الأحد 9 يونيو 2024

أربعة أسابيع من النزاع في تيغراي الاثيوبية

عرب وعالم2-12-2020 | 14:21

في الرابع من نوفمبر، أطلق رئيس الوزراء الاثيوبي آبيي أحمد عملية عسكرية ضد السلطات المتمردة في منطقة تيغراي في شمال البلاد.

في ما يلي عرض لأبرز نقاط هذا النزاع المتواصل منذ أربعة أسابيع والذي تقول الحكومة إنه "انتهى".

يتواجه في هذا النزاع الجيش الفدرالي الاثيوبي وقوات جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الذي يدير المنطقة التي تقطن فيها أقلية التيغراي التي تشكل 6% من 110 ملايين اثيوبي، وتتحدى منذ أسابيع سلطة أبيي.

ومنذ توليه رئاسة الحكومة في 2018، استبعد أبيي تدريجيا جبهة تحرير شعب تيغراي من المنظومة السياسية والأمنية في إثيوبيا التي كانت تسيطر عليها منذ نحو ثلاثين عاماً.

وعقد السلام أيضاً مع اريتريا المجاورة العدوة اللدودة لجبهة تحرير شعب تيغراي بعد حرب دامية بين البلدين بين 1998 و2000، ونال لذلك جائزة نوبل للسلام.

في سبتمبر بلغ التوتر بين أبيي وجبهة تحرير شعب تيغراي ذروته بعد تنظيم انتخابات محلية في تيغراي اعتبرتها أديس ابابا "غير شرعية".

ومطلع نوفمبر، أرسلت الحكومة الاثيوبية الجيش الفدرالي لفرض "مؤسسات شرعية" بدلا من جبهة تحرير شعب تيغراي. وبرر أبيي ذلك بهجمات استهدفت قاعدتين للجيش الفدرالي في تيغراي ونسبتها للجبهة التي نفت مسؤوليتها عنها.

يمنع التعتيم والقيود على التنقل التحقق ميدانيا من تأكيدات هذا الطرف أو ذاك. وقد أعيدت شبكة الهاتف النقال والانترنت المقطوعتين منذ الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، في العدد من البلدات في غرب تيغراي الواقع تحت سيطرة الجيش الفدرالي منذ ثلاثة أسابيع.

وتقول الحكومة الفدرالية إن "العمليات العسكرية أنجزت بنجاح وانتهت" منذ إعلان السيطرة على العاصمة المحلية ميكيلي السبت، بعد 24 يوما من القتال أكدت خلالهم الحكومة مدّ سيطرتها تدريجياً على كافة أنحاء تيغراي تقريبا.

ويلاحق الجيش حاليا قادة جبهة تحرير شعب تيغراي المتمركزين على بعد 50 كلم إلى غرب ميكيلي، كما أكد أبيي الاثنين.

وقال مصدر دبلوماسي الاثنين إن الوضع "هادئ" في ميكيلي التي يبدو أنها أصبحت تحت سيطرة الجيش الفدرالي، رغم الإبلاغ عن وقوع "العديد من عمليات النهب".

لكن رئيس تيغراي ديبريتسيون جبريمايكل اتهم الاثنين أبيي بـ"محاولة خداع المجتمع الدولي عبر إيهامه بأن كل شيء انتهى"، مضيفاً لفرانس برس أن المعارك كانت متواصلة الأحد في شمال ميكيلي.

وأكد أيضاً أن قواته استعادت السيطرة على مدينة أكسوم التاريخية وأسقطت طائرة عسكرية إثيوبية، لكن لا يمكن التحقق من صحة هذه الأقوال التي لم تعلق عليها أديس ابابا.

لا تتوفر أي حصيلة لأعداد الضحايا لا سيما المدنيين بعد المعارك العنيفة على الأرض وضربات المدفعية والقصف الجوي.

وتعاني تيغراي المحرومة من إمكانية التزود بالسلع منذ أربعة اسابيع، من نقص في المواد الأساسية والسيولة النقدية والوقود، وفق مكتب التنسيق الإنساني التابع للأمم المتحدة أوشا.

وتطالب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالوصول إلى المنطقة التي يعتمد فيها 600 ألف شخص على المساعدات الغذائية حصرا منذ ما قبل النزاع، وحيث نفدت مخازن الطعام في المخيمات التي تأوي نحو 96 ألف اريتري.

وأدت المعارك إلى نزوح رجال ونساء وأطفال داخل المنطقة، في حين عبر نحو 45500 شخص إلى السودان المجاور حيث امتلأت مواقع استقبال اللاجئين بالفعل رغم استمرار وصول نازحين جدد، وفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

في المستشفى الرئيسي في ميكيلي الذي اكتظّ بالجرحى، بلغت مخزونات الأدوية الأساسية والمواد الطبية "مستوى منخفضا خطيرا"، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وأعلنت الحكومة الفدرالية التي تؤكد أن الجيش سيطر على مدن في تيغراي بدون أن يسقط ضحايا مدنيون، في 26 تشرين الثاني/نوفمبر عن نيتها "الاستجابة سريعاً لحاجات شعب تيغراي"، لكنها لم تحدد التدابير التي ستتخذ في هذا الإطار بعد.

لا يزال الهدف النهائي للحكومة توقيف قياديي تيغراي.

وأكد ديبريتسيون جبريمايكل لفرانس برس أنه عازم على البقاء في تيغراي من أجل مواجهة "الغزاة"، مؤكداً أنه يمتلك "قوات مسلحة ضخمة" و"مدفعية ثقيلة".

وكان عدد المنضوين في جبهة تحرير شعب تيغراي يبلغ مئتي ألف قبل النزاع، وفق مجموعة الأزمات الدولية بالاستناد إلى مصادر من تيغراي.

والخسائر التي تكبدتها تلك القوات غير معروفة، وكذلك موقف سكان تيغراي من الإدارة الإقليمية الجديدة.

لكن محللين يخشون من أن يستمر النزاع بشكل غير متكافئ في المنطقة التي خاضت فيها جبهة تحرير شعب تيغراي كفاحاً مسلحة لـ15 عاماً حتى إسقاط نظام "الحكومة العسكرية المؤقتة لإثيوبيا الاشتراكية" العسكري الماركسي في 1991.

وأوضح وليام دافيدسون الباحث في مجموعة الأزمات الدولية أنه "سيكون هناك على الأرجح مقاومة عسكرية لكننا لا نعرف إلى أي درجة ستكون قوية وقادرة على الاستمرار".