يتصدر اليوم مواقع
التواصل الاجتماعي "تريند"، عن وصول الدفعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس
كورونا المستجد من شركة "سينوفارم" الصينية، والذي حسب تصريحات وزارة الصحة،
سيتم توفير هذه الدفعة منه مجانًا للمواطنين.
مع بداية أزمة
الكورونا، بدأت القنوات في عرض فيلم بعنوان "Contagion" أو "عدوى"
من إخراج ستيفن سودربيرج، والذي كان له أثر نفسي كبير على الجمهور في تلك الفترة الصعبة
التي واجهها العالم في التصدي للفيروس، لأنه يتناول أزمة مشابهة تمامًا، عن فيروس يصيب
الجهاز التنفسي، وينتقل عن طريق اللمس والهواء، وبطبيعة الحال كانت الإجراءات التي
اتخذتها الحكومات في الفيلم للتصدي للوباء هي نفس الإجراءات التي اتخذتها دول العالم
في التصدي لكورونا، وهي إغلاق كل أماكن التجمعات مثل المقاهي وصالات الرياضة والمطاعم.
في بداية القرن
التاسع عشر، ضرب العالم وباء "الكوليرا"، جارفًا معه ملايين البشر، الذي
كان من المرجح أن منشأه في شبه القارة الهندية. وحسب محاضرة ألقاها الدكتور سيف النصر
أبو ستيت عن تاريخ الأوبئة في مصر، أن هذا الوباء ضرب القاهرة في أوائل ثلاثينيات القرن
التاسع عشر، تحديدًا في العام 1831، إلى 1947، وكانت هذه هي السنة اللي تفاقم فيها
أنتشار الوباء، خصوصًا في الريف المصري، وقد تناول تلك الفترة تناولًا دراميًا فيلمين
مصريين، أولهما هو "صراع الأبطال" عام 1962 من إخراج توفيق صالح، وفيلم
"اليوم السادس" عام 1986 من إخراج يوسف شاهين.
يتناول فيلم
"صراع الأبطال" أزمة انتشار وباء الكوليرا عام 1948 في الريف المصري، والذي
قتل أكثر من خمسين ألفًا من سكان القرية، ولم يعرف أحد السبب، إلى تم تعيين الطبيب
"شكري".
ويدور صراع بين
الأهالي و"عادل بيه" الإقطاعي، الذي كان يجعلهم يعملون بالسخرة في أرضه،
مستغلًا نفوذه في إدخالهم إلى مستشفى الأمراض العقلية إذا ما اعترض أياً منهم. وعند
تعيين الطبيب "شكري" يحاول معرفة السبب في موت أهالي القرية، ويتوازي مع
ذلك حقد "أم هلال الداية" عليه بسبب قربه من المرضى وحبهم له، لذلك تتفق
مع "عادل بيه" على الإيقاع به.
تزامن مع تلك الأزمة،
أزمة الاحتلال الانجليزي، التي ساهمت بقوة في انتشار الوباء وتفاقمه، حيث كانت تجبر
الأهالي على تناول بقايا الطعام من القمامة، التي هي موطن الأوبئة.
قام الطبيب بتشريح
بعض الجثث، واكتشاف أن السبب في موتهم هو "الكوليرا". وهنا تكلفه السلطة
الإنجليزية بالسيطرة على الأزمة، ويقف معه "عادل بيه" و"الداية أم هلال".
أما فيلم
"اليوم السادس" فيتناول نفس الأزمة، عام 1948، ويسلط عليها الضوء من خلال
قصة "صديقة" التي قامت بدورها الفنانة داليدا.
سافرت صديقة إلى
القاهرة لدفن ضحايا الوباء، بعد قتله لزوجها وجميع أفراد أسرتها، لتكتشف عند عودتها
أن حفيدها قد أصيب به، وهنا تحاول إنقاذه وعلاجه بنفسها، وكانت لديها مهلة 6 أيام،
لأن كل مصابي الكوليرا، كانوا يموتون في "اليوم السادس" من إصابتهم.
قبل نهاية المهلة،
لم يكن حفيدها قد شفى بعد، فتقرر صديقة السفر بالطفل إلى "رشيد" لعلاجه،
ويرافقها في تلك الرحلة "عوكة القرداتي" الذي قام بدوره محسن محيي الدين.
ومع عبورهم النيل، يموت الطفل مع شروق الشمس، في "اليوم السادس".
هناك أفلام مصرية
أخرى تناولت نفس الأزمة، مثل فيلم "الزوجة الثانية"، الذي مر مرورًا سريعًا
على المشكلة وسط الخطوط الدرامية الأخرى. وفيلم "عاصفة على الريف" عام
1941، الذي أخرجه أحمد بدرخان.