صدر حديثًا كتاب أجنحة للتحليق للكاتب محمود عبده حسن عن دار المكتبة العربية للنشر والتوزيع، وعد هذا الكتاب رحلة ممتعة بين روقة الفلسفة وفلاسفاتها الكبار وبين الموروث الثقافى، حيث محاولة الكاتب ملامسة نتاج الفلاسفة أمثال"باولو كويلو"، "روجيه جارودى"، و"تولستوى" وغيرهم من خلال رؤية إسلامية.
أكد الكاتب من خلال تصريحاته للهلال اليوم أن كتابه يتكون من مجموعة مقالات نقدية تم نشرها فى العددي من الدوريات الأدبية والمجلات العربية المتخصصة، كمجلة أخبار الأدب،ومجلة العربى الكويتية،مجلة الوعى الإسلامى أبحرت تلك المقالات فى بحور الفلسفة،عكف على دراسة شخصياتها، وقراءة منجزهم الأدبى، حاول استخلاص رؤيته النقدية لبعض أعمالهم من خلال رؤيته لجوهر الإسلام، فهو يرى أن الأدب العالمى لم يكن بمعزل عن مبادئ الإسلام، وأن بالرغم من محاولات تشويه الإسلام كمعتقد يرنو إلى التضييق فى كل شيئ، والحد من الحريات، ويقف مريديه بأيادى ملطخة بدماء من يختلفون عنهم، فحاول الخوض فى حياة الفليلسوف الفرنسى "روجيه جاردودى" الذى اعتنق المسيحية فى سن الرابعة عشر، وخاض مسيرة طويلة من العلم والدراسة إلى أن حصل على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو.
فى 2 يوليو 1982 أشهر "جارودي" إسلامه، في المركز الإسلامي في جنيف ثم كتبه كتابيه "وعود الإسلام" و"الإسلام يسكن مستقبلنا".
عرف الجمهور العربي والإسلامي جارودي لأول مرة بهذه المناسبة، فسطع نجمه في المؤتمرات والندوات وضيفاً في المنتديات، سبب إسلامه يعود إلى تاريخ 1941 عندما كان سجيناً في الجزائر من قبل النازية الألمان، وكان برفقة 500 مناضل قاموا بعصيان في السجن، فأمر قائد السجن حاملي الرشاشات وقد كانوا من الجزائريين المسلمين، أن يطلقوا النار على السجناء، فرفضوا..ولم يفهم روجيه وقتها سبب رفضهم، وبعد فترة علم من قائد جزائري مسلم أنّ "شرف المحارب المسلم يمنعه أن يطلق النار على انسان أعزل"
أبدى"حسن" إعجابه الشديد بالكاتب البرازيلى" باولو كويلو" والذى كان معروفًا بولعه وشغفه بالعوالم الروحانية، والقراءة فى تاريخ ديانات الشرق، والذى إنعكس فى العديد من أعماله وخاصة رواية" الخيمائى" والى حازت على شهرة واسعة وقت صدورها ،بالرغم من محاولة الناشر التخلى عنها، إلا أنها حققت نجاحًا رائجًا، وتم ترجمتها إلى العديد من اللغات الأخرى، تدور أحداثها حول الراعي الإسباني الشاب سنتياغو في رحلته لتحقيق حلمه الذي تكرر أكثر من مرة الذي تدور أحداثه حول كنز مدفون في الأهرامات بمصر ووراء هذا الحلم ذهب سانتياغو ليقابل في رحلته الإثارة، الفرص، الذل، الحظ والحب، حيث رحلة طويلة فى البحث عن معنى الحياة من منظور مختلف، وقد أشاد بها النقاد وإعتمادها كأحد روائع الأدب العربى.
تأثر"حسن" بالسيرة الذاتية لحياة الكاتب الروسى" ليو تولستوى" وهو واحدًا من عمالقة الأدب الروسى الذى عرف بدوره الإصلاحى الذى يرفض العنف وقد أصل لفكرته من خلال كتابه"مملكة الرب بداخلك"، وهو العمل الذى كان ملهمًا لللوسط الثقافى فى القرن العشرين، وقد تعمق تولستوي في القراءات الدينية وتأثر بحياة النبى محمد (ص) وقال عنه" يكفي محمد فَخْرًا أنه خَلَّصَ أُمَّةً ذليلة دموية مِن مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح أمام وجوههم طريق الرُّقي والتقدم، وأن شريعة محمد ستسود العالَم لانسجامها مع العقل والحكمة "
وقال"حسن" أنه أثناء قراءته لكتاب تولستوى "فى الدين والعقل والاخلاق" تأثر برسالة السيدة "آنا جيرمانوفنا" التى كانت تعيش فى استونيا الشمالية، أرسلتها إلى "تولستوى" تطلب منه المشاركة فى مشروعها الخيرى لصالح مرضى الجذام خلاصة الرسالة عن المعرفة والخلود واخضاع العقل والتامل والحياة والدين والاخلاق"
وأخيرًا صرح "حسن" أن عنوان كتابه" أجنحة للتحليق"يشير إلى رحلة تمتزج بالخيال حيث نحلق فى سماء المعرفة مع العديد من الشخصيات التى كانت لها تأثيرًا كبيرًا فى حياتنا، فقد عايش الكاتب هؤلاء الكُتاب واقترب من عالمهم، تمامًا كما قال "عباس العقاد" اعيش مع الشخصية أعود الى عصرها ووقتها، ليقف الوقت وتزول الأزمنة"