يوافق اليوم السادس من ديسمبر ذكرى ميلاد
الكاتبة الفرنسية أيف كوري، والحقيقة إن حصرنا لأيف كوري في الكتابة فقط إنما هو
ظلم لها، فهي بالإضافة للكتابة عملت كصحفية لفترة وكانت عازفة بيانو موهوبة وناقدة
موسيقية، وبجانب ذلك كانت دبلوماسية
ومستشارة للأمين العام لحلف الناتو، وعضوة في المقاومة الفرنسية.
ولدت أيف كوري في السادس من ديسمبر لعام 1904 في مدينة باريس بفرنسا
من أبوين عالمين في الفيزياء هما ماري كوري والدتها، وهي عالمة في الفيزياء
والكيمياء، وهي أول امرأة حصلت على جائزة نوبل، كما أنها الوحيدة التي حصلت على
جائزتي نوبل في مجالين مختلفين، في الفيزياء والكيمياء.
ووالدها بيار كوري هو فيزيائي فرنسي، ورائد في علم البلورات، والمغناطيسية،
والكهرباء الانضغاطية، والنشاط الإشعاعي، نال أيضاً جائزة نوبل في الفيزياء مع
زوجته ، «تقديرًا للخدمات الاستثنائية التي قدموها من خلال أبحاثهم المشتركة.
درست أيف في Collège Sévigné وتزوجت من هنرى لابويسى، وبدأت أعمالها الأدبية
في سن مبكر بالتوازي مع عزفها على البيانو ورؤيتها كناقدة موسيقية وكاتبة سير
وسيناريو، وربما تأثرت أيف بالجو العلمي في أسرتها والأبحاث الفيزيائية
والكيميائية ورحلة والديها معاً، لكنها لم تخطو خطوتهما وتتجه للأبحاث العلمية
مثلما فعلت أختها أيرين كوري، أحتفظ عقلها بتفاصيل وأسرار علمية عاشتها في منزلها
وهو ما يؤكده لنا كتابها العالمي عن مدام ماري كوري والدتها، ومن أعمال أيف كوري Journy among warriors - و Madam curi و they speak for a nation.
ويعتبر كتابها Madam CURI والذي ترجمه
الصحفي والأديب أحمد الصاوي للعربية تحت عنوان "التلميذة الخالدة" والذي تُرجم كذلك لعدة لغات مختلفة والذي تحكي فيه أيف كوري قصة حياة والدتها ماري كوري، الأكثر
شهرة ومبيعاً بالنسبة لكل أعمالها.
بدأ الكتاب بالحديث عن ماري أو مانيا الطفلة وكيف كانت حياتها بين
الكتب والعلم ثم عملها كمعلمة ومربية أطفال لتحصيل المال اللازم لتعليم أختها
أيرين في الجامعة ثم تحقيقها حلمها أخيرا بالدراسة في السربون، ومعرفتها ببيير
كوري الذي اصبح زوجها فيما بعد، واكتشفا معاً عنصر الراديوم المستخدم في العلاج
بالإشعاع وحصولهما على جائزة نوبل الأولى ورفضهما تسجيل براءة اختراع لإتاحته
للعامة، ثم استئنافها الكفاح العلمي وحدها بعد مصرع زوجها في حادث أليم وحصلت بعدها على جائزة نوبل الثانية.
كذلك كتابها" Journy among warriors رحلة بين
المحاربين" يعتبر من أهم أعمالها والذي نال شهرة عالية أيضاً، ومن الجوائز التي حصلت عليها أيف كوري نيشان چوقة الشرف من رتبة ضابط،
وجائزة الكتاب الوطني.
توفيت أيف كوري في 22 أكتوبر 2007 عن عمر يناهز 103 أعوام.