الإثنين 10 يونيو 2024

مشاركة ضئيلة في الانتخابات التشريعية في رومانيا والليبراليون الحاكمون الأوفر حظاً

عرب وعالم6-12-2020 | 19:35

يدلي الرومانيون الأحد بأصواتهم لاختيار برلمان جديد، لكن بدون الحماسة المطلوبة لهذا الاقتراع الذي يرجح فوز الليبراليين المؤيدين لأوروبا والحاكمين فيه، وسط قلق من الوضع المرتبط بوباء كوفيد-19 ومن أزمة اقتصادية قد تطول.

ودعي 18 مليون ناخب إلى التصويت، لكن التعبئة جاءت ضعيفة أولاً لخشية السكان من وباء كوفيد-19 الذي يرتفع مستوى تفشيه، وثانيا لكلل الناخبين من الطبقة السياسية التي يعتبرونها غير كفؤة، ويتوقع أن تبلغ نسبة الامتناع مستويات غير مسبوقة.

وقبل أربع ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، أدلى ربع الناخبين المؤهلين فقط بأصواتهم، أي أقل بخمس نقاط مما كان عليه معدل المشاركة في الوقت نفسه خلال الانتخابات الماضية عام 2016.

وكانت التعبئة ضعيفة خلال الحملات الانتخابية، ما من شأنه أن يضرّ بالحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي يشكّل سكان المناطق الريفية قاعدته الانتخابية الرئيسية، وفق محللين.

مع ذلك، توالت الدعوات للمشاركة في التصويت. وشجّع الفيلسوف والكاتب ميهاي سورا (104 أعوام)، الرومانيين من كافة الفئات العمرية على التصويت. وأضاف هذا الناشط من أجل استقلالية القضاء "صوتت بثقة وأمل، وفي ذهني بلدي ومستقبل سكانه".

وقالت أدينا إيونيسكو (42 عاماً) التي أدلت بصوتها بعد الظهر إنها تنتظر من هذه الانتخابات "حكومة مؤلفة من شباب، مهتمين بالبيئة وبرفاه الرومانيين".

وبعدما أدلى بصوته في مدرسة في العاصمة، أكد خيورخي بريدا (63 عاماً) أنه ليس لديه "أي أمل" بالتغيير. وأوضح أنه "منذ 30 عاماً"، يتناوب "الحزبان الرئيسيان على السلطة ولا يبخلان خلال الحملة بإعطاء وعود سرعان ما يتناسونها".

وفيما يتوقع أن يثير هذا الاقتراع جدلا، إلا أن رئيس الوزراء لودوفيك أوربان المؤيد لأوروبا والذي يقود منذ عام حكومة أقلية ليمين الوسط، يبدو في موقع جيد للاحتفاظ بمنصبه.

وأعلن بعد الإدلاء بصوته "يعود للرومانيين اليوم اتخاذ قرار بشأن المسار الذي ستتخذه البلاد. بالنسبة لي، صوتت لرومانيا دينامية، عصرية، واثقة بقواها، وتحظى باحترام على المستوى الدولي".

وبحسب آخر استطلاع للرأي أجراه معهد "آي ام ايه اس"، سيحصل حزبه الليبرالي على 28 بالمئة من الأصوات في هذا الاقتراع الذي يجري في جولة واحدة، متقدما بذلك على الاشتراكيين الديموقراطيين (معارضة، 23 بالمئة) والإصلاحيين من حزب فتي في يمين الوسط هو اتحاد الجمهوريات الاشتراكي (18 بالمئة).

من جهته اعلن زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي "أدعو الرومانيين إلى التصويت من وحي عيد القديس نقولا، ومن كانوا حكماء كفاية يتلقون الحلوى، أما الآخرين فينالون العقاب". وأضاف أنه يأمل في أن تملك البلاد "اعتباراً من الغد خطة للخروج من أزمة الوباء ومن الأزمة الاقتصادية".

في الخارج، حيث فتحت صناديق الاقتراع اعتباراً من السبت، أدلى أكثر من 200 ألف شخص بأصواتهم حتى بعد ظهر الأحد، أي أكثر بمرتين من عام 2016، وفق ما أكدت السلطات الانتخابية. والقاعدة الانتخابية في الخارج مؤلفة خصوصاً من شباب يؤيدون اتحاد الجمهوريات الاشتراكي وبرنامجه الانتخابي الذي يدعو إلى تغيير الطبقة السياسية.

وبسبب الفقر، هاجر اربعة ملايين روماني خلال السنوات الأخيرة لا سيما إلى أوروبا الغربية بحثاً عن عمل.

ويملك الليبراليون، الذين تعهدوا إصلاحات لإنعاش الاقتصاد، امتيازاً هو أن رئيس الدولة كلاوس يوهانيس الذي يتمتع بشعبية كبيرة، من صفوفهم.

ونفى يوهانيس الاتهامات بـ"خرق الدستور" وقام بحملة علنية لمصلحة الحزب الوطني الليبرالي مستبعدا عودة الاشتراكيين الديموقراطيين في النصف الثاني من ولايته التي تنتهي في 2024.

وكان الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يشهد تراجعا سريعا بعدما فاز في الانتخابات السابقة في 2016، أطلق إصلاحا مثيرا للجدل للنظام القضائي في 2017 على الرغم من التحذيرات الشديدة للمفوضية الأوروبية.

وأثار هذا الإصلاح الذي عطله الليبراليون، موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات منذ سقوط النظام الشيوعي نهاية 1989.

والحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي أضعفه سجن زعيمه السابق ليفيو درانيا بتهمة الفساد ووارث الحزب الشيوعي الذي هيمن على الساحة السياسية في البلاد في السنوات الثلاثين الأخيرة، أقصي من السلطة بمذكرة لحجب الثقة في نهاية 2019 لكنه بقي يشكل غالبية في البرلمان.