الأربعاء 26 يونيو 2024

كل يوم أسطورة.. «أبو رجل مسلوخة».. «مخوفاتى» الأطفال على مر العصور

فن9-12-2020 | 16:11

يُحكى أن رجل كان مشوه، و قدميه الشمال مسلوخة تمامًا، أما القدم اليمنى كان نصفها مسلوخ، هذا الرجل البشع كان يحضر من أجل أن يخيف الصغار، وربما يأخذهم معه، أو يعاقبهم بالضرب أو وضعهم فى حجرة مظلمة، وقالت الناس أن هذا الكائن كان يأتى فى الليل، وكان يحضر فقط للأطفال الذى لا ينفذون أوامر والديهم، كذلك للأطفال الذين لا يذهبون باكرًا إلى الفراش، أو لا يأكلون طعامهم، ولا يشربون الحليب.


 -ويحكى أخرين طبقاً لحكايات شعبيه أن" أبو رجل مسلوخه" نصفه نص إنسان ونصفه الأخر كالحمار وله ذيل وقدمية مشوهه ومحروقة، وتختلف الثقافات والروايات أيضا من قاص لآخر، لكن قد تتفق الأمهات والجدات من أماكن مختلفة على رواية قصة واحدة وإن لم تترابط من حيث السرد، إلا أن القاسم المشترك بينها "الغاية"، كتلك التى تتربص بالأطفال إما لتأديبهم أو نصحهم أو حتى الترفيه.


 -وفى قصة شعبية مشهورة يُحكى أن أخبر الأطفال شرطى قابلوه فى الطريق ليلاً إنهم شاهدوا فتاة ترتدى ملابس العروس وتجرى مسرعة وخلفها أهلها، وقال الشرطى لهم وما الأمر العجيب فى هذا، أخبرهم الأطفال أن هذه الفتاة كانت قدمها تشبه قدم المعزة، لأنها كانت مسلوخة تمامًا من اللحم، كانت عبارة عن عظام فقط، ضحك الشرطى بصوت مرتفع سمعه الجميع، ثم كشف عن ساقه وقال لهم: هل تقصدون أن قدمها مسلوخة مثل هذه؟، خاف الأطفال وذهبوا مسرعين إلى منازلهم، كحكتية لتخويف الأطفال الذين يبقون خارج منازلهم ليلاً.


-ولمحاولة فهم منبع أسطورة "أبو رجل مسلوخة" وُجد أن أصلها فرعونية حيث تطابق وصفه على وصف الإله "بس" فى صورة من صوره المختلفة على جدران المعابد وهو راعى الأطفال فى عصور مختلفة وبصور مختلفة،، المعبود المصرى القديم "بس" رب المرح والسرور فى مصر القديمة، والرب الحامى للطفولة فى العصرين اليونانى والرومانى، وهو معبود ذو أصل آسيوى، يظهر فى معظم حالاته وتماثيله على هيئة "قـزم". وأحياناً فى هيئات مرعبة وكوميدية فى أن واحد ولعب دورًا هامًا فى مصر القديمة كرب للمرح والسرور بجانب صورته لمعاقبة الأطفال المشاغبين.