قال في جلسة من الجلسات الطبيب النفسي: شعر زوجتي العزيزة يغمره اللون الأبيض على الجانبين.
كنت أتوقع عكس نصيحتها الدائمة لي ألا أتوقع شيئاً أن هذا سيزعجها مثل الأخريات ولكنها كانت تحبه يبدو هذا غريب ولكنها كانت تحبه.
كان يذكّرني هذا كل يوم كم أخذت منها أيامًا وشهوراً وسنوات يذكرني أيضاً بالمعارك التي تخوضها زوجتي بإستمرار مع الحياة ومعي عندما أتهاون في صحتي.
كان شعر زوجتي يحدثني كل شعرة بيضاء لها قصة أخذت من روح زوجتي وطاقتها إلى الحد الذي جعل شعرها أبيض من الجانبين.
كنت دائماً اتسأل هل تتذكر زوجتي كل الأسباب التي تؤدي الي بياض شعرها الناصع الذي يشبه قلبها الطيب الطفل؟.
ولو كان هذا يذكرها ماذا عساها أن تفعل في هذه الذكريات المؤلمة؟.
كيف تواجه هجمات الذكريات المؤلمة داخلها؟.
هل تشعر زوجتي بالألم؟.
ماذا تشعر عندما تسترجع كل لحظات الألم وهي تواجه شعرها الأبيض الجميل في المراية؟.
ولماذا تلتزم الصمت كثيراً عندما تتذكر أسباب شعرها الأبيض الذي يضئ حياتي؟.
كنت أتمنى أن أتدخل في هذا أن أنزع كل هذا الألم منها ويعود شعرها غامق ولا تتذكر أي شئ يؤلمها ولكن هذا الأمر ليس بمقدوري ليس بمقدوري إلا أن أحترم صمتها وهجمات الوجع المرعبة عندما تتذكر.
أتمنى ألا أكون سبب يوم ما في زيادة شعرة بيضاء لزوجتي العزيزة وأن تدرك أنني أحبها بكل ما تحمل من عيوب ومميزات وشعر أبيض جميل.