كرم مهرجان الأراجوز المصرى، فى رابع
أيامه، اسم الشاعر الكبير فؤاد حداد؛ حيث أصدر ديوانين (ديوان الأراجوز يضرب على
الوجيعة ويلاقى على الطبطبة – عامية، وديوان لسْتْ الأراجوز – فصحى)، وكذلك تكريم
أمين حداد لإبداعه الشعرى المتميز.
وتحدث الشاعر أمين حداد عن والده وتجربة
كتابة الديوان التى بدأت فى المعتقل من 1959 وحتى 1964، وكيف امتزج أسلوب الكتابة
لديه بوعى الرفض والاحتجاج؛ حيث غلب على الديوان الأول صوت النقد لما هو سائد من
سياسى ونخبوى ورسمى، والتزم الأراجوز كصوت جاء من الهامش ليحطم هيبة المركز، أما
عن ديوان لست الأراجوز، الذى نشر بعد وفاته، فقد غلبت عليه الفلسفة والحكمة.
وألقى الشاعر أمين حداد قصيدة «والد
الأراجوز» التى تقول، «أنا عندى ياولاد الحلال حدوتة، أنا والدى هو اللى عاشها.. ولا
حد قبلى نقشها فى خبر ولا مخطوط.. كان والدى بالطبع زيى أراجوز ولكن حزايني...).
وعلق الدكتور نبيل بهجت على تجربة فؤاد حداد مع الأراجوز؛ حيث قال: لقد اتخذ حداد
من قصائده منصة للدفاع عن هموم الهامش، وأعاد الاعتبار للشعب وفنونه؛ حيث استلهم
أنباطاً إبداعية كثيرة مثل السيرة الهلالية والأدباتية وخيال الظل والحواديت
والألغاز والقافية فى قصائده المتنوعة، مدافعًا عن ثقافة الشعب ومعرضاً بالنخب التى
وضعت تصورات للفنّ تختلف عن التصورات الشعبية.
ويطرح حداد الأراجوز كمصدر للمعرفة،
مؤكدا حكمته التى شكلها وعيه التراكمى معرضاً بالنخبة أيضاً.
وكشفت قصيدة والد الأراجوز وعى المقاومة
داخل الأجيال؛ حيث تحمل القصيدة صوت الوالد والابن الراوى والحفيد المحكى له، فى محاولة
لكشف ميراث المقاومة عبر الأجيال؛ حيث اتخذ الأراجوز الأب مواقفه داخل القصيدة
ليجعل التغيير واقعًا بعدم التواطؤ مع السلطة ضد الوعي، ولتخلّد تلك القصيدة
تصوراً عن صوت الوعى داخل الأراجوز، الذى ربما يؤدى به وعيه إلى أن يُقتل أو يقتل
نفسه فى مواجهة السلطة.
وأعقب العرض مسرحية الأراجوز فى خطر، الذى
اعتمد على الأسلوب الملحمى فى الإخراج؛ حيث تفكيك المشاهد والمناظر فى عدم وجود
بنية مسرحية متماسكة لكسر إيهام الحائط الرابع وكسر حالة التلقى المنسجم لدى
الجمهور وخلق القلق المحرّض لرفض العرض، وحالة التلقى السلبية التى يفرضها عليهم
الإيهام ودفعهم إلى طرح الأسئلة والتفكير وعدم الاستسلام لسلطة المخرج الذى يفرض
ما يقول لأنه يمتلك منصة الأداء.
وقد حقق العرض الهدف المرجو منه بفرض
حالة التفكيك ودفع المتلقين إلى السؤال، وهو هدف أصيل فى مسرح الأراجوز.
ويعقب هذا سينيمار مع طلاب قسم المسرح
جامعة حلوان، يناقش فيه كيفية صون وحفظ الأراجوز كواحد من عناصر التراث اللاماديّ،
أما غدًا الإثنين وهو آخر أيام المهرجان، سيعقد سيمينار فى أكاديمية الفنون وعدد
من العروض التراثية وورشة عمل مفتوحة.