يقع مسجد العارف بالله سيدي عبد الرحيم القنائي، في وسط مدينة قنا، ويأتي له المواطنون من كل محافظات مصر، ودول العالم لزياره ضريح احد الاولياء الصالحين ،وهو اكبر مسجد في محافظه قنا حيث تبلغ مساحته من الداخل 1250 كيلو متر مربع .
وتم تأسيس المسجد عام 1136 هجرية ،وحظى بأعمال تجديد وتطوير أبرزهــم التوسعه التي تمت في عام 2002، ،ويعد احد المساجد التي انشئت في عهد الدوله الايوبيه ،كان شاهدا على هزيمه الفرنسيين في موقعه البارود كما شهد المسجد قيام اول جمهوريه بالصعيد اقامها شيخ العرب همام الذي ساهم في توسعه المسجد عند زيارته له.
ويمتاز المسجد بطراز هندسي فريد جعله من اكثر المساجد اتقانا في الجانب الهندسي وآية من آيات الفن المعماري بمصر. ويحظي مسجد القنائي بمكانه دينيه وسياحيه كبيره جعلته مقصدا من اهم المقاصد على مر العصور ..مكانته جعلته مقصدا للرؤساء والوزراء عن زيارتهم لقنا فلي يأتي رئيس أو وزير إلي قنا ولا يكون في ضيافه مسجد عبد الرحيم القنائي.
أدوار متعددة لم يحظ بها أى مسجد آخر فى قنا، سوى مسجد" السيد عبدالرحيم القنائى" ، الذى يتربع على مساحة كبيرة شرق مدينة قنا بطريق مصر- أسوان الزراعى الشرقى، حيث استقبل رؤساء جمهورية" جمال عبدالناصر- محمد أنور السادات "، بخلاف الملك فاروق الذى وضع حجر أساس تجديد وتطوير المسجد بنفسه فى عام 1948، بل وأهدى المسجد قطعة من ثوب الكعبة المشرفة، واستضاف المسجد الكثير من جلسات الصلح التى انهت الكثير من الفتن بين قبائل قنا المختلفة، وعقدت بين أروقته الكثير من الجلسات والاجتماعات التى ساهمت فى حل أزمات كبرى بقنا..
حفيد الحسين وولي الكرامات اللي بيته دايما عامر
السيد عبد الرحيم القنائي الذي يلقبه اهل قنا "ابو الكرامات"و"ولي المعجزات" ، ويزوره كل عام في ذكرى مولده ما يقترب من المليون شخص ....
هو عبد الرحيم ابن احمد ابن ابن حجون وينتهي نسبه الى الامام الحسين رضي الله عنه حفظ القران الكريم وهو في الثامنه من عمره ودرس علوم الحديث والتفسير والبلاغه و الفقه على مذهب الامام مالك، و سافر الى دمشق و مكه المكرمه والمدينه المنوره واستقر فيها في قنا ليتزوج و ينجب 11 صبياو 8 بنات.
ولد عبد الرحيم القنائي في مدينه ترغاي باقليم سبته في المغرب 521 هجريه .. وقضى طفولته في تحصيل العلم في مسجد رغاي الكبير على يد كبار العلماء المالكيه ولم يكن وصل الى عمر الثامنه حتى كان حافظا للقران بالتجويد والفهم.
توفي والده وهو في الثامنه عشره وكان رضي الله عنه يحب والده حبا كبيرا ويرى فيه المثل الاعلى والقدوه الحسنه لذلك تاثرت حالته النفسيه بسبب وفاته حتى اصبح يا شفاؤه ميئوس منه مما جعل والدته تفكر في ارساله إلى اخواله في دمشق.
ورحل"ولي المعجزات" الى دمشق فاكرمه واخواله وسهل له مهمه الاتصال بكبار العلماء والفقهاء وامضي في دمشق سنين ينهل فيها من العلوم قبل ان يعود الى مسقط رأسه.
كان الامتزاج الثقافتين الشرقيه والغربيه اثرها في نفس عبد الرحيم القنائي فقد خلقت منه شخصيه متكامله رغم حداثه سنه حتى انه في ال 20 عاما و يحضر حلقات الدرس في الجامع كمدرس.
امتلأ المسجد في دروس القنائي حتى لم يعد فيه مكانة للقادم ولم يقتصر الأمر على أهل ترغاي بل الى أهل سبته ، وصل الأمر الى أنه اذا ذكر في المغرب أتاه الطلاب لحضور الدروس ...
ثم قرر السيد عبد الرحيم الاتجاه إلى الحجاز حيث يؤدىي فريضة الحج لأنه لم يتسنى له أداؤها عندما كان بدمشق وحتى يلتقى هناك في موسم الحج بعلماء المسلمين لمناقشة جوانب مشاكل العالم الإسلامى وبعدها يرى إلى أين يوجه المولى عز وجل فرحل من ترغاي ميمنا وجهه شطر الحجاز لتأدية فريضة الحج، وفي طريقه مر بمدينة الإسكندرية والقاهرة فتركا في نفسه أثرا لم تمحه رحلته المقدسة إلى البلاد الحجازية. وبقى في البلاد الحجازية تسع سنوات قضاها متنقلا بين مكة والمدينة ينهل من علم وفضل فقهائها وعلمائها تارة وعابدا معتكفا بالبيت الحرام أو بمسجد المدينة تارة أخرى أو متنقلا يسعى في مناكبها للاتجار في بعض المحاصيل سعيا وراء كسب الرزق حتى يستطيع التفرغ للعبادة والعلم دون أن يمد يده للاستجداء أو أن يكون عالة على أحد وفي موسم الحج العاشر التقي في مكه احد الشيوخ الاتقياء القادمين من مدينه قوص في مصر ما هو الشيخ مجدي الدين القشيري وعادل سويا إلي مصر .
إقامته في قنا
اشتغل القنائى بالتجاره في قنا وكان يعلم المسلمين اصول دينهم ويجعله من هم دعاه حقا وذلك بصحبه الشيخ مجدي الدين القشيري الذي كان يعمل إماما في المسجد العمري بقوص ،و في قنا التقى الشيخ القنائي بشيخ القرشي احد الاولياء الصالحين فصارت بينهم علاقه في قنا وساعده جو قنا الهادئ على حياه التامل والعباده و يختلي بنفسه يتعرف علي خباياها ولا يقطع عليه الاختلاء إلا للتجاره التي يكسب منها قوته وكان رحمه الله يعمل بالتجاره ودرت عليه التجاره ربحا كثيرا ساعدته على الانفاق على الفقراء الطلاب حتى قام الملك عبد العزيز ابن صلاح الدين الايوبي بتعيينه شيخ لمدينه قنا ومنذ ذلك الحين اطلق عليه اسم القناوي وتزوج من ابنه الشيخ القشيري وبعد وفاتها تزوج من ثلاثه واخريات وانجب 19 ولدا .
رحل السيد عبدالرحيم القناوى عن الدنيا فى يوم الثلاثاء 19 من صفر سنة 592 هجرية ـالموافق 23 يناير سنة 1196 ميلادية، بعد صلاة الفجر، وعمره 71 سنة، قضى منها 41 سنة فى مدينة قنا، وما زال مسجده الذى يضم رفاته الطاهرة يستقبل ملايين الزائرين من كل مكان فى أرض الإسلام، كل عام، وما زال ذكره مرفوعاً فى القلوب والآفاق..
الاحتفال بمولده
يتم الاحتفال بمولد عبد الرحيم القنائي في شهر شعبان من كل عام حيث تعلق الزينات في ساحه المسجد والميدان من حوله و ياتي اليه الضيوف من كل مكان في الجمهوريه وتقام خلاله الاحتفالات وحلقات الذكر والدروس الدينيه والمدح والتواشيح والتحطيب والمزمار في المولد وشراء الالعاب للاطفال وتناول الاطعمه في ضيافه الشيخ عبد الرحيم القنائي... وفي الليله الختاميه تذبح الذبائح وتقام الولائم حول المسجد ..
وتتولى اذاعه القران الكريم الاعداد لهذه الليله بحضور اعلام من قراء والمداحين.
من تعاليم ودروس السيد عبد الرحيم لتلاميذه ومريديه
ـ الدين الإسلامى دين علم وعمل وأخلاق، فمن ترك واحدة منها، ضل الطريق.
ـ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله، هذه الآية لو عمل بها المسلم أصبح فى مقام الخوف، وهو الطريق الموصل إلى رضا الرحمن.
ـ النفس الراضية هى التى فى درجة الاتصال بالروح المستديمة.
ـ النفس المرضية هى التى فى مقام الاستنارة.
ـ النفس اللوامة هى التى فى مقام الإصلاح.
ـ التصوف ليس ركناً من أركان الإسلام، لكنه ركن من أركان الأخلاق.
ـ من زهد فى شهواته شاهد فى خلواته.
ـ الصدق مركب السلامة والكذب مركب العطب، والخلاص فى الإخلاص.