الثلاثاء 21 مايو 2024

مقابر البهائيين ممنوع الاقتراب أو التصوير

29-4-2017 | 01:11

عندما تطأ قدماك عزبة النصر بمنطقة البساتين بالقاهرة ، وبجوار مقابر اليهود تجد سورا مرتفعا ذا ببوابة حديدية مغلقة وحراسة مشددة من حوالى خمسة " خفر" مُعلق عليها لافتة "احترس خطر الموت"، وعند سؤالك عما بداخل السور تفاجأ بأنها تحوى مقابر البهائيين بمصر.

حاولت "الهلال اليوم" الدخول إليها لكشف كواليسها ومراسم الدفن وأشهر من دُفن بها، الإ أن ذلك قُوبل بالرفض الشديد من حُراس المقابر، الذين اتصلوا برئيس الطائفة البهائية فى مصر ليتواصل معنا، والذي رفض بدوره وبشكل قاطع فتح المقابر، ودخولها وتصويرها ، مُدعيا أنها "مقابر خاصة" لطائفة دينية فى المجتمع، ولا يتم فتحها الإ بالتنسيق مع السلطات الرسمية، ولذا لجأنا الى الحاجة " أم هندية " ، 55 عاما ، حارسة المقابر منذ زمن طويل لتروى لنا كواليس وأسرار مقابر البهائيين.

قالت الحاجة أم هندية، حارسة المقابر: " أشهر المدفونين بالمقابر هو الفنان حسين أمين بيكار، والمتوفي فى 2005، وأكبر القبور لمحمد تقي أصفهاني، وهو رجل دين شيعي ايرانى يقدسه البهائيون، ويزوره الكثير من البهائيين، والمقابر موجودة منذ زمن طويل حيث بُنيت منذ 150 عاما، وكان أبى حارسا عليها من قبل وورثت المهنة منه، والبهائيون يعاملونني معاملة جيدة رغم كوني مسلمة وأرتدى حجابا وأقرأ القرآن طالما شايفة شغلى كويس، وأروي الأشجار بالمقابر وأنظفها وحراستها وأتقاضى راتبا حوالي 750 جنيها، وممنوع دخول أحد إليها، ولو سمحت لأحد دون إذن رئيس الطائفة اليهودية يطردني من الشغل، وأسماء المدفونين بالمقابر إما أسماء مسلمين أو مسيحين بمعنى أنهم تحولوا للبهائية ".

وتابعت " البهائيون لا يكتبون انتقل الى رحمة الله بل “المتصاعد الى الله”، ولديهم كتاب اسمه الكتاب الأقدس يقرأون منه المناجاة على الميت، ولا يوجد لديهم الأربعين مثل المسلمين بل السنوية فقط ، والقراءة تختلف من الولد الى البنت، والمقبرة من الداخل عبارة عن غرفة أسفل الأرض تشبه مقابر المسلمين يدخل إليها الميت محاطا بقطعة قماش ومربوطا بحبل ومحمولا على خشبة ويتركوا الميت على الخشبة ويضعوا على القبر غطاء من الأسمنت تعلوه قطعة رخام مكتوبا عليها بيانات المتوفي".

وأضافت: "يوجد داخل المقابر أشجار كثيرة نعتني بها، وبناء على كتابات خاصة بهم يقرأون منها قبل الدخول للمقابر، ويوجد مقبرة فارغة رمزية يقدسونها لمحام مشهور اسمه عبد الجليل بك سعد والذي دعم موقف البهائيين أمام النائب العام، ولهم تقويم وتواريخ تختلف عنا مثل 5 السلطان سنة 80 ب أو 9 الملك سنة 100 ب ، والشهر عندهم 19 يوما فقط ".

ويعود تاريخ البهائية إلى مدينة شيراز، بإيران سنة 1844 ، وتأسست الدعوة البابية على يد علي- محمد بن محمد - رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب "الموصل للجنة " وأنه هو المهدي المنتظر، وآمن بالبهائية أخوان اسمهما حسين علي النوري الذي عرف فيما بعد باسم بهاء الله، وأخوه ميرزا يحيى نوري الذي عرف فيما بعد باسم صبح أزل ونتيجة لذلك فان هناك ارتباطا تاريخيا بين البهائية والبابية.

ويؤمن البهائيون بجميع الديانات : الإسلام والزردشتية والبوذية واليهودية والمسيحية وكريشنا وكونفشيوس، وقد نفي بهاء الله من بلاد فارس إلى الإمبراطورية العثمانية، وتوفي بينما كان لايزال سجينا بشكل رسمي ، بعد وفاة بهاء الله، انتشر الدين البهائي تحت قيادة ابنه عبد البهاء عباس، وانطلق من جذوره الفارسية والعثمانية، واكتسب موطئ قدم في أوروبا وأمريكا، وتوحد معتنقوها في إيران، بعد وفاة عبد البهاء عباس، دخلت قيادة الجماعة البهائية مرحلة جديدة، وتطورت من فرد واحد إلى منظومة إدارية تحتوي على هيئات منتخبة وأفراد يتم تعيينهم ، ويوجد اليوم حوالي خمسة إلى سبعة ملايين معتنق للديانة البهائية ، يتوزعون في أكثر من 200 بلد وإقليم بنسب متفاوتة.

ويعتقد البهائيون أن أحدث الرسل الباب بهاء الله ، ودعمها الاستعمار البريطـاني، ولها وجود قوي فى العراق وفلسطين، ولهم كتاب اسمه الكتاب الأقدس، وهناك شخصيات لها أثر في ديانتهم، من أهمها امرأة تسمى قرة العين، انفصلت عن زوجها وفرت منه تبحث عن المتعة.

والبهائية تقدس الرقم 19، وعندهم السنة 19 شهرا، والشهر 19 يوما، وينكرون معجزات الأنبياء جميعا، وينكرون حقيقة الملائكة، والجن، والجنة والنار، ويرون أن النعيم والعذاب بتناسخ الأرواح، ويعتقدون أن القيامة تكون فقط بظهور البهاء، وقبلتهم البيت الذي ولد فيه الباب بشيرزا في إيران والذي أصبح في وقتنا الحالي في حيفا بفلسطين.