الإثنين 20 مايو 2024

ثقافات الشعوب حول العالم| اليوم العالمى لرقصة التانجو فى الأرجنتين

فن11-12-2020 | 19:20

تعد رقصة التانجو واحدة من أشهر الرقصات التى تعبر مكنونات الإنسان بمشاعره المتناقضة والمتضاربة، فتعبر عن تلك الثنائيات المتناقضة التى تحوى فى طياتها الرفض والقبول، والحب والرغبة، فتمثل معنى الحياة بنوازع النفس البشرية، وتجسد معنى  الحياة،وتسُطر بين حركاتها المختلفة لعلاقة الرجل والمرأة.


يحتفل العالم اليوم الجمعة11 ديسمبر، باليوم العالمي لرقصة التانجو، أو كما يطلق عليها رقصة الحب، وتُعد التانجو واحدة من أكثر الرقصات شهرة ونفوذا عبر التاريخ، وكانت نشأتها في القرن الـ18 بالأرجنتين وتحديدًا في العاصمة بوينس آيرس، حتى أصبحت شائعة في أوروبا وأمريكا الشمالية وباقي العالم، وتأتى مصحوبة بموسيقى، وكانت خليطًا متنوعًا من أنماط الموسيقى الأروبية المشهورة فى تلك الحقبة.


كتب "خورخي لويس بورخيس" عن أصل كلمة تانجو واستخدامها للتعبير عن هذا النوع من الرقص إلى التسعينات من القرن التاسع عشر 1890، وفي سبتمبر 2009 إثر طلب تقدمت به الأرجنتين والأوروجواي وهما البلدين اللتين انتشرت بهما الموسيقى والرقصة في بادئ الأمر، أعلنت منظمة اليونيسك أن رقصة التانجو تعتبر جزءًا من «التراث الثقافي الإنساني غير الملموس» في العالم.


بدأت رحلة رقصة التانغو في الأرجنتين حيث بدأت دار السينما والمسرح أوبرا تياترو الموجودة في بوينس آيرس بتضمين التانغو في برامجها، وكانت تعد واحدة من الرقصات الشعبيّة العديدة الممارسة محليًّا، ثم أصبحت شائعة جدًّا في المجتمع الأرجنتيني وتطورت متأثرة بالثقافة الشعبيّة وأساليب الموسيقى والأدوات والتقنيات التي جلبها للمهاجرين الأوروبين إلى الأرجنتين، ولذلك أطلق عيها اسم موسيقى المهاجرين إلى الأرجنتين، لذلك يقام مهرجان سنوي رائع لهذه الرقصة التي تمثل جزءا رئيسا من تراث الأرجنتين، وفيه تقام مسابقات رسمية لاختيار أفضل رقصة من الناحية الفنية وأفضل عرض من الناحية الجمالية.


على مدار ظهور رقصة التانجو وإنتشارها مرت بالعديد من مراحل التطور ففى الفترة ما بين عام (1903-1912 ) هدت التانغو في هذه الفترة أكثر من 1000 تسجل موسيقي صادر، وأصبحت أوراق موسيقى التانغو منتشرة وتباع بكميات كبيرة ووصلت للدول الأوروبية، بحلول عام 1912 سافر الراقصون والموسيقيون الإسبان من بوينس آيرس إلى أوروبا، وكان أوّل عرض للتانغو في باريس وصولًا للندن وبرلين وعواصم أوروبيّة أخرى، وأصبحت التانغو رقصة مشهورة جدًّا في الأرجنتين وانتقلت للطبقات العليا والمتوسطة وصولًا للقصور، وعند نهاية عام 1913 تم تعديل إصدارات رقصة التانغو الموسيقيِّة من قبل نيويورك، في الولايات المتحدة وفنلندا بحيث يكون للرقصة اتصالًا أقل بالجسم عرف Ballroom Tango، وفي عام 1916 تم الاستعانة بعازفي الكمان والبيانو والباس في الأرغواي لتطوين نمطًا جديدًا من التانجو.


ي عام 1917 تم تسجيل أوّل أغنية تانجو شعبيّة من قبل المغني الشعبي كارلوس جارديل Mi Noche Triste ربطت التانجو بالرومانسيّة، وبعد فترة قليلة تم تسجيل الكثير من الأغاني تحت اسم التانجو، وفي عام 1921 ساعدت El Sonido de la Milonga على ظهور التانجو عالميًّا وتقديمه بالشكل الصحيح لكافة العالم، لكن الكثير من الموسيقيين الذين فضلوا عدم ربط التانجو بالموسيقى الكلاسيكيّة والشعبيّة، حيث في عام 1922 تم تشكيل أوركسترا لجعل التانغو نمطًا معقدًا وأنيقًا، وفي عام 1922 تم وضع المبادئ التوجيهيّة والقواعد الأساسيّة لرقصة التانجو في قاعات الرقص باللغة الإنجليزيّة، مما أدِّى لكسب التانجو أنماطًا وقواعدًا متعددة في كافة الدول الاوروبيّة ولغاية اليوم عرفت بأنماط التانجو.


ولرقصة التانجو أنماط عديدة ومتغيرة وفقًا لتغير وتطور النسق الثقافى، وطبيعة الرقصة التى تعتمد فى أحايين كثيرة على الحركات الإرتجالية من تلك الأنواع ومنها : Ballroom tango، Salon tango، Tango nuevo، Uruguayan tango، Finnish tango وأخيرًا Argentine Tango  و يعد أحد أنواع التانغو الأصلية التي تحتوي على جميع العناصر الأساسية لأنماط رقصة التانغو الأرجنتينية التقليدية القديمة والتي تعود للقرن التاسع عشر.

وقد خلدت السينما العالمية لتلك الرقصة من خلال عدة أفلام فمن منا ينسى مشهد الفنان العالمى ألباتشينو  فى فيلم Scent of a Woman، الذى قام فيه برقص "التانجو" كلاسيكية أرجنتينية على أنغام أغنية “Por una cabeza” التي كتبها أشهر شخصية تانجو في الأرجنتين وهو أعمى، مع الفنانة "جابريل أنور"، صل أل باتشينو على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل عن هذا الفيلم"، الذي كانت تدور أحداثه حول عميد جيش متقاعد أُصيب بالعمى في الحرب، وقرر أن يعيش حياته بكل ما فيها.


كما هناك أيَضًا فيلم  TAKE THE LEAD، هذا الفيلم المبني على قصة حقيقية لمعلم الرقص بيير دولين “Pierre Dulaine”, يؤمن المعلم بموهبة تلاميذه المشاغبين ونجد هذا المشهد الجميل للممثل انطونيو بانديراس الذي يظهر براعة كبيرة في رقص التانجو مع الممثلة كاتيا فيرشيلاس Katya Virshilas بطريقة مثيرة غلى أنغام أغنية Así se baila el tango تؤديها المغنية فيرونيكا فيردير.


وفى فيلم THE TANGO LESSON، يحكي قصة كاتبة سيناريو تقع في غرام معلم رقص في باريس, صورةً عن الحياة من خلال التانغو, ففي رقصة التانجو عليك أن تسير كما تسير في الحياة العادية, هذا هو الشيء الوحيد الذي عليك القيام به، وأن تفكر في الشخص الذي يقاسمك الرقصة.


أما فى فيلم UPSIDE DOWN، يحكي قصة شاب يحاول العودة لحبيبته. ويرقصان معًا رقصة تقليدية للممثلة كرستين     Kirsten Dunst مع بابلو فيرون Pablo Verón على أنغام أغنية El último café “القهوة الأخيرة” للمؤلف الموسيقي هيكتور ستامبوني Hector Stamponi بصوت المغني الأرجنتيني روبرتو جوينيتشي Roberto Goyeneche..


وفى فيلم ASSASSINATION TANGO، يحكي الفيلم قصة قاتل مأجور يذهب للأرجنتين حيث يجد الحب والتانغو, وفى أحد المشاهد هناك  رقصة تانجو كئيبة يؤديها الممثل روبرت دوفال Robert Duvall مع الممثلة لوسيانا Luciana Pedraza بعنوان “Last tango with Manuela”.


وأخيرًا فيلم TANGO، الذى تدور أحداثه حول رجل بمنتصف العمر تتركه حبيبته فيحاول ملء الفراغ في حياته بمشروع عن رقص التانجو، وفى أحد مشاهد الفيلم يؤدى كل منا لراقصين العالميين خوان كارلوس كوبيس وسيسيليا ناروفا على أنغام مقطوعة التانغو الشهيرة "لا كومبارسيتا".