الخميس 16 مايو 2024

برلين تستعد لافتتاح قصر يعود تاريخه إلى القرن الـ 15 وسط حالة من الجدل

الهلال لايت11-12-2020 | 13:00

تستعد برلين لإعادة افتتاح قصر يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر خاص بالقيصر آنذاك، وهو الآن يعد تتويجا لإعادة الإعمار المكثفة التي تم تنفيذها في العاصمة الالمانية منذ تحطيم جدار برلين.

كما كان المشروع في الوقت نفسه، من بين أكثر مشاريع المدينة إثارة للجدل.

وقد تم إعادة تصميم وبناء القصر، الذي يجمع في إسلوبه بين فن الباروك والطراز الحديث، و تبلغ تكلفته 677 مليون يورو -818 مليون دولار.

وكان الشيوعيون في ألمانيا الشرقية قاموا بهدم القصر في عام 1950، بوصفه رمزا للنزعة العسكرية الإمبريالية في ألمانيا في الماضي، وبسبب تعرضه لاضرار أثناء القصف في وقت الحرب.

ويُعرف القصر الجديد باسم"منتدى هومبولت"، نسبة للأخوة "هومبولت" في ألمانيا، الذين كانوا من علماء القرن التاسع عشر، و تم الاحتفاء بهم في مجالات العلوم والتعليم.

ومن المقرر أن يضم المشروع الجديد مجموعات كبيرة من اثنين من المتاحف التابعة للدولة، بالإضافة إلى معروضات تصف تاريخ برلين.

ومن جانبه، قال المدير العام للمشروع والمؤرخ الفني، هارتموت دورجيرلوه: سوف يكون /منتدى هومبولت/ حيا جديدا في المدينة".

ويمتد المبنى الجديد - الذي يجمع بين التصميم الداخلي الحديث، مع واجهة على النمط الكلاسيكي الجديد من تصميم المهندس المعماري الإيطالي فرانكو ستيلا - على مساحة 40 ألف متر مربع، ويحظى بدعم من المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ومن سلفها جيرهارد شرودر.

وقد استضافت ميركل ،وهي من المعجبين بشدة بالحضارة الألمانية، بالفعل اجتماعا في المبنى مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عندما كان القصر قد أوشك على دخول المرحلة الأخيرة من إعادة بنائه قبل عامين.

إلا أن الخطة الطموحة لإعادة إحياء القصر، لها العديد من المنتقدين أيضا.

وتساءل المعارضون عما إذا كان إعادة بناء المقر الرئيسي للعائلة المالكة السابقة في برلين، هو حقا الرسالة التي أرادت ألمانيا الحديثة أن تقوم بإرسالها إلى العالم.

وفي الوقت نفسه، أثار الصليب الذي يبلغ ارتفاعه 12 مترا، والذي تم وضعه فوق قبة المبنى في شهر أيار/مايو الماضي، المزيد من الانتقادات.

وكانت الانتقادات ظهرت مؤخرا عقب ظهور الصليب والقبة وكتب عليهما بخط واضح نص من الكتاب المقدس، يدعو إلى خضوع كل الناس للمسيحية.

ومن جانبها، طرحت أمينة المتحف ماهريت كوبكا، في حديث مع وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ)، تساؤلا، هو: "ماذا يعني ذلك بالنسبة لألمانيا كمجتمع متعدد الثقافات ومتنوع، وبمجتمعها بعد الهجرة؟"، مضيفة أن المسيحية أيضا مرتبطة - بشكل وثيق - بالتاريخ الاستعماري.

وقالت: "لقد كانت المسيحية قناة يعمل الاستعمار من خلالها ويتعزز... فقد سُرقت أو دُمرت أشياء، باسم المسيحية من الناحية العملية".

وبسبب الخطر الناجم عن تفشي فيروس كورونا المستجد مؤخرا ، فقد تقرر أن يكون الافتتاح الرسمي لمنتدى هومبولت والمقرر أن يكون في 16 من ديسمبر، عبر الإنترنت، ثم سوف يتبعه افتتاح تدريجي.

ومن غير المحتمل إمكانية الوصول إلى المبنى بأكمله قبل نهاية العام المقبل.

ويشار إلى أن القصر يحل محل مبنى البرلمان الشيوعي في ألمانيا الشرقية، والذي تم هدمه في عام 2005 بعد اكتشاف تلوثه بمادة الأسبستوس. ورغم أنه كان يطلق عليه رسميا اسم "قصر الجمهورية"، إلا أنه كان معروفا باسم "البرلمان المسموم".

وبمجرد افتتاحه، يجب أن يقوم منتدى هومبولت أيضا بدور محوري في الترميم الشامل لقلب برلين التاريخي المحيط بشارع "أونتر دين ليندن".

وسوف يعمل القصر الجديد على زيادة الاهتمام بدور الأوبرا والمسارح، وقاعات الحفلات الموسيقية والمتاحف والقصور والكاتدرائيات العالمية، بالاضافة إلى "جامعة هومبولت" التي سميت أيضا نسبة إلى الاخوة هومبولت، والنصب التذكارية والمباني الإمبراطورية في المنطقة المجاورة.

ويشار إلى أن شارع "أونتر دين ليندن"، الذي كان في يوم من الأيام واحدا من أهم الشوارع في أوروبا، فقد مكانته في السنوات الأخيرة، حيث حلت المطاعم ومحلات بيع الهدايا التذكارية ، محل الحياة الصاخبة سابقا في الشارع الذي كان يعج بالمقاهي والمطاعم المكتظة بالزبائن.

إلا أنه مع الانتهاء من مشروع "منتدى هومبولت" في الوقت الحالي، فإن هناك بعض الاجراءات التي تتم من أجل إعادة إحياء الشارع، الذي تواجه بعض مبانيه الأقل إثارة للإعجاب، خططا لهدمها.

من ناحية أخرى، تم الانتهاء أيضا من أعمال التجديد القائمة منذ فترة طويلة لمكتبة برلين الحكومية القريبة، إلى جانب تجديد واحد من داري الأوبرا في المنطقة.

ومن المقرر أن تبدأ أعمال التجديد في دار الأوبرا الأخرى، قريبا.