أكدت الدكتورة "سها عيد" خبيرة الفينج شوي، طاقة المكان، أن منازل عديدة تكثر بها القطط، بشكل مبالغ فيه، وكثيرا ما نجد مالك المنزل يعاني من بعض الأمراض النفسية والكثير من سوء الحظ .
وأضافت، هذا ما وجدته، أثناء زياراتي المنزلية للكثير من الأسر التي أقوم بمعاينة منازلهم لعمل ديكورات الفينج شوي، وأنه من الأساطير القديمة ما يقال عن أن القط شديدي السواد، شياطين، أما الألوان الأخرى فمن الممكن أن يتشكل بها الجن؛ خاصةً إناث الجن التي تهوى التشكل بصور قطط زاهية اللون مثل الأبيض والمشمشي.
وتذكرت سها عيد ما نقله الأجداد من بعض القصص عن تقمص أرواح القطط بالجن الهائم، قائلة: "ذكرت لي جدتي أنه إذا تم أذى هذه القطط فإنها تترك علامة في جسم الإنسان في الصباح عند استيقاظه، ولا أعلم إن كانت تحثني في هذه الأثناء على الرفق بالحيوان أو كان بدافع خوفها من إيذائه لي".
وأوضحت سها عيد: "مرت السنون وكبرنا ولكن القصة علقت في رأسي، كيف تتقمص روح إنسان أو جن في جسد قط، وهل لهذا علاقة بالمقولة المتوارثة بأن القِط بسبع أرواح أو حتى تسع، وإذا كان الموضوع غير صحيح فما سر صوت القطط الذي نسمعه أحيانا ويشبه صوت الإنسان عند مواء وصياح القط ليلا كما يسمعه الكثيرون منا".
وأشارت سها عيد، إلى أنه يمكن أن يكون هذا هو سر تقديس الفراعنة للقطط، فهل هناك رابط روحي بينهم، وهل يتقمص القرين شكل القط أم أن القطط في الأصل جان أو يتقمص الجان أو الأرواح، فلا أعلم.
واستكملت، سها عيد: "سمعت أكثر من تفسير عن ذلك، وكان أغلبها يرجح أن القطط جن متخفٍ في صورة هذا الحيوان، بالطبع ليس كل القطط جن ولكن تشكل الجن في هذه الصورة هو السبب في القصص التي دارت حول العديد من القطط الغريبة أو التي تتحدث مثل البشر، والفراعنة أنفسهم لهم نظريات حول الجن والفراعنة.
وأوضحت، أنه يعتقد الكثيرون اليوم أن مرور القط الأسود في طريقهم علامة للشؤم، وتعود هذه الخرافة إلى آلاف السنين، وربما يرتبط الموضوع تاريخيًّا بتقديس القدماء المصريين للقطط، أو باشت القط كما كان يطلق عليه، الإلهة pasht لها تسع أرواح، وهذا يفسر اعتقاد البعض اليوم بهذه الخرافة".
وأضافت، أن الناس اعتقدوا في السحر، وربطوا بينه وبين القطط، وهم يعتقدون أن القطط السوداء في الواقع سحرة متخفّين، وأن قتل القط لا يعني قتل الساحر الذي يمكنه الدخول في جسم قط آخر، ويمكنه تكرار هذه الفعلة تسع مرات.
وأشارت إلى مقولة المؤرخ "هيرودوتس" والتي قال فيها: "عندما كانت تشب النار في مكان ما في مصر، كان الرجال يهرعون لحماية القطط قبل التفكير في إطفاء النار، وهو شيء غريب".
واستطردت: "القط كان من أهم الحيوانات وكانت محور العديد من الأساطير القديمة، وكانت تبُجل وتعُبد في مصر القديمة وكان من أكثر الآلهة غموضًا (الإله ماو)، حتى أنهم كانوا يحنطونها ويدفنونها مع جثث الموتى لحمايتهم من الأرواح الشريرة".
وتعجبت سها عيد، من أن القطط كانت تبجل في مصر القديمة، ولكنها كانت تُلعن في العصور الوسطي؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنها أرواح شريرة بُعثت في القط من قبل الشيطان لمساعدة المشعوذين والسحرة.
وأضافت عيد، "من منا لم يسمع بنصيحة، لا تشد ذيل القطة ولا تؤذها ليلا، ربما كانت جنًا أو ربما كانت شيطانًا، القطط السوداء، نذير نحس دائما عند كثير من الشعوب، وهي الأرواح الشيطانية الهائمة، فهي تستخدم في طقوس عباده الشيطان وأيضًا طقوس السحرة والمشعوذين، كما يستخدم بعض السحرة عزائم معينة وتعاويذ وطلاسم ليظهر لهم ما يسمي بروح القط".
وتتساءل سها عيد: "لماذا هذا الغموض الدائم حول القطط وليس حول الحيوانات الأخرى فالقطط أكثر الحيوانات غموضًا.
وتقول، إن الكلاب ترى الملائكة، والشياطين، يراها الحمير، ونستدل على ذلك بالحديث: "من سمع نهاق حمار فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنها ترى ما لا ترون"، بمعنى أنهم يَرَوْن شيئًا لا نراه ولابد أن نستعيذ بالله، فقد رأت جنًا أو شيطانًا أو شيئًا لا نراه.
واستكملت، "في حديث آخر، "إذا سمعتم صياح الديكة من الليل فإنها رأت ملكًا، فاسألوا الله من فضله، وإذا سمعتم نهاق الحمير في الليل، فإنها رأت شيطانًا، فتعوذوا بالله من الشيطان". رواهما البخاري.
وتذكرت سها عيد:" أننا لن ننسى أن الحضارة المصرية القديمة جعلت القطط آلهة تُبجل وتُعبد لغموضها وغرابتها، وبرعت الثقافات القديمة في حبك الأساطير حول القطط وسلوكها المحير، قصص عجيبة لازالت قادرة على بعث القشعريرة في ظهورنا حتى اليوم".
وأضافت، "تعتقد الثقافات البوذية والبورمية والسيامية أن القطط تعتبر عائلًا لبعض الأرواح البشرية المقدسة بعد الموت، وهذه الأرواح المختارة تسكن القطط لبقية حياتها، وهي بذلك تسمح للروح الراحلة الوصول إلى الجنة، وفي الصين تعتبر القطة لي شو إلهة الخصوبة التي تستقبل القرابين في نهاية الحصاد، بينما في الهند القديمة القطة المقدسة ساست Sastht كانت إلهة الأمومة".