً، مثل "خمسة فى ستة بتلاتين يوم"، و"فارس أحلامى"، و"حاجة
غريبة"، والتى غنتها مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فى فيلم معبودة الجماهير.