الجمعة 17 مايو 2024

في اليوم الدولى لإلغاء الرق.. النضال ضد العبودية رحلة لا تنتهى

فن2-12-2020 | 18:35

يحتفل العالم اليوم 2 ديسمبر، باليوم الدولي لإلغاء الرق، وهو تاريخ اعتماد الجمعية العامة لاتفاقية الأمم المتحدة لقمع الإتجار بالأشخاص واستغلال الغير  منذ عام 1949. وينصب التركيز في هذا اليوم على القضاء على أشكال الرق المعاصرة مثل الإتجار بالأشخاص والاستغلال الجنسي وأسوأ أشكال عمل الأطفال والزواج القسري والتجنيد القسري للأطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة.

 

وقد جاءت ديباجة المعاهدة التكميلية للأمم المتحدة عام 1956 بشأن إلغاء الرق، كالتالي، إن الدول الأطراف في هذه الاتفاقية، لما كانت تري أن الحرية حق لكل كائن بشري، يكتسبه لدى مولده، ولما كانت تدرك أن شعوب الأمم المتحدة قد جددت، في الميثاق، تأكيد إيمانها بكرامة الشخص البشري وقدره، ونظرا إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا بوصفه مثلا أعلى مشتركا ينبغي أن تبلغه كافة الشعوب وكافة الأمم، ينص على أنه لا يجوز استرقاق أحد أو استعباده، ويحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهما.

 

 إن العبودية بشكلها العام مصطلح يشير إلى حالة امتلاك إنسان لإنسان آخر، ويطلق على المالك اسم السيِد وعلى المملوك اسم العبد أو الأمة، وعلى الرغم من إلغاء الرق بكل أشكاله إلا أن هناك أشكال حديثة من الرق لم تنته بعد، حتى بعد مضي أكثر من قرنين على حظر العبودية، لا يزال نحو 29.8 مليون شخص على مستوى العالم يتعرضون لأشكال جديدة ومتنوعة من العبودية، بحسب مؤشر جديد يقوم بتصنيف 162 دولة.

 

يرصد "الهلال اليوم" بعض الأعمال الأدبية التي تناولت قضايا الرق بأشكالها المختلفة ومنها:

 

رواية "فستق العبيد"، للكاتبة الأردنية سميحة خريس، حصلت الرواية على جائزة كتار عام 2017 وتدور أحداثها بشكل رئيسي بين قارتين، إفريقيا "السودان، الجزائر، ليبيا"،  وأوروبا "البرتغال"،  في الجزء الأول تجري الأحداث على تخوم الصحراء السودانية من خلال مجلس يحكي فيه الجد السوداني "كامونقة" عن ماضيه في العبودية حين أُخذ عبدا لتاجر سمسم من كردفان "التيجاني" ليبقى مرتحلًا على أسنمة الجمال في رحلة طويلة، قاطعًا خلالها 800 كيلو متر بأسبوعٍ وليلتين من بلاد دارفور في الغرب إلى الشرق عبر درب الأربعين حيث القفار والشمس.

 

كذلك من الأعمال الخالدة في ذاكرتنا رواية "الأرض" للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي والتي تحولت للفيلم السينمائي المصري الشهير بنفس الاسم تدور أحداثها حول معاناة الفلاحين والفساد والإقطاع والسخرة والعمل القسري.

 

ورواية "الحرب في بر مصر" وهي  للكاتب يوسف القعيد تدور أحداث الرواية في قرية مصرية قبيل حرب 1973، حيث يتنصل عمدة القرية من إرسال ابنه الأصغر للالتحاق بالجيش كما يفترض به أن يفعل، ولكيلا ينكشف هذا الأمر، يقوم بإرسال ابن خفيره "مصري"، التلميذ الفقير المتفوق في دراسته، بدلا عنه، تستخرج أوراق إثبات جديدة لـ"مصري" باسم ابن العمدة، ويؤخذ منه كل ما قد يثبت هويته الحقيقية، ويلتحق بالجيش، لكن الشاب الصغير يضيق ذرعا بلعب دور ابن العمدة ويثقل السر الدفين عليه، تبدأ الحرب فيستشهد ببسالة، لكن الأوراق الرسمية كلها تشير إلى أن ابن العمدة هو الذي استشهد. وهو ما يشير إلى قضية عبودية وسخرة الأفراد من قبل أصحاب الشأن وقتها.

 

 وحين نتطرق للشعر، نرى الشاعر الراحل أمل دنقل حين جسد قصة "سبارتكوس" محرر العبيد في قصيدته الشهيرة "كلمات سبارتكوس الأخيرة" حيث اتخذ من قصته مدخلاً لقصيدته التي صرخت بالحرية من كافة أشكال الرق المعنوي أو المادي، كما صور "سيزيف" العبد الذي عوقب بحمل الصخرة على كتفة والصعود بها لجبل مرتفع ثم الهبوط مع تكرار المأساة، قائلا "سيزيف، لم تعد على أكتافه الصخرة يحملها الذين يولدون في مخادع الرقيق".

 

والعديد من المقالات والكتب والأفلام تناولت ولازالت تتناول قضايا الرق القديم منها والحديث، والكثير من البشر لا يزالوا يناضلون من أجل الحصول على حقوقهم الآدمية كبشر وهي رحلة شاقة لم تنته بعد.

 

أيضا الروائية الأمريكية توني موريسون، الحائزة على جائزة نوبل عام 1993، عن مجمل أعمالها والتي تضمنت معظمها كتاباتها قضايا العبودية والعنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء، وعلى الرغم من غزارة كتب موريسون التي تمتعت بالاحتفاء والشهرة في حياتها الأدبية اللاحقة، إلا أن روايتها "محبوبة" ظلت أكثر رواياتها شهرة، وقد تحولت إلى عمل سينمائي من بطولة أوبرا وينفري وداني غلوفر.

 

واعتمدت الرواية على حكاية حقيقية عن مارغريت غارنر، التي هربت من العبودية وقتلت ابنتها كي لا تراها تؤسر وتستعبد من جديد. كذلك رواياتها "وطن" و "شفقة" التي تدور أحداثها في أمريكا خلال القرن السابع عشر، ومدى معاناة الأفراد وقتها من كافة أشكال العبودية والعنصرية من قبل البيض.