الإثنين 25 نوفمبر 2024

عرب وعالم

اغتيال العالم النووي الإيراني قد يقوّض الخطط الدبلوماسية لبايدن

  • 29-11-2020 | 11:20

طباعة

تنطوى عملية اغتيال عالم نووى إيرانى اتّهمت طهران إسرائيل بالوقوف خلفها، على خطر رفع منسوب التوتر فى المنطقة، ولكن أيضا تعقيد خطط الرئيس الأميركى المنتخب جو بايدن لاستئناف الحوار مع الجمهورية الإسلامية، بحسب محللين.

واتّهمت إيران إسرائيل بالسعى لإثارة "فوضى" فى المنطقة عبر اغتيال محسن فخرى زاده (59 عاما) وألمحت بدرجة كبيرة إلى أن الدولة العبرية حصلت على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لتنفيذ العملية.

ولم تعلّق واشنطن رسميا على العملية التى تمثلت فى استهداف مسلّحين سيارة فخرى زاده فى مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران، وفق وزارة الدفاع الإيرانية.

لكن الرئيس الأميركى دونالد ترامب أعاد مشاركة منشورات لأشخاص آخرين على تويتر بما فى ذلك تغريدة جاء فيها أن العالم "مطلوب لدى الموساد منذ عدة سنوات"، فى إشارة إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي.

أعلن ترامب فى 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووى الذى أبرمته دول كبرى عدة مع إيران وأطلق حملة "ضغوط قصوى" على الجمهورية الإسلامية يبدو أنه عازم على مواصلتها حتى مغادرته السلطة فى يناير.

بدوره، أعلن الجمعة وزير الخارجية الأميركى مايك بومبيو الذى زار إسرائيل مؤخرا، عن عقوبات اقتصادية جديدة ضد عدد من الشركات الصينية والروسية المتهمة بدعم برنامج الصواريخ الإيراني.

وقال مسؤول أميركى رفيع كان برفقة بومبيو لدى توقفه فى أبوظبى إن "هذه الإدارة باقية حتى 20 يناير وستواصل سياساتها".

وأضاف "آمل أن يتم استخدام وسائل الضغط هذه التى تعمل الإدارة جاهدة للتزود بها، من أجل تحقيق غرض جيد هو إجبار الإيرانيين مرة جديدة على التصرف كدولة طبيعية".

لكن بالنسبة لبعض المحللين الأميركيين، كان قتل فخرى زاده عملية خطيرة تقوّض رغبة بايدن المعلنة فى عرض "مسار موثوق للعودة إلى الديموقراطية" على الإيرانيين، فى خطوة باتّجاه إعادة الولايات المتحدة الانضمام إلى الاتفاق النووي.

وفى تغريدة الجمعة، وصف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سى آى أيه) الأسبق جون برينان قتل العالم الإيرانى بـ"العمل الإجرامى والمتهوّر بدرجة كبيرة"، قائلا إنه يحمل خطر إطلاق "أعمال انتقامية قاتلة وجولة جديدة من النزاع فى المنطقة".

وحضّ برينان الذى ترأّس ال"سى آى أيه" من 2013 حتى 2017 عندما كان باراك أوباما رئيسا وبايدن نائبه، إيران على "انتظار عودة قيادة أميركية مسؤولة إلى الساحة الدولية ومقاومة الرغبة بالرد على الجناة المفترضين".

وبينما كانت واشنطن تعيد حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس نيميتز" مع مجموعتها من السفن الحربية إلى منطقة الخليج وسط إصراراها إلى أن لا علاقة بين الخطوة وعملية الاغتيال، حذّرت ألمانيا السبت من أى "تصعيد" جديد.

وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية لفرانس برس "ندعو جميع الأطراف إلى تجنّب القيام بأى تحرّك قد يؤدى إلى مزيد من التصعيد فى الوضع" وهو أمر "لا نريده إطلاقا فى هذا الوقت".

وأضاف أنه "قبل أسابيع على تولى حكومة جديدة السلطة فى الولايات المتحدة، يجب المحافظة على الحوار مع إيران لحل النزاع بشأن برنامجها النووى عبر التفاوض".

يتفق المتخصص فى مجال الدفاع لدى جامعة جورج واشنطن بن فريدمان مع هذه الرؤية قائلا إن عملية القتل كانت "عملا تخريبيا ضد الدبلوماسية والمصالح الأميركية، وستساعد على الأرجح المتشددين الإيرانيين الذين يسعون إلى (امتلاك) الأسلحة النووية".

أما مستشار أوباما السابق بن رودز فقد رأى أن "هذا العمل المشين هدفه تقويض الدبلوماسية بين الإدارة الأميركية المقبلة وإيران". وأضاف "حان الوقت لوقف هذا التصعيد المتواصل".

لكن بعض المحللين رأوا أن اغتيال فخرى زاده يقدّم ورقة ضغط للإدارة الأميركية المقبلة يمكن الاستفادة منها فى أى مفاوضات محتملة مع طهران.

وقال مدير "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" مارك دوبويتز "لا يزال هناك نحو شهرين قبل تولى جو بايدن السلطة"، ما يعنى برأيه أن لدى "الولايات المتحدة وإسرائيل الكثير من الوقت لإلحاق أضرار شديدة بالنظام فى إيران وتوفير أوراق ضغط لإدارة بايدن".


    الاكثر قراءة