يقتحم الذكاء الاصطناعي عالم الترفيه والموسيقى وحتى الشعر، وفي هذا الاطار طورت شركة جوجل الأمريكية العملاقة منظومة جديدة للذكاء الاصطناعي يمكنها أن تساعد في تأليف الأبيات الشعرية.
ولطالما كانت فكرة الذكاء الاصطناعي شبيهة بالخيال العلمي ويعتبرها البعض ضربا من ضروب الخيال الذي لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع الا انه اصبح اليوم حقيقة ثابتة مع غزوه جميع مجالات الحياة تقريبا.
وقامت الشركة المالكة لمحرك البحث العملاق جوجل باثراء المنظومة التي تحمل (Verse-by-Verse) "بيت بعد بيت" بعشرات الآلاف من الأشعار والأبيات التي نظمها اشهر شعراء العالم، حتى أصبح بمقدورها تأليف الأبيات الشعرية مع مراعاة قواعد النحو والاملاء.
وقام الباحثون في شركة جوجل ببرمجة المنظومة بطريقة تجعلها تفهم معنى الأبيات التي تمت كتابتها على مستوى اللفظ، بحيث يمكنها أن تختار أفضل الأبيات التي تتناسب مع البيت السابق.
كما انه بمقدور "بيت بعد بيت" تقديم اقتراحات تتلائم مع مواضيع غير شائعة وغير مألوفة في الشعر الكلاسيكي.
وتنحصر مهمة عشاق الشعر والأدب والثقافة في كتابة أول بيت من القصيدة ثم اختيار أسماء شعراء تم تسجيلهم على البرنامج، لتتكفل بعد ذلك منظومة "بيت بعد بيت" باقتراح أبيات شعرية من تأليفها حسب اسلوب الشاعر الذي تم اختياره.
وتتيح المنظومة الجديدة للمستخدم امكانية اختيار الاشكال الشعرية وحتى القوافي للنسج على منوالها واتباعها في التأليف.
وبعدما تمكن الذكاء الاصطناعي من بسط نفوذه في مجالات الصناعة والتجارة والصحة لا سيما في زمن كورونا، اصبح ينشغل بعالم الترفيه ويتمدد في قطاعات الموسيقى والغناء والسينما والرسم.
ويعكف فريق من علماء الموسيقى وخبراء المعلوماتية بفضل الذكاء الاصطناعي على إنجاز السمفونية العاشرة التي اكتفى لودفيغ فان بيتهوفن بتدوين بعض نوتاتها الموسيقية على دفتر قبيل وفاته العام 1827.
ويحاول فريق من خبراء المعلوماتية وعلماء الموسيقى استكمال السمفونية مستعينين ببرمجية للتعلم الآلي. وقد أدخلت كل أعمال المؤلف الموسيقى إلى البرمجية التي قامت بتحليلها. وهي تستند إلى خوارزميات لمعالجة الكلام لطرح محاولات لاستكمال هذه المقطوعة.
وقامت مبادرات أخرى مماثلة في السابق شملت مالر وباخ وشوبرت مع نتائج متفاوتة أيضا.
وفي مطلع العام 2019 شمل مشروع بمبادرة من شركة "هواواي" الصينية العملاقة سمفونية فرانتز شوبرت غير المكتملة.
وقد عزفت فرقة "لندن سيشن أوركسترا" المقطوعات التي ألفها برمجية تعلم آلية.
وفي مؤشر إلى تنامي الاهتمام بالفن والذكاء الاصطناعي، أثار بيع لوحة مصنوعة عن طريق الذكاء الاصطناعي في مقابل 432 ألفا و500 دولار مفاجأة في الأسواق في أكتوبر 2018.
ويرى كثيرون أيضا أن هذه الصفقة أعطت انطباعا بأن الذكاء الاصطناعي قادر من دون أي مساعدة بشرية على إنجاز لوحة مع هدف وحيد يكمن في تقليد الأعمال الفنية التي يصنعها البشر.
وافتتحت أيدا، التي توصف بأنها "أول روبوت فنان في هيئة إنسان ويعمل بالذكاء الاصطناعي في العالم"، أول معرض فني لها ليضم ثمانية رسومات و20 لوحة وأربعة أعمال نحتية وغيرها.
ومرتدية بلوزة بيضاء وشعرها الأسود ينسدل على كتفيها، ظهرت أيدا كأي فنان يدرس ما سيبدعه قبل أن تشرع في الرسم باستخدام الورقة والقلم.. غير أن الصفير الصادر من ذراعها الآلية كشف سرها فهي مجرد روبوت.
ويقول مخترعها البريطاني وصاحب صالة العرض إيدن ميلر إن أيدا قدمت "صوتا جديدا" لعالم الفن.
وطور باحثون روس نظاما خوارزميا قادرا على تحويل صورة ثابتة لشخصيات تاريخية ومشاهير من العصر الحديث، إلى مجموعة من الصور المتحركة على شكل مقاطع فيديو.
ودرب الباحثون خوارزمية تحدد المعالم المميزة للصور والتي تتضمن الفم والعينين والأنف وغيرها اعتمادا على قاعدة بيانات متاحة للعامة على الانترنت تتضمن أكثر من 7 آلاف صورة لمشاهير من مقاطع فيديو يوتيوب.