الخميس 26 سبتمبر 2024

«الأوسكار» أزمة كل عام

أخرى30-11-2020 | 16:58

كتبت: فايزة هنداوي

شرفت بالمشاركة في لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للمنافسة على جائزة أوسكار أحسن فيلم ناطق بلغة أجنبية، للعام الثالث مع نخبة من أهم صناع السينما، والنقاد المصريين.

وللعام الثالث علي التوالي، دارت النقاشات ذاتها، والخلافات، وانقسم الأعضاء بين مؤيد لترشيح فيلم مصري من أجل التواجد في هذا المحفل المهم، وبين الرافضين للترشيح، لأن الأفلام برأيهم لا ترقى للمنافسة.

 وكانت النقاشات هذا العام أكثر حدة، نظرا لقلة الإنتاج بسبب جائحة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم كله، وأثرت على كل المجالات بما فيها صناعة السينما.

وبعد مراحل التصويت المختلفة جاءت النتيجة لصالح اختيار فيلم "لما بنتولد" للمخرج تامر عزت ليمثل مصر في التنافس على الجائزة.

والأزمة برأيي ليست أزمة اللجنة ولا أزمة جوائز الأوسكار، إنها أزمة السينما المصرية، التي تتفاقم عاما بعد عام، سواء على مستوى الكم أو الكيف، وهي أزمة لا ينكرها منصف، فمنذ سنوات طويلة فقدت السينما المصرية كثيرا من قوتها لأسباب كثيرة، يأتي في مقدمتها الإنتاج، هذه الأزمة لا تظهر فقط عند مناقشة الترشح للأوسكار كل عام، ولكنها تظهر مع كل مناسبة سينمائية، فكثيرا ما لا تجد المهرجانات المصرية فيلما مصريا للمشاركة في المسابقة المصرية.

 وكان آخر هذه المهرجانات هو مهرجان "الجونة"، الذي لم يشارك في مسابقته الرسمية أي فيلم مصري، ولأن القائمين عليه لا يعرفون المجاملة، فإنهم لم يقبلوا بمشاركة فيلم مصري دون المستوى، في الوقت الذي شاهدنا فيه أفلاما عربية قوية حصل بعضها على جوائز.

المؤسف أن السينما في مصر وصلت لهذه الحال المزرية، رغم وجود المبدعين في كل المجالات، فلدينا سيناريوهات مركونة من سنوات طويلة تصلح لأن تقدم أروع الأفلام التي يمكن أن تنافس على أرفع الجوائز، ولدينا مخرجين لا يقلون عن مخرجي العالم الذين يحصدون الجوائز في المهرجانات الكبرى، ويكفينا وجود داود عبد السيد، وعلى بدرخان، وعلي عبد الخالق ومحمد عبد العزيز، وكثير من المخرجين الشباب الذين يبحثون عن فرصة، وكذلك الحال في جميع مجالات السينما، ولكن تبقى الأزمة الكبرى في الإنتاج، فكثير من الموهوبين لا يجدون جهات لتمويل أفلامهم، وإذا اعتمدوا على الجهود الذاتية لا يستطيعون عرض أفلامهم في دور العرض، بسبب الاحتكار الذي يسيطر على السينما المصرية، وسيطرة العقول القديمة.

ومع الاعتراف بالمستوى الضعيف للسينما المصرية، إلا أن الأفلام التي تنجح في الوصول إلى المهرجانات الكبرى، دائما تنتمي للسينما المستقلة، وكذلك الأفلام التي يتم اختيارها للترشيح كل عام لجائزة الأوسكار.

  ويبقي الأمل في السينما المستقلة بشرط أن تجد الدعم من السينمائيين، ويتوفر لها التوزيع ومنافذ العرض.