الثلاثاء 4 يونيو 2024

نجيب محفوظ.. روايات من الحارة المصرية إلى العالمية

فن10-12-2020 | 20:41

تحل اليوم ذكرى ميلاد الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، حيث ولد في 11 ديسمبر من العام 1911، ونغوص في بحر الأعمال الأدبية التي تحولت من أوراق مقروءة إلى مشاهد سينمائية وتلفزيونية محفورة في أذهان الجميع.


ومن أشهر تلك الروايات: زقاق المدق، القاهرة 30، اللص والكلاب، بداية ونهاية، ثرثرة فوق النيل، الشيطان يعظ، قصر الشوق، الطريق، الحب فوق هضبة الهرم، والعديد من الروايات الأخرى.


وأما أشهر الروايات التي تحولت إلى مسلسلات فهي: الباقي من الزمن ساعة، قصر الشوق، بين القصرين، حضرة المحترم، حديث الصباح والمساء، الأقدار، وأفراح القبة.


كما أن تراثنا الأدبي العربي يضم الكثير من الأعمال الأدبية الرائعة، التي لاقت قراءات ومتابعات مستمرة من المهتمين بالأدب وفن الرواية، واستطاعت الرواية العربية إيجاد حيز لها في ساحة الأدب العالمي خلال العقود الأخيرة، وإقناع السينما بتحويلها إلى فيلم، فكان لها تأثيرها البارز على المشاهد، فوضعت بصمتها فى تاريخ السينما والأدب العربي:

- رواية "اللص والكلاب":

الرواية المبنية على قصة حقيقية، وإحدى روائع الأديب العالمي نجيب محفوظ، تحكي قصة "محمود أمين سليمان"، المواطن المصري الذي دخل السجن لأربع سنوات، وحين خرج وجد أن حياته تغيرت تمامًا، فيقرر الانتقام ممن ظلمه، وشغلت هذه الحكاية الرأي العام المصري بضعة شهور عام 1961، ولذلك ألهمت هذه القصة نجيب محفوظ ليدونها بأسلوبه الأدبي، ثم تحولت إلى فيلم بالاسم نفسه.


- رواية "أفراح القبة":

تدور أحداث الرواية خلال حقبة السبعينيات، ويعمل ممثلو الفرقة على المشاركة في مسرحية جديدة تحمل اسم "أفراح القبة"، ويكتشف الممثلون أن أحداث المسرحية تدور حول شخصياتهم الحقيقية في كواليس المسرح، وأن مؤلف المسرحية يعرض أمامهم أسرارهم المشينة التي حدثت بالماضي، ويسعى الممثلون لإيقاف هذه المسرحية الفاضحة لهم، لكن مؤسس الفريق، يصر على استكمال العمل لكي يتطهر من ماضيه، ويجد الممثلون أنفسهم مجبرين على الاستمرار في تمثيل أدوارهم الحقيقية.


- ثلاثية نجيب محفوظ.. "قصر الشوق، بين القصرين، والسكرية":

حازت ثلاثية الأديب نجيب محفوظ على إعجاب الكثيرين، خاصة بعد تحويلها إلى أفلام سينمائية، وتدور أحداثها حول العائلة المصرية في ظل الاحتلال البريطاني، فالشخصية الرئيسية بالروايات الثلاث هي شخصية "السيد أحمد عبد الجواد"، والقصص تتبع قصة حياة "كمال"، ابن السيد أحمد عبد الجواد، منذ الطفولة مرورا بفترة المراهقة والشباب، وصولا إلى سن الرشد.


وأسماء الروايات الثلاث، مأخوذة من أسماء شوارع حقيقية بالقاهرة، وعلى الرغم من أن أغلب أعمال نجيب محفوظ كانت البيئة المسيطرة عليها هي الحارة المصرية، لكن ذلك لم يمنع المخرجين الأجانب من تناول نصوصه الأدبية في أعمالهم وتطويعها لتناسب بيئتهم.


وتستعرض "الهلال اليوم" الأفلام الأجنبية المقتبسة من أعمال نجيب محفوظ، ومقارنتها بالعمل الأصلي:

- "بداية ونهاية" أو "The Beginning and the End":

ألهمت هذه الرواية المخرج المكسيكي أرترو ريبستسين، لتحويلها إلى فيلم سينمائي عام 1993، ولم تختلف الأحداث والشخصيات عن القصة الأصلية، كما جاءت في الفيلم المصري "بداية ونهاية"، الذي كان أول رواية لمحفوظ تتحول لفيلم سينمائي، وشملت القصة أفراد أسرة واحدة ومصير كل منهم؛ "جواما" الذي يغادر بيت الأسرة لينحدر به الأمر إلى قاع المجتمع فيعمل كمطرب وفتوة في إحدى الحانات، وهو محاكاة كاملة لشخصية حسن، وأما الشقيق الأوسط "نيكولاس" فيعمل مدرسا في مدينة صغيرة، ويقطن بغرفة في شقة أرملة ويقع بحبها، وأما والدته فهي دوما تحتاج للمال القليل الذي يبعثه لها.


وشخصية الفيلم الأساسية "جابريللو" الأناني فيفشل في الالتحاق بالكلية العسكرية؛ إلا أنه ينجح بالوساطة في العمل بوزارة الداخلية كمرشد عن النشاط السياسي للطلبة، وأضاف المخرج المكسيكي عددا من التغييرات على شخصية "حسانين"، وأخيرا "ميريا" التي لم تختلف نهايتها التعيسة عن "نفيسة" في رواية محفوظ الأصلية، حيث ينتهي مصيرها إلى الانتحار، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، بل حاز على جائزة الأوسكار الـ67 لأفضل فيلم غير أمريكي.


- "زقاق المدق" أو "Midaq Alley":

جسدت النجمة المكسيكية ذات الأصول اللبنانية سلمى الحايك، أول بطولة لها في عام 1995، وقدمت "لميتا" والتي تناظر شخصية "حميدة" في الرواية الأصلية لمحفوظ، وتدور أحداث الفيلم فى مدينة كبيرة تشتهر بزقاق يسمى "زقاق المعجزات"، وشخصية "سوزانيتا" وهى امرأة عانس تملك عقارا وتحلم بالزواج، وهي شخصية "سنية عفيفي"،


وأما الشخصية الأساسية فهى شابة جميلة تدعى "لميتا" تقع فى غرام "أبيل" الحلاق الذى يذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليجمع ما يكفي من المال كى يستطيع الزواج بها، ولكن عندما يعود "أبيل" يجد أن "لميتا" أصبحت تعمل كفتاة ليل، حيث شابهت أحداث الفيلم المكسيكي النسخة المصرية كثيرا، ولم تختلف شخصيات وأحداث الفيلم في نسخته المكسيكية عن الفيلم المصري، ونال الفيلم 49 جائزة دولية والتي تماثل جائزة "الأوسكار" بالمكسيك.


ونشرت الرواية عام 1947، واسم هذه الرواية أيضا هو اسم لإحدى الحارات المتفرعة من حارة الصنادقية بمنطقة الحسين بحي الأزهر الشريف بالقاهرة، وتدور أحداث الرواية في هذا الزقاق الصغير في أربعينيات القرن العشرين، وصور الأديب الكبير الذي فاز بجائزة نوبل في الآداب عام 1988، الحياة في هذا الزقاق تصويرا أدبيا رائعا كعادته.