الثلاثاء 30 ابريل 2024

اليوم.. ذكرى رحيل فريدريش هيبل

فن13-12-2020 | 12:46

ولد فريدريش هيبل في فيسلبورن في الثامن عشر من مارس عام 1813، وكان أبوه بناء، وبعد موت الأب في عام 1827 التحق هيبل بالعمل لدى الفوجت مور، تدرج لديه في العمل من صبي مراسلات حتى أصبح كاتبا، وكانت أحواله في تلك الفترة متواضعة. حتى أنه توجب عليه مشاركة مكانا للمبيت مع أحد العمال، وخلال تلك الفترة التي قضاها لدى الفوجت، كان بمقدور هيبل الذي كان محبا للقراءة، أن يقرأ ما شاء من الكتب من مكتبة الفوجت، وفي غرفة كتابته الرسمية كتب أولى قصائده التي نشر بعضها في مجلة Eiderstedter Boten.


وقد لفت إليه اهتمام أمالي شوب التي كانت تصدر إحدى المجلات وكان هيبل ينشر فيها قصائده بالتتابع، وقد ساعدته ماديا وأحضرته إلى هامبورج، حيث عمل في الاتحاد العلمي لسنة 1817، وفي هامبورج تعرف على إليزه لينسنج، التي أحبها وساعدته هي بكل ما لديها، وفي 1835 بدأ في كتابة مذكراته.


وبفضل منحة دراسية انتقل هيبل إلى هايدلبرج في عام 1836، حيث كان يحضر أحيانا محاضرات قانونية، وكان في نفس الوقت يعيش في فقر شديد، وهناك تعرف على إميل روسو، وبدأ في رحلة على الأقدام عبر شتراسبورج وشتوتجارت وتوبنجن حتى ميونخ، حيث أقام عند النجار أنتون شفارتس، وكان هذا النجار هو الشخصية الأصلية الذي صنع منها هيبل شخصية النجار أنتون في مسرحية ماريا ماجدالينا، وكان يحضر أيضا محاضرات يوزف جوريس أحد أتباع الحركة الديمقراطية.


وفي عام 1838 كان هيبل ما زال مقيما في ظروف فقر سيئة لدى النجار، لكنه أحب لمدة قصيرة ابنته يوزيفا Josepha التي كان يسميها بيبي Beppi، وبرغم ذلك فقد عاد في عام 1839 سيرا على الأقدام وبدون طعام لمدة أسبوع وحاملا كلبه العزيز لديه، من ميونخ إلى هامبورج مرة أخرى، حيث رقد في الفراش بعد إصابته بالتهاب رئوي، واعتنت به إليزه لينسنج فوقف على قدميه مرة أخرى. وأنجب في العام التالي ابنه الأول ماكس.


وبداية من عام 1843 تغيرت حياة هيبل بصورة جذرية، فقد بدأ من ناحية يعاني من روماتيزم المفاصل، ومن ناحية أخرى فقد فتحت أبواب العالم أمامه من خلال منحة دراسية لمدة سنتين من الملك الدانماركي كريستيان السابع، فسافر للمرة الأولى إلى باريس حيث تعرف على هاينريش هاينه وأرنولد روجه، وهناك ربطته الصداقة مع فيلكس بامبرج، وكان يعاني المشاكل مع إليزه التي حملت منه وكان يراسلها، وفي تلك الظروف بدأ كتابة مسرحيته التراجيدية ماريا ماجدالينا التي اتمها في 1843، ومات في أثناء ذلك في هامبورج ابنه الأول ماكس.


وفي عام 1844 ولد له الابن الثاني إرنست، وفي العام التالي زار نابولي ثم عاد في الخريف إلى روما، ثم سافر عبر أنكونا وتريست وجراتس حتى وصل أخيرا إلى فيينا. وقبل أن يعاود السفر أحاط به بعض المعجبين النمساويين وقرروا مساعدته وإخراجه من أزمته المالية الجديدة التي كان يعاني منها، فتحسنت حالته وقرر البقاء في فيينا وإلغاء فكرة السفر مجددا.


وفي فيينا حيث عاش هيبل منذ ذلك الوقت حتى نهاية حياته، تزوج من الممثلة كريستينه إنجهاوس في عام 1846 وأنجب منها ابنه إميل وابنته كريتسينه، وقد أمن الزواج له حياة رغدة وآمنة ماليا، مما أتاح له أن يتفرغ كليا للإنتاج الأدبي، فكتب مسرحيات من بينها أجنس برناور وجيجس وخاتمه والنيبيلونجن، غير أن عمله الأكثر نجاحا حتى يومنا هذا فهو مسرحيته ماريا ماجدالينا التي كتبت في عام 1843، وفي فيينا حصل هيبل على التقدير من الشعب لأعماله الأدبية، وكان أول من منح جائزة شيلر حديثة الإنشاء آنذاك.


وخلال حياته كلها كان هيبل ملتزما اجتماعيا وسياسيا، فقد كان من مؤيدي ثورة 1848، لكنه اتخذ موقفا مؤيدا للملكية في موضوع إصلاحات الحكومة للمملكة، وفي عام 1849 ترشح -ولكنه لم ينجح- لعضوية الجمعية الوطنية في فرانكفورت، رغم أنه كان معارضا دائما للإصلاحات الديمقراطية الجذرية.


وفي أعماله يصف التراكمات المأساوية للأحداث ويتخذ من المشاكل الاجتماعية في عصره موضوعا، وبكلمات واضحة فقد أعرض عن الإنتاج الأدبي لمعاصره أدالبرت شتيفتر، فلم ير فيه إلا قصائد رعوية فارغة المعنى.


مات فريدريش هيبل في الثالث عشر من ديسمبر عام 1863 في فيينا عن عمر يناهز الخمسين عاما، وكان يعاني بازدياد في عامه الأخير من الروماتيزم.


من أعماله: يوديت 1840، جينوفيفا 1841، الماسة 1841، ماريا ماجدالينا 1843، أنا 1847، مأساة في صقلية 1847، يوليا والملك بيتر 1847، هيرودس وماريامنه 1848، أجنس برناور 1851، صور من حياتي 1854، جيجس وخاتمه 1854، الأم والطفل 1857.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa