تحل اليوم، ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي كارلو جوتسي، والذي يعد واحدًا من أبرز كتاب المسرح بإيطاليا في القرن الثامن عشر الميلادي.
وكانت لجوتسي، أعمال متميزة بالرغم من رأي كثير من النقاد في مسرحه، ووصفه بأنه مسرح شعبي، ويخضع لقواعد النزوات والأهواء والفنتازيا، ويخلط التراجيدي بالكوميدى والواقع بالخيال.
ولد جوتسي في مدينة البندقية بإيطاليا، لأسرة أرستقراطية، ومع تغير أحوال الأسرة وانتقالها من الثراء الفاحش إلى الإفلاس، اضطر إلى ترك تعليمه؛ ليعيش حياة التقشف والفقر، وكان معروفًا عنه حبه وولعه بالأدب، وكان يقرأ منه وينهل دون كلل، فكتب بعض المسرحيات التي تراوحت بين الشعر والنثر، وكانت وفاة أبيه لها بالغ الأثر في نفسه وخاصة بعد تردي أحوال أسرته الاقتصادية، وتهافت إخوته على تقسيم ما تبقى من ثروة أبيه التي فقدها، فابتعد عن أسرته وهو يكن في قرارة نفسه مشاعر السخط على المجتمع وعلى ما آلت إليه أسرته.
وارتاد جوتسي المسارح في محاولة للترفيه عن روحه المنهكة، وخالط فناني الكوميديا المرتجلة، وبدأ يكون صداقات جديدة في مجمع غرانلسكي، وهو وسط أدبي فلسفي علمي، وسعى إلى إحياء المدرسة الكلاسيكية التي قض عليها أتباع التيار الباروكي، وساعده أعضاء هذا التيار، وأصبح واحدًا منهم، وكان هدفهم المحافظة على لغة البلاد من التأثر باللغات الأخرى الدخيلة على البلاد كالفرنسية وغيرها.
وهاجم جوتسي، عقائد ومبادئ عصر التنوير، فقد كان يؤمن بالمدرسة الكلاسيكية، ويعى حقوقه جيدًا، وسعى لأداء واجباته باهتمام شديد، ولذلك تم تصنيف جوتسي واحدًا من أبرز الكُتاب المحافظين.
وبدأ كارلو جوتسي، في كتابة هجاء لمسرح "كارلو جولدوني"، و""والتر كيارى"، فبدأ يكتب قصيدة "مركب التأثيرات الوافدة" عام 1757، وهي عبارة عن تقويم شعري يُنبئ بوصول سفينة إلى البندقية على متنها مسرحيات رديئة، يتبعها هجاءات أخرى تناهض تيارات المجتمع الحديثة كان أشهرها "مارفيزا غريبة الأطوار"، وهي قصيدة بطولة هزلية وصفها جوتسي، بأنها "لوحة تاريخية عن وطن أفسدته أخلاق المجتمع".
وفي عام 1762، كتب جوتسي، مسرحيته الشهيرة "الأميرة توراندوت"، والتي حولها جاكومو بوتشيني إلى أوبرا، ثم حاول جوتسي التقرب من جمهوره أكثر فحاول الاقتباس من مسرح الفروسية الإسباني لكنه فشل، ولا يذكر من تلك الفترة سوى مسرحية "عقاقير الحب" التي كتبها عام 1777، والتي أثارت الجدل كثيرًا حولها في الوسط الثقافي.
ومن أشهر أعمال كارلو جوتسي: "حب البرتقالات الثلاث"، "الملك الوعل"، "تراندوت"، "المرأة الأفعى"، "المتسولون المحظوظون"، "الوحش الأزرق" و"الطائر الأخضر".
وتوفي كارلو جوتسي في إيطاليا، 4 أبريل 1806، تاركُا ورائه أعمالاً أدبية بارزة.