أُبدى محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، إعجابه بالاستعراض الذي قدمه النجم تامر حسني، قائلا إنه يعتبر امتدادا للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي يعد أكثر نجوم الغناء تحقيقا للنجاح في مجال التمثيل، وهو ما نجح فيه تامر.
وفي تاريخ السينما المصرية يوجد عدد كبير من المطربين، الذين اتجهوا إلى التمثيل منذ نشأة السينما، فهناك الكثير منهم شاركوا في أعمال سينمائية وأصبحوا جزءا لا يتجزء منها، وتركوا بصمتهم حتى وقتنا هذا، من حيث أنهم دخلوا عالم التمثيل بعدما حققوا نجاح وشهرة في الغناء.
وكانت الفنانة "ليلى مراد" تمتلك قدرات خاصة خلقت منها حالة استثنائية، ظلت باقية فى وجدان وذاكرة جمهورها رغم تعاقب الأجيال، يشعر المشاهد ببهجة صافية بمجرد أن تطل على الشاشة، بصوتها الذي يزين قلوبنا، فهي النجمة الأولى المنفردة بحرفية بعيدا عن غيرها، من المطربات اللائى اتجهن إلى السينما.
مرحلة جديدة دخلتها ليلى مراد، حيث قدمت سلسلة أفلام حملت اسمها، منها «ليلى بنت الريف، ليلى بنت المدارس، ليلى فى الظلام»، إلى أن عملت مع زوجها المخرج أنور وجدى فى «ليلى بنت الفقراء» و«ليلى بنت الأغنياء».
وحققت من خلال تلك الأعمال نجاحاً من نوع آخر، جعلها فى ذلك الوقت نجمة متربعة على عرش السينما، حيث قدمت على مدار مشوارها الفنى القصير الذى لم يتجاوز الـ17 عاماً، 28 عملاً سينمائياً من أشهرها «قلبى دليلى، غزل البنات، شاطئ الغرام، سيدة القطار، وبنت الأكابر»، بالإضافة إلى «الحبيب المجهول» عام 1955، الذى أنهت به مسيرتها السينمائية وهى فى الـ37 من عمرها.
واستطاع "محمد فوزي" التربع على عرش السينما الغنائية والإستعراضية، طوال فترة الأربعينات والخمسينات ونفس الأمر للموسيقار العظيم "محمد عبد الوهاب"، حيث قدم 7 أفلام خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات وهي "الوردة البيضاء" عام 1933، "ودموع الحب" 1935، "يَحيا الحب" 1937، "يوم سعيد" 1939، "ممنوع الحب" 1942، "رصاصة في القلب" 1944، "لست ملاكا" 1946، وآخر أعماله كان فيلم "غزل البنات" عام 1949 وحقّقت جميعها نجاحا كبيرا، وكذلك المطرب "فريد الأطرش" حيث شارك في تاريخ السينما بـ31 فيلماً كان بطلها جميعا، وقد أُنتجت هذه الأفلام في الفترة من 1941 حتى 1975.
وهناك أيضاً فنانين آخرين اتجهوا من الطرب إلى التمثيل ومنهم كوكب الشرق "أم كلثوم" ولكنها لم تحقق النجاح الكبير مثلما حققت فى الطرب، علي خلاف العندليب "عبد الحليم حافظ" والذي حقق نجاح كبير فى السينما حيث قدم 16 فيلم، وكانت البداية في عام 1955 عندما قام ببطولة أربعة أفلام دفعة واحدة وهم "لحن الوفاء"، بطولة شادية، وفيلم "أيامنا الحلوة" بطولة فاتن حمامة، وعمر الشريف، وأحمد رمزي، وفيلم "ليالي الحب" وشاركته في البطولة آمال فريد، وفيلم "أيام وليالي"، وفى عام 1969 كانت آخر أعماله بالسينما فيلم "أبي فوق الشجرة"، بطولة ميرفت أمين، ونادية لطفي، عماد حمدي.
كما أن أول فيلم قدمته شادية، كان فيلم "العقل في إجازة"، الذي ظهرت فيه، والتي رشحها له الفنان محمد فوزي، موضحًا أن نجاح شادية، جعلها حلم للمخرجين، خاصة في ظل إتقانها الغناء والتمثيل سويًا، خاصة أنها نضجت في التمثيل بمراحل واضحة مضيفًا: "الأجمل في شادية، كان لديها كل النغمات التمثيلية والدرامية مثلما كانت تمتلك كل النغمات في الغناء، وكانت تظهر في بدايتها دائمًا في دور الفتاة الشقية".
وفي الجيل الجديد هناك مطربين لجأوا الى التمثيل مؤخراً فمنهم من حقق النجاح وترك بصمته فى السينما أو الدراما، ومنهم من لم يحقق نجاح مع الجمهور من خلال الشخصيات التى جسدها، وأعتبر أن الطرب هو الأساس بالنسبه له.
وكان على رأسهم عمرو دياب الذى شارك فى كثير من الأعمال السينمائية، وشارك بعدد من أغانيه فى كل عمل سينمائي، ولكن لم يترك "عمرو" البصمة الحقيقية فى السينما مثل نجاحه الكبير فى مشواره الغنائي ومنذ فيلم "ضحك ولعب وجد وحب" الذي عرض عام 1993، بمشاركة النجم العالمي الراحل عمر الشريف والنجمة يسرا، لم يظهر عمرو دياب على الشاشة الفضية واكتفى بتقديم أعماله الغنائية.
ومن ضمن المطربون الذين لجأوا إلى التمثيل أيضا المطرب محمد فؤاد فكان من أنجح مطربى جيله وهو الذى شجع الكثير من المطربين بخوضهم تجربة التمثيل، خصوصاً بعد نجاح فيلمه الشهير "اسماعيلية رايح جاى"، مع النجم محمد هنيدى وخالد النبوى والذى حقق وقتها إيرادات خيالية فى تاريخ السينما المصرية، حيث كانت بدايته فى مشواره السينمائى عام 1991 فى فيلم "القلب وما يعشق"، وبعدها فيلم " أمريكا شيكا بيكا" مع الفنانة شويكار.
وأستطاع محمد فؤاد أن يصنع جيل جديد من خلال فيلمه "اسماعيلية رايح جاى" على رأسهم محمد هنيدى، إلى أن قدم فيلم "رحلة حب" مع النجم أحمد حلمى عام 2001، وكان أخر أعماله السينمائية فيلم "غاوى حب" عام 2005 وشاركه فى البطولة الفنان رامز جلال وحلا شيحه، إلى أن لجأ إلى الدراما بمسلسل " أغلى من حياتى" عام 2010.
أما الفنان تامر حسنى بدأ مشوراه السينمائي بمشاركته في فيلم "حالة حب" عام 2004 بطولة هاني سلامة وهند صبري وتامر حسني وزينة، إلى أن توالت أعماله السينمائية وحقق نجاح فى فيلم "عمر وسلمى" الجزء الأول مع النجمة مى عز الدين عام 2007 وبسبب نجاحه قدم 3 أجزاء من العمل فى السينما وحقق إيرادات هائله وقتها، ويعتبر تامر حسنى نجح فى السينما إلى أن خطى خطوة الدراما ودخوله إلى البيوت المصرية من خلال الشاشة الصغيرة بعمل مسلسل "أدم" ونجح فى تجسيد الشخصية التى قدمها خلال الأحداث، وبعدها قدم مسلسل "فرق توقيت" وأصبح احد أهم مطربى جيله فى الوقت الحالى.
ويسير بمشواره الغنائى والتمثيلى، كما أنه عاد الي السينما بفيلم "تصبح على خير"، مع الفنانة نور، ومى عمر، ودرة، وكان من المفترض أن يشارك تامر حسنى فى مسلسل درامى "وعلى رأى المثل"، بالسباق الرمضانى المقبل إلا أنه اعتذر مؤخرا بسبب انشغاله بأعمال أخرى.
أما النجم حمادة هلال نجح فى مشواره الغنائى والسينما والدراما، وأصبح له رصيد بارز وصل إلى 7 أفلام سينمائية، أبرزها "عيال حبيبة"، و"العيال هربت"، و"أمن دولت"، ومسلسل "ولى العهد" الذى حقق نجاحاً كبيراً مع الجمهور، كما أنه شارك في بطولة مسلسل "طاقة القدر".
واتجهت شيرين إلى التمثيل فى أول عمل لها "ميدو مشاكل" مع النجم أحمد حلمى ولكنها لم تحقق أي نجاح، لذلك ابتعدت عن التمثيل واستمرت فى الغناء فقط، إلى أن عادت مرة أخرى فى 2015 بعد غياب سنوات طويلة بمسلسل "طريقى" فى موسم درامة رمضان، وقدمت من خلاله مجموعه من أنجح الأغانى، واستطاعت شيرين أن تثبت موهبتها فى التمثيل.
تمرد الفنان "خالد سليم" علي المطرب الرومانسي من حيث إتجاه الي الدراما، كما أكد الفنان خالد سليم أنه يعشق أدوار الشر التي تبرز إمكانياته التمثيلية، وتجعله يتمرد على الصورة المعتادة للمطرب الرومانسي، كاشفاً أن سبب غيابه عن الغناء، وتحديداً عن إصدار الألبومات، خلال الفترة الماضية، هو انشغاله بالمشاركة في عدد من الأعمال الدرامية، مشدداً على أنه لا يمكنه أن يترك الغناء، مهما بلغت درجة حبه للتمثيل.
وكذلك المطربة "أنغام" التي لجأت الى التمثيل أيضاً من خلال مسلسلها "فى غمضة عين"، ولكنها لم تترك بصمه لدي جمهورها مثلما تثبت جدارتها فى الغناء، وحفلاتها وخصوصاً فى مهرجانات الموسيقى العربية، والعديد من ألبوماتها التى تنافس بقوه فى الأسواق.
وظهر حماقي كضيف شرف بشخصيته الحقيقة في إحدى حلقات مسلسل "لهفة" مع دنيا سمير غانم.