الخميس 2 مايو 2024

"آآه لو كنا خدنا الوصل"

أخرى6-12-2020 | 16:32

لا أعرف لماذا تذكرت وأنا أتابع لهفة الإخوانجية أيتام المرشد ضحايا مخطط الربع العربي على وصول مهديهم المنتظر "بايدن" إلى سدة الحكم، الفنان الراحل سليمان بك نجيب وجملته الشهيرة "آه لو  كنت خدت الوصل" في فيلمه الشهير "الآنسة حنفي" وكيف كان يعيش في بوتقة الحسرة علي ضياع درجة الباشوية عقب قيام ثورة يوليو.

سليمان بك نجيب كان رافضا منكرا للواقع أن حلمه في نيل الباشوية انتهى وظل يتحسر في كل حوار ومع كل محيطه أنه كان عليه أن يكون حذرا بتحرير إيصال يفيد بدفعه تكاليف نيل المقام السامي.. هكذا هم الإخوان اليوم يتحسرون ويتسكعون بين أرصفة صناع القرار الدولي يتسولون ثمن خيانتهم المصريين وسرقة ثورتهم في 25 يناير مرددين "آه لو كنا خدنا الوصل".


تملكتني هذه الصورة وأنا أراهم على منصات التواصل يزفون البشري بعد البشري بقرب انفراج محنتهم وشروق شمسهم مرة أخرى والعجيب أنها من نفس المنطلق وهو الخيانة والاستقواء بالخارج لنصرة ما يتوهمونه من قضية عادلة ويبدو أنهم تناسوا أنهم كانوا مجرد أداة رخيصة مدفوعة الأجر استخدموا في مهمة خاصة مؤقتة تماما كما تستأجر العاهرة لليلة حمراء.


حالة عجيبة من التوهان يعيشوها فلول ذلك التنظيم اليوم تؤكد أن الغباء "جيني" وليست حالة طارئة أو سوء تصرف يراجع أو يتم تعديله وعلي طريقة " اشمعنى أنا" توهم فلول التنظيم أن الطريق أمام وجودهم مازالت قائمة ونسوا أن شعبا بأكمله رافض لوجودهم وناكر لفكرهم الذي هو والخراب صنوان أينما حل أو مر.


إلا أن وهمهم سرعان ما أصابه الارتباك حين واصلت مطاردة ومحاسبة مصادر تمويل الإرهاب والمحسوبين على التنظيم كأذرع اقتصادية تستمد من قوت الشعب المصري مدادا لضلالهم وحقدهم واستقوائهم على مستقبل مصر وشعبها.


كانت الصدمة عنيفة لتلك العناصر المشتاقة المتلهفة للثأر من المصريين عقابا لهم على إسقاط مشروعهم الإخواني في الثلاثين من يونيو.. وأود من كل مهووس بهذا التنظيم وكل حالم بعودته أو إعادة استخدامه أن يتذكر معي كيف ولماذا وصل الإخوان إلى سدة الحكم في مصر فتلك الإجابة كفيلة ببث الطمأنينة قليلا في قلوب يأكلها الرجاء حتى عميت عن إدراك حاضرها واستشراف مستقبلها.


ففي تقدير خاطئ من الأمريكان ومن حالفهم ظن الجميع أن القضاء على داعش القاعدة وغيرها من الحركات المسلحة لايقوم إلا بمشروع وسطي مناهض مسالم مداهن كذلك القائم في تركيا فكانت التجربة الإسلامية في تركيا خير مضلل لدوائر صنع القرار الذين رغبوا في استنساخها في الشرق الأوسط بأكمله وليس مصر فحسب والخطأ هنا كان مضاعفا حيث أهمل صانع القرار في دوائر الحكم بالبيت الأبيض ضلعا مهما في المعادلة وهو المصريون أنفسهم فقد ظن الأمريكان أن كل المصريين إخوان أو على الأقل غير رافضين لهم.. ولما تبين للمصريين مقاصد المخطط القذر والتحالف المسموم مع عناصر ذلك التنظيم العالمي أو الأممي كما يزعمون قلبوا الطاولة على الجميع معلنين أن المصريين لا يقبلون العبث بشفرات الدولة المصرية أو محاولة إخضاعها ولو لتغيير طفيف فكانت 30 يونيو التي خطت السطر الأخير في استئجار ذلك التنظيم الساقط.


وهنا أسأل كل إخواني مهووس ملهوف ليوم سوء يراه المصريون ألم تسمع حديث مهديك المنتظر" بايدن" عن خليفتك في أنقرة السلطان الأحمق أردوغان حين قال نصا لقد انتهى دوره وسندعم المعارضة لإزاحته".. بالطبع سيصطنعون الصمم لكن الذين كان لهم نصيب من بقية عقل أو إدراك سيتأكدون بلاشك أنهم خارج المعادلة وكيف أنهم كانوا مجرد مرتزق في مهمة قذرة باءت بالفشل.


ولأن النصح واجب ينبغي على كل مستغفل مغتصب فكريا كان ينتمي إلى هذا الفكر العفن أن يعلن توبته إلى الله أولا فخيانة المصريين كبيرة تستوجب التوبة والموت على تلك الأفكار مهلكة وإلقاء بالنفس إلى التهلكة فكما قال المعصوم عليه أفضل الصلاة والسلام واصفا حال المفارق لجماعة المسلمين "فمن شذ شذ إلى النار" والذكي هو من لا يخسر آخرته بدنياه لكن ما باليد الحيلة فالغباء موروث مقدس تربي عليه أعضاء ذلك التنظيم الذي لم يرقب فينا إلاً و لا ذمة.. لذلك لا تستغرب في القريب العاجل أن ترى أشخاصا يسيرون إلى جوارك في الطريق يرددون "آه لو كنا خدنا الوصل".

    Dr.Randa
    Dr.Radwa