يؤكد علماء الجنس أنّ العلاقة الجنسية بطبيعتها تتّسم بـ"العنف"، لكنه ليس العنفَ الذي تحدّده الكتب النفسية، كالضرب والعدوانية، بل يُقصَد "الاندفاع الغرائزي" الذي يحدث خلال العلاقة الجنسية، وهذا أمر طبيعي.
لكن في بعض الأحيان، تصبح هذه "الاندفاعية" أعنف وأكثر "عدوانية"، وتتحول لحالة "السادية الجنسية" باستخدام العنف في العلاقة الجنسية للشعور بمعاناة نفسية أو جسدية لدى الطرف الآخر في العلاقة والتي تسبّب إثارة جنسية لدى الشخص السادي، ما يَدفعه إلى القوّة والعنف المفرط في الممارسة مع الشريك وإلى إلحاق الأذى الجسدي به، والذي قد يصل إلى درجة القتل.
هذا ما حدث مع زوجين أدى بهما شذوذهما الجنسي الذي اتخذاه وسيلة للمتعة في علاقتهما الجنسية لوقوع جريمة قتل بشعة في "بشتيل" بطلتها الزوجة 38 عاما والضحية الزوج ويعمل موظفا.. وحسب اعترافات القاتلة فإنها اعتادت على تلك الممارسات الشاذة هي وزوجها (المجني عليه) والمستوحاة من مشاهدتهما للأفلام الإباحية، لكن الزوج لم تشبعه زوجة واحدة بل قام بخيانتها مع أخريات وكانت الزوجة على علم بها، بل كانت هي الأخرى تقوم بخيانته، لكنها لم تطق خيانته فقررت قتله بطريقتها الخاصة وبما يشبع رغبات زوجها الشاذة.
تروي القاتلة تفاصيل جريمتها قائلة: البداية منذ أول أيام زواجنا بعدما جعلني زوجي أشاهد معه الأفلام الإباحية لنمارس علاقتنا كما نشاهد، لاكتشف أنه سادي ويتلذذ بالعنف في الجنس، وتماشياً مع رغباته نفذت طلباته الغريبة والمؤلمة في أحيان حيث كنت استخدم الكرباج بجلده عاريا حتى يثار جنسياً، وبعد فترة اعتدت الأمر، لكنه لم يكتف بذلك وقام بشراء ألعاب جنسية نستخدمها أثناء علاقتنا، ولا أنكر أنني استمتعت بذلك أيضا، لكن المشكلة أنه كان خائنا، وكان دائم العلاقات الجنسية مع أخريات، وكان يعلم بمعرفتي بما يقوم به، وحدثت مشادات بيننا كثيرة بسبب ذلك، لكنني كنت أسامحه لولعي بما يقوم به معي، ولحبي له، لكن بعدما وصلت خيانته لقدر لأن استطيع إيقافه قررت قتله والتخلص منه ومن إهماله لي.
بدأت القاتلة خطتها يوم الجمعة السابق على الجريمة، حيث تدللت على زوجها وأقنعته بأنها ليست غاضبة منه وأنه الوحيد في حياتها، وبدأ في ممارسة علاقتهما، ومضت أيام حتى سنحت لها الفرصة عندما طلبها الزوج للفراش، وبدأت توثق معصميه كما اعتادت في مرات سابقة، لكن هذه المرة كان في عينيها الشر، واستشعر الزوج نيتها، لكن بعد فوات الأوان، بعد أن بدأت لحظة الانتقام، وبدأت القاتلة تتلذذ بتوسلات زوجها العاري وعلى فراش الزوجية وهي تقوم بخنقه بايشارب قماش، وظلت تعتصر رقبته حتى فارق الحياة، لتشعر بعدها ببشاعة ما قامت به فهربت بعد أن استولت على بعض أغراض زوجها.
ظلت الجثة في مكانها وهربت القاتلة، ليظهر دور والد الزوج في القضية، بعدما شعر بغياب ابنه، فذهب للسؤال عنه ليكتشف الجريمة ويبلغ مركز شرطة أوسيم الذي تحرك فورا لمسرح الجريمة، وبدأ الشك فورا في الزوجة لهروبها، وبالفعل تم القبض عليها لتكشف تحريات المباحث حقيقة الجريمة الغريبة والصادمة والشاذة، وخاصة بعدما أظهرت مناظرة جثة المجني عليه، وجود كدمات في الوجه والعين وآثار اختناق حول الرقبة، وأثار ضرب واعتداء على الظهر، فسرتها الزوجة بشذوذهما الجنسي، فتم نقل جثمان المجني عليه إلى مشرحة زينهم؛ تنفيذًا لقرار النيابة العامة.
لكن لابد أن تعلم أن الزوجة القاتلة في الأساس محكوم عليها بالحبس شهرين في سرقة، كما أن الزوج المجني عليه سبق اتهامه أيضًا في 4 قضايا، سرقة متجر، وآداب عامة، وأحداث، ومخدرات.