الخميس 16 مايو 2024

مجلة أمريكية: ورشة تحنيط سقارة بين أهم 10 اكتشافات أثرية في العشرية الثانية من القرن الـ 21

الهلال لايت11-12-2020 | 14:22

أعلنت مجلة أركيولوجي الأمريكية الشهيرة قائمة أهم عشرة اكتشافات أثرية في العشرية الثانية، 2010-2020، من القرن الـ 21 في عددها الصادر في شهر ديسمبر الحالي.

واعتبر محررو المجلة من علماء الآثار أن اكتشاف أول ورشة تحنيط، الذي حققته بعثة جامعة توبنجن الألمانية بسقارة في يوليو عام 2018، أحد هذه الاكتشافات العشر الأهم.

وأوضحت المجلة، في عددها، " مع أن التحنيط هو أهم الطقوس الدينية المصرية القديمة، إلا أن معلوماتنا عن مكان القيام بها ظلت قاصرة على نصوص برديات ومناظر منقوشة على جدران مقابر، لكن ذلك تغير تمامًا حين كشف علماء الآثار عن مجموعة مباني تؤرخ بالعصر الصاوي-الفارسي أي منتصف الألف الأول قبل الميلاد ".

وأشارت إلى تصريح الدكتور رمضان حسين، أستاذ الآثار المصرية بجامعة توبنجن الألمانية ورئيس البعثة "بأنه يمكن النظر لمجموعة المباني بالكامل على أنها مؤسسة جنائزية تجارية، تُقدم خدمة التحنيط، بالإضافة إلى توفير مكان للدفن والأثاث الجنائزي للمتوفي" .

وذكرت المجلة أن ورشة التحنيط المكتشفة تحتوي على غرفة كبيرة تحت الأرض، ننزل إليها من خلال بئر عمقه 40 قدمًا (13 متراً) استخدمها المحنطون لإعداد جثامين الموتى، فكانوا يضعون الجثث على سرير منحوت في الصخر، لتفريغها من الأحشاء وسحب السوائل.

وعثر فريق الدكتور رمضان حسين بالغرفة أيضًا على أواني فخارية كُتب عليها أسماء مواد التحنيط وتعليمات حول كيفية استخدام كل منها، وعلى سطح الأرض، وعلى بعد أقدام قليلة (متر واحد ) من غرفة المحنط، كشف الفريق عن بئر آخر بعمق 100 قدم (30 مترًا)، يحتوي على ستة مقابر مختلفة عثروا بها على 59 مومياء والقناع الفضي المذهب، وخمسة توابيت حجرية وعدة توابيت خشبية وأواني كانوبية من الألبستر وأواني فخارية والمئات من تماثيل الأوشابتي الصغيرة.

وكان الدكتور رمضان بدري قد وصف كشف ورشة التحنيط والمقابر الملحقة بها، بأنه يلقي الضوء على جانب مهم من عملية التحنيط وهو بعده الاقتصادي، فالتحنيط في جوهره معاملة تجارية بين شخص ما ومحنط، فالمحنط في الأساس هو مهني وكاهن ورجل أعمال.

وقال إننا نعلم من خلال برديات عدة أن المجتمع المصري كان به فئة من الكهنة والمحنطين الذين أبرموا عقودا مع أفراد، تلقوا من خلالها مبالغ مالية وعينية مقابل الإشراف على ترتيبات الجنازة، ومنها القيام بعملية التحنيط وشراء مستلزماته وكذلك تدبير المقبرة والتابوت وكافة الأدوات الجنزية ، مشيرا إلى أن بعثة جامعة توبنجن ستستأنف أعمالها في سقارة في شتاء عام 2020.