في ذكرى ميلاد الفنانة فايزة أحمد "كروانة الطرب" التي تحل اليوم نسرد واقعة تحدثت عنها الصحف والمجلات الفنية والوسط الفني والإذاعي في بداية شهر نوفمبر 1958 ووصلت إلى حد المشاجرة والخربشة والعض بين فايزة أحمد والإذاعي سعيد أبو السعد ، وفي السطور التالية التفاصيل، حسب ما جاء في مجلة الكواكب عدد 18 نوفمبر 1958.

 

تحت عنوان "قصة عضة فايزة كاملة" وهو عنوان رئيسي، تلاه عنوان ثانوي يقول "فايزة لم تعض مراقب الموسيقى .. خربشته فقط" .. جاءت المقدمة تصف مراقب الموسيقى في الاذاعة سعيد أبو السعد بأن الشهرة كانت تنتظره في مكتبه، فقد كان معروفا داخل الإذاعة فقط وتشاجر مع فايزة أحمد فضربها ، وسلطت الصحف أضواءها على الحادث، وعلى الرغم من أن الصحف قد أسهبت في سرد تفاصيل هذا الحادث إلا أن سعيد لم يتحدث مع أحد من الموسيقيين والمطربين الذين يتوافدون على مكتبه، ومن يحاول استدراجه يقول له سعيد أنه يمتنع عن الكلام.

 

ومن يلح عليه لمهرفة التفاصيل فيخرج له سعيد ثلاث ورقات مكتوبة على الآلة الكاتبة فيها تفاصيل الحادث، ليرتاح من الكلام .. والتفاصيل مكتوبة بصيغة محضر التحقيق وكتبت بهذا الشكل : إنه في يوم الخميس ... اقتحمت المطربة فايزة أحمد مكتبي بغير إذن وقالت:

ــ صباح الخير يا عيوني .. أنا ما باجي هون إلا من شان عيونك.

ــ أي خدمة؟

ــ عايزة أغني يا أستاذ

ــ طيب ما تغني !

ــ مافي عندك نص كويس بتعطيه لملحن كويس!

ــ إن شاء الله بعد مدة لك عندنا أكثر من نص ، بس احنا دلوقت متوقفين شوية

ــ ماوقفين ؟ .. الكلام ده مش علشان فايزة أحمد مطربة الدرجة الأولى .. ده بتاع الصراصير بتوعكم !

واستمرت فايزة أحمد تسب مطربي الإذاعة ومن بينهم عبد الحليم حافظ

فقلت لها : يا فايزة اختاري دايما الفاظك .. مثلا بيكلموكي "ملحوظة: هو الذي كلمها" على حفلة جمعية نساء الإسلام، تقولي بيدفعوا لي أجري بغني وما بيدفعوا وما بغني لو نزل ملاك من السما ؟

وهمت بترك الغرفة عندما دخلت آمال فهمي والمطرب السوري محمد ضياء الدين، فأعادت عليهما ما حدث واستأنفت في قذف المطربين والمطربات .. فقلت لها :

ــ اتفضلي بره .. بره !

ــ اللي يخرجني من هنا أنا إضربه .. انت فاكرني حورية حسن ولا فاطمة علي وبتكلمني باللهجة دي؟ أنا مطربة درجة أولى!!

 

ونستكمل ما كتبه سعيد في مذكرته فيقول : وحاولت إخراجها بالقوة فعضتني في أصبعي وتولت آمال فهمي إخراجها من الحجرة بلباقة.

 

آمــال تتكلم

طلب محرر الكواكب من الإذاعية آمال فهمي أن تروي ما شاهدته فاعتذرت بأدب وقالت :

ــ كنت شاهدة غي الحادث وسوف أدلي بأقوالي في التحقيق، وأنا محرجة بين زميلي سعيد والمطربة المحبوبة فايزة أحمد ، وحاولت الإصلاح بينهما لانقذ نفسي من الحرج وهددتهما بأن أمتنع عن الشهادة .. لكن مفيش فايدة .. فقد دخلت الإذاعة كطرف ثالث في النزاع.

 

أما الفنانة فايزة أحمد فقد روت للكواكب بحرارة ما حدث ، ومع كل جملة كانت تحلف بحياة ابنتها وبالله في سماه، فقالت :

ــ أول ما دخلت قال لي بنت حلال .. جيتي في وقتك ، شوفي يا ستي .. فيه حفلة ح تعملها جمعية نساء الإسلام، عاوزك تروحي تغني لهم وصلة أو اتنين كده مجاملة .

فقلت له :

ــ أكل العيش ما فيه مجاملة يا أستاذ سعيد .. أستاذ عبد الوهاب طلبني مرة في حفلة خيرية كانوا ناس موسطينه فيها .. وانا بعتبر عبد الوهاب أستاذي ومع ذلك جاملته في 100 جنيه وأخدت 150 جنيه فقط .. وعلشان خاطرك ح اقبل بـ 100 جنيه بس.

 

فصار وصرخ في وجهي "انتي ما تعرفيش اسلام يعني ايه .. ما تعرفيش خير يعني ايه ؟ وكانت آمال فهمي موجودة فطلبت مني أن أتنازل شوية علشان خاطرها .. فرد هو :

ــ دي مجنونة .. هي تفهم في الخير ولا في الهباب ؟

فقلت له :

ــ ما بسمح تقول لي مجنونة .. أنا مش مطربة درجة رابعة .. وتحلف فايزة بحياة ناس كثيرين أنها لم تسب أحدا من المطربين .. وطلبه الشجاعي في التليفون وسمعته يضحك ويقول : أيوه يا سيدي .. هي المجنونة بعينها .. فبكيت أنا مش مجنونة ولا أسمح لأحد يقول لي مجنونة .. وانتفض سعيد من مكتبه يقول : اطلعي بره .. فقلت له : لا انت ولا اكبر منك يطردني من الإذاعة.

 

فقام ودفعني وهو يحاول إخراجي بالقوة .. وأمسكت في خناقه لادافع عن نفسي .. ويظهر انني خربشته بدون قصد لكم لم أعضه كما يقول.

 

فايزة مظلومة

أكد المحرر أن فايزة قضت اليوم التالي الجمعة في ضيافة محمد عبد الوهاب الذي نحمس للمشكلة واتصل بآمال فهمي ليسألها "مين الغلطان" .. ثم سمعه المحرر يقول عبد السلام النابلسي "أنا لازم ما اخليش الحكاية تعدي كده".

 

إلى هنا انتهى سرد التفاصيل حسب ما جاء في التقرير .. وبحثنا في الأعداد التالية للكواكب لنعرف إلى أى مدى وصلت الأحداث فلم نجد شيئا وجدنا فقط مقالا جميلا كتبته فايزة بعنوان "مظاهرة في بيتي" وقد نشرناه هنا في بوابة الهلال منذ عدة أيام.