الإثنين 1 يوليو 2024

نيويورك تايمز: الهدف من اغتيال «زادة» يكمن في تقييد خيارات بايدن الدبلوماسية

عرب وعالم29-11-2020 | 14:18

قالت صحيفة "نيويوك تايمز" الأمريكية إنه ربما كان من المرجح أن يؤدي اغتيال فخري زاده أكبرعالم نووي إيراني إلى إعاقة الطموحات العسكرية الأمريكية، غير أن الهدف الحقيقي وراء هذه العملية قد يكمن في الحيلولة دون استئناف الرئيس المنتخب جو بايدن للجهود الدبلوماسية مع طهران.


وأضافت الصحفية -في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- أن اغتيال العالم الذي قاد مساعي إيران نحو امتلاك سلاح نووي على مدى العقدين الماضيين يعطل جهود الرئيس المنتخب بايدن والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني قبل أن يتمكن حتى من إطلاق دبلوماسيته مع طهران وربما كان هذا هو الهدف الرئيسي للعملية.


واستشهدت الصحيفة في هذا الإطار، بتدوينة على منصة "تويتر" للمسؤول السابق عن منع انتشار الأسلحة النووية في وزارة الخارجية الأمريكية مارك فيتزباتريك، قال فيه إن "سبب اغتيال فخري زاده لم يكن إعاقة إمكانات الحرب الإيرانية، بل كان عرقلة الدبلوماسية".


وتعليقا على ذلك، قالت الصحيفة إنه ربما كان كلاهما الدافع فأيا كان الخليط من الدوافع وراء ذلك، يتعين على بايدن أن يجمع الخيوط في غضون سبعة أسابيع فقط، متسائلة: هل كانت الصفقة التي حددها الرئيس المنتخب - وهي إسقاط العقوبات ذات الصلة بالطاقة النووية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على مدار العامين الماضيين إذا عادت إيران بشكل صارم إلى الحدود النووية في اتفاقية 2015 - قد تم تدميرها إلى أشلاء جنبًا إلى جنب مع فخري زاده الذي اغتيل في شرقي طهران".


وأضافت أن الإجابة تكمن إلى حد كبير في الكيفية التي سيكون عليها رد فعل إيران في الأسابيع القليلة المقبلة فلثلاث مرات منذ بداية العام، كانت إيران في الجانب المتلقي لهجمات واضحة ومدمرة للغاية، فأولاً، جاء مقتل اللواء قاسم سليماني القائد الإيراني الذي كان يدير فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في ضربة بطائرة مسيرة في العراق، حيث قالت إدارة ترامب إنه كان يخطط لشن هجمات على القوات الأمريكية.


وبعد ذلك، في أوائل شهر يوليو وقع الانفجار الغامض في مركز أبحاث وتطوير أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز، على بعد بضع مئات من الأمتار من مركز إنتاج الوقود تحت الأرض الذي هاجمته الولايات المتحدة وإسرائيل منذ أكثر من عقد بسلاح إلكتروني متطور.


والآن، مقتل فخري زاده وهو شخصية تتسم بالغموض غالبًا ما تُوصف بأنها النسخة الإيرانية لروبرت أوبنهايمر العالم الذي أشرف على مشروع مانهاتن منذ أكثر من 75 عامًا في سباق الولايات المتحدة نحو تطوير أول سلاح نووي في العالم.


ونقلت الصحيفة عن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري وصفه لمقتل فخري زاده بأنه "ضربة مريرة وصفعة قوية لنظام الدفاع في البلاد" وقال إنه سيكون هناك "انتقام شديد".


ورأت نيويورك تايمز أنه إذا توقفت إيران عن الانتقام الكبير، فإن الخطوة الجريئة للتخلص من رئيس البرنامج النووي ستكون قد جنت ثمارها المرجوة، حتى لو دفع الاغتيال البرنامج نحو مزيد من التكتم والسرية، أما إذا انتقم الإيرانيون، وأعطوا ترامب ذريعة لشن ضربة قبل أن يترك منصبه في يناير، فإن بايدن سيرث مشاكل أكثر من مجرد حطام وثيقة دبلوماسية عمرها خمس سنوات.


ووفقا للصحيفة، يبدو أن الخيارين جيدان بالنسبة لفريق السياسة الخارجية الذي أوشك على إنهاء مدته لترامب.