ودع عالمنا، صباح اليوم الخميس، بولو روسي.. أسطورة كرة القدم الإيطالية عن عمر يناهز 64 عامًا، ليحلق بصديقه دييجو أرماندو مارادونا نجم منتخب الأرجنتين الذي رحل عن عالمنا هو الآخر في الشهر الماضي عن عمر يناهز 60 عاما.
قاد باولو روسي، الهداف الإيطالي الكبير، منتخب بلاده لتحقيق لقب كأس العالم 1982 مونديال إسبانيا وحصل لقب الهداف وأفضل لاعب في البطولة ونال بعدها جائزة أفضل لاعب في العالم.
باولو روسي موهوب وهداف انفجر فى سن 21 عامًا، كان له مستقبل واعد وربما أكبر من الذي قدمه فى مشواره الكروي الحافل الذي استمر 12 عاماً.
نشأته ومولده
ولد باولو روسي في سبتمبر من عام 1956، وبدأ مسيرته الكروية مع يوفنتوس عام 1973، في سن السابعة عشرة، ولصغر سنه لم يجد الفرصة للمشاركة، فتمت إعارته لعدة أندية أخرى بعدما قضى موسمين بين جدران السيدة العجوزة.
انفجار موهبته التهديفية العظيمة
نصب باولو روسي مع فيتشنزا نفسه هدافاً، وجعل الجميع في إيطاليا يؤمنون بمولد هداف جديد، ولما لا فقد سجل في أول موسم له مع فيتشنزا 21 هدفاً، ولقب الهداف وصعد بالفريق للدرجة الأولى، ليستمر معهم موسمين سجل خلالهما 39 هدفاً، ليعود بعدها إلى يوفنتوس موسم 79 ـ 80.
المراهنات والسجن
ما بين عامي 1980 و1981، انجرف باولو روسي نحو الهاوية، وكاد ينهي مشواره الكروي تماماً، بعد أن وقع ضحية المراهنات التي أوقفته عن ممارسة كرة القدم لمدة موسمين، بسبب دخوله السجن وبدأ حينها الناس في نسيان هداف فيتشنزا.
وكما هي العادة، الكبار يعودون للقمة من حيث تركوها، عاد باولو روسي بشكل جعل منه أسطورة حقيقية في تاريخ المنتخب الإيطالي وفريق يوفنتوس.
عاد بعد الإيقاف ليشارك في ثلاث مباريات فقط، سجل خلالها هدفاً واحداً.
الانضمام لمنتخب ايطاليا في مونديال 82
استدعاه مدرب المنتخب الإيطالي آنذاك إينزو بيرزوت لتشكيلة المنتخب في مونديال 1982 الذي أقيم في الملاعب الإسبانية.
شارك مع إيطاليا بهدوء، ولم يهز الشباك أبدا في دور المجموعات، إلا أن المدرب بيرزوت مازال يثق باختياره ويتحلى بالصبر.
انتهى دور المجموعات، وتأهلت إيطاليا بخجل، عندما سجلت ثلاثة تعادلات دون أي انتصار، لتبدأ منافسات الدور الثاني، ويقع المنتخب الإيطالي مع الأرجنتين والبرازيل المرشحتين لنيل اللقب بفضل التشكيلة النارية التي تمثلهما، إلا أن إيطاليا فازت على الأرجنتين التي تحولت للحلقة الأضعف في المجموعة بعد تلقيها خسارة أخرى من البرازيل.
ولتأتي لحظة الحسم، إيطاليا في مواجهة البرازيل لحسم أمر التأهل، باولو روسي يظهر ويفاجئ العالم بتسجيله هاتريك في مرمى البرازيل، ليقضي على أحلام زيكو وسقراط ورفاقهم.
لم يكتف باولو روسي بإبعاد البرازيل، بل سجل هدفين في الدور نصف النهائي في مرمى بولندا، ليصل بمنتخب بلاده للنهائي ضد ألمانيا، ويساهم في تحقيق لقب كأس العالم ، بتسجيله هدفاً من ثلاثة، لينال جائزة أفضل لاعب وهداف في البطولة، وأفضل لاعب في العالم، وهي جوائز لم يحظ بجمعها في بطولات المونديال إلا لاعبان، كان روسي ثالثهما.
حاز الأسطورة الإيطالية على العديد من البطولات مع يوفنتوس، حيث حقق الدوري مرتين والكأس الإيطالية مرة ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبية، وكأس الاتحاد الأوروبي.
اعتزل باولو روسي اللعب عام 1987، وودع المستطيل الأخضر بعد مسيرة استمرت اثني عشر عاماً حافلة بإنجازات لم يتمكن أحد من جيله أن يحققها.