تمر اليوم الذكرى ال 54 على ميلاد الفنانة الراحلة ريم بنا حيث ولدت في مثل هذا اليوم عام 1966 في مدينة الناصرة بفلسطين، هي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ إحدى رائدات الحركة النسوية الفلسطينية.
بدأت ريم بنا حياتها الفنية عندما كانت في العاشرة من عمرها حيث كانت دائمة الحرص على المشاركة في الاحتفالات التي تقيمها مدرستها، فأحبت الغناء منذ صغرها، كما اشتركت في العديد من المناسبات الفنية منها مهرجان ذكرى يوم الأرض وغيرها من المناسبات الفنية والوطنية والسياسية.
التحقت بالمعهد العالي للموسيقى بموسكو،وتخصصت في الغناء الحديث وقيادة مجموعة غنائية، وخلال دراستها الاكاديمية التي استمرت لمدة 6 سنوات أصدرت ألبومين من الغناء الحي وهما: جفرا، دموعك يا أمي، ثم تخرجت عام 1991.
تمبزت ريم بنا بفلسفة فنية ميزتها، ذلك أنها تؤلف معظم أغانيها، كما أن لديها طريقة موسيقية مميزة في التأليف والغناء، وكلمات أغانيها مستوحاة من وجدان الشعب الفلسطيني ومن تراثه وتاريخه وثقافته، أما الموسيقى والألحان نابعة من صلب القصيدة وروافدها ومن الإحساس بإيقاع الكلمة.ويأتي تمازج الكلمات والألحان معاً ليحملنا إلى ما وراء حدود فلسطين ليصل إلى جميع أنحاء العالم.
وتعبر أغاني ريم بنا عن معاناة الشعب الفلسطيني وهواجسه كما تعبر عن وأفراحه وأحزانه وآماله.
وتعد التهاليل التراثيّة الفلسطينيّة التي ميّزت أداء ريم بنا والتصقت باسمها من أبرز الأنماط الغنائيّة التي انفردت بتقديمها.
ولم تكتف ريم بنا بتأليف أغانيها الخاصة؛ بل أيضاً لحنت الأشعار الفلسطينية. ومن أمثال الشُعراء الذين قامت بتلحين أشعارهم: توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم وزهيرة صباغ وسيدي هركاش. أما الألحان؛ فقامت بالمشاركة في تأليفها بطريقة عصرية خلاقة وفريدة من نوعها، في محاولة للحفاظ على النصوص من الضياع من خلال تأليف موسيقى عصرية مستوحاة من الموسيقى الفلسطينية التُراثية لتتماشى مع هذه النصوص.
ولعبت أغاني ريم دوراً مهماً في إنتاج العديد من الأفلام والمسلسلات وكذلك البرامج الوثائقية التي تناولت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية بالعرض.
تُوفيت ريم البنا في 24 مارس 2018 بعد صراعٍ طويل مع سرطان الثدي، حيثُ كانت قد أُصيبت به للمرة الأولى في عام 2009، وشُفيت منه لفترة ثم عاودها المرض مرة أخرى في عام 2015، وأعلنت توقفها عن الغناء في 2016.