رسالة الاسماعيلية : محمود الرفاعى - محمد نبيل
اختتمت مساء الأحد الماضى فعاليات الدورة التاسعة عشرة من مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، بعد أن كان مقررا أن تختتم مساء اليوم الثلاثاء ولكن استعدادات المحافظة باحتفال ذكرى تحرير سيناء حالت دون ذلك، ووضعت جدول المهرجان تحت ضغط مما انعكس على تكثيف فاعلياته وانشطته، وحيث كدست عروض وندوات المهرجان فى خمسة أيام بدلا من سبعة.
افتتاح المهرجان الذى أهدى دورة العام الجارى إلى المخرج محمد كامل القليوبى والناقد سمير فريد، أقيم يوم الأربعاء الماضي بحضور الكاتب الكبير حلمى النمنم وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وعدد كبير من القيادات التنفيذية والسياسية والشعبية فى حضور إعلامى عريض وغياب تام للفنانين على خشبة مسرح قصر ثقافة الإسماعيلية، وحظى فيلم الافتتاح الإسباني "ما وراء الفلامنكو" للمخرج الكبير كارلوس ساورا، بإشادة واسعة، وهو فيلم تسجيلي تدور أحداثه في 90 دقيقة حول تذوق نوع آخر من الموسيقي والرقص الفلكلوري الإسباني يسمي «جوتا».
الناقد والمخرج الكبير هشام النحاس حاز على تصفيق حار أثناء تسليمه درع المهرجان، وأعرب عن سعادته بتكريمه وسط أهله فى بلده مصر، بعد أن أعطى عمره كله للأفلام القصيرة وشارك فى تأسيس مهرجان الإسماعيلية ، وأهدى التكريم لزوجته التى تحملت معه الكثير، فيما أكد وزير الثقافة خلال كلمته أن هذا الحدث لم يكن ليستمر لولا إصرار الدولة على دعم الفن والسينما بشكل عام، مشيرا إلى أن العمليات الإرهابية لن ترهبنا حيث تستمرالحياة رغما عن تجار الموت، وشدد محافظ الإسماعيلية على أن المهرجان يبعث برسالة قوية للعالم مفادها أن مصر بلد الأمن والثقافة.
رئيس المهرجان الناقد عصام زكريا اكتفى بإهداء الدورة لأرواح الشهداء دون الوقوف دقيقة حدادا كما كان مقررا، وأعرب خلال كلمته عن تقديره لكل شخص شارك فى ظهورهذه الدورة للنور، وأعقب هذه الكلمات تقديم لجنة التحكيم الدولية والتى ترأستها الإسبانية مارجريتا جرجيورى.
ورشة التدريب
ومن أبرز الفعاليات التى أقيمت على هامش الفعاليات كانت ورشة "الميديتالون" التى أقيمت على مدار يومين بالاشتراك مع كل من "ماجالى نيجرونى" خبيرة السيناريو و"ديديه بوجار" مؤسس الميديتالون.
وحاضر فيها السيناريست المغربي جمال بلماحى، والذى أوضح أن المشاركين التزموا برسم الشخصيات بناء على القواعد التي يتم من خلالها بناء السيناريو، وتحدث عن بناء ورسم الشخصيات من خلال خبرته السينمائية فى كتابة السيناريو، وأن البناء يتم من خلال عمل الشخصيات واعتماد السيناريو على فكرة الصراع من خلال البطل الرئيسي فى السيناريو ومدى مواجهته لهذا الصراع طوال مسار الفيلم وخاصة مواجهته لشخصية عدو البطل (هى الشخصية التى دائما ضد البطل طوال أحداث القصة).
كذلك تساءل بلماحى لماذا نحتاج البناء فى السيناريو ؟! لكى تكون الأحداث مرتبة ومسلسلة منطقيا، وذكر أن البناء ليس عمل أجزاء من العمل كأول وثان وثالث، وإنما إذا تناول السيناريو أكثر من محور، فإن التناول فى أى جزء يعتبر البناء الجيد والسليم للسيناريو، كذلك تحديد نوع البناء حيث يختلف بناء فيلم كوميدى عن بناء فيلم بوليسي أكشن وكذلك اختلاف الشخصيات والأحداث وكذلك تحدث بلماهى عن ماهىة القصة وأهميتها فى سرد الأحداث وكيفية بناء الشخصيات خلفيات الشخصية الدرامية واشترك بالورشة ايضا مؤسس الميديتالون "ديديه بوجار.
وهذه الورشة مدعومة من كل من المركز القومى للسينما بفرنسا، اتحاد الكتاب الفرنسى، مقاطعة كوت دازيور، جمعية الفيلم بورزازات بالمغرب، المركز القومى للسينما بالجزائر وحديثا المركز القومى للسينما بمصر واتحاد الفنانين العرب.
جودة أفلام التحريك
الدورة احتضنت 115 فيلما يمثلون 40 دولة عربية وأجنبية وتحت إشراف المركز القومي للسينما برئاسة دكتور خالد عبد الجليل رئيس المركز ومستشار وزير الثقافة لشئون السينما، وجاءت أفلام التحريك فى المرتبة الأولى من حيث الجودة وكان عليها إقبال ملفت للانظار، خاصة وأن أغلب أفلام المسابقة التسجيلية الطويلة والقصيرة كانت تعرض بدون ترجمة عربية، ولكن دعاية كبيرة زينت ميادين وشوارع محافظة الإسماعيلية، بأكثر من 100 لافتة.
تم عرض أفلام "الصمت" من لبنان، "حياتي التي لا أريدها" من ميانمار، ضجة فظيعة "أيرلندا"، مساحة فارغة "استونيا"، نفق ابيض "تايوان"، الخادم، ضوء البصر "إيران"
وحضر الندوة التى أعقبت العروض المخرج اللبناني شادي عون مخرج فيلم الصمت والإيرلندي بيل اجينوك مخرج فيلم ضجة فظيعة إضافة لعدد من جمهور مدينة الإسماعيلية
وفي البداية قال شادي عون "إن هذا الفيلم اشتغلت عليه بمفردي في كل مراحل إنتاجه عدا مرحلة الصوت التي شاركني فيها صديق"
وأضاف "أن أفلام التحريك في الشرق الأوسط أمامها مستقبل جيد في الفترة الحالية عكس السنوات السابقة حيث إنه هناك نهضة في هذا المجال في لبنان والأردن وتونس وغيرها، ولكن الغريب أن مصر متأخرة في هذا المجال نوعا ما بدون أسباب واضحة"
وحول استخدامه للرقص كوسيلة للتعبير عن الرفض في فيلمه قال عون " إنني أحب الرقص للغاية هذا هو السبب الأول والثاني أن الرقص به الحركة والطاقة وهما أكثر وسيلتي تعبير عن الرأي جذابتين وذات فاعلية في رأيي.
وحول استخدامه لوني الأبيض والأسود فقط في فيلمه قال "السبب بسيط أنا أعاني من عمى ألوان بشكل كبير لذلك استخدمت ما أراه"
ومن جانبه قال المخرج بيل اوكونور "إن الفيلم هو إحياء لذكري مرور مائة عام للأحداث التي عرضت في الفيلم لأنه مستوحي من أحداث حقيقية
وأضاف "أنه استخدم التسجيل الصوتي لكسر الفكرة السائدة حول فكرة البطل المتعارف عليها في السينما، حيث إنه لم يفعل أي شيء سوى أنه جلس في مكان عمله يأكل البسكويت".
وردا علي سؤال حول سر العلم المكتوب عليه "هيلجا" أجاب أنه كان علم أحد الفصائل المسلحة التي كانت مسيطرة على أيرلندا وقتها، وحول تكلفة إعداد الفيلم قال إنها سبعون ألف يورو"
وحول الشخصية التي شاهدناها في نهاية الفيلم قال "إن هذه الشخصية عملت كقناص وكان له دور في الحروب التي دارت بعد ذلك في أيرلندا واستخدامه للمشهد الحي في فيلم التحريك جاء كنوع من السخرية من فكرة البطولة"
فيما أقيمت يوم الخميس ورشة الرسوم المتحركة علي هامش الدورة التاسعة عشرة لمهرجان الإسماعيلية برئاسة الناقد عصام زكريا وبالتعاون مع جمعية الرسوم المتحركة برئاسة الدكتورة رشيدة الشافعي حيث تضمنته ورشة تحريك مجسمات للمخرجة زينب مصطفى،
وورشة ماريونيت عرائس للمخرجة نوال مصطفي وورشة ماسكات وعرائس لمخرجة العرائس إيمان فكري.
أقيمت أيضا ندوة عقب عرض الفيلم المغربى "خلف الجدار" بحضور مخرجته كريمة زبيرو التى قالت إن فيلمها يعتمد على المزج بين الروائي والتسجيلي وبدأت فكرته من وحي بيئتها في المغرب وتحديدا في الدار البيضاء حيث توجد العديد من الاحياء الصفيحية داخل المدن وقد قررت الحكومة بناء جدار او حاجز لإخفاء تلك الأحياء، وهذا أراه نفاقا اجتماعيا وسياسيا لانه ليس حلا جذريا لتلك المشكلة، بل إنه خلف هذا الجدار قد تشتعل ثورة خاصة في ظل الأوضاع الاجتماعية والمعيشية السيئة
وحول المزج بين التسجيلي والروائي، قالت إنها انطلقت من الفيلم الوثائقي في البداية ولذلك هي متأثرة كثيرا بالسينما التسجيلية في أفلامها الروائية القصيرة.
وأضافت كريمة ردا على سؤال حول من أين اتت بحبكة فيلمها قالت: من خلال بحثي عن المكان وجدت العديد من القصص، واستخدمت عددا منها في حبكة فيلمي خلف الجدار، منها قصة الأطفال الصغار الذين يقطعون السكة الحديدية 4 مرات يوميا وهو للمصادفة نفس عدد مرات ذهاب الأطفال في مثل عمرهم للمدرسة.
وحول كيفية التصوير في المغرب والتصوير في الشارع قالت إن الأمر في المغرب معقد للغاية، حيث إنه لابد من الحصول على رخصة تصوير من الشرطة والعديد من التصاريح، وتجنبا للمشاكل قمت بقطع العديد من المشاهد منها مشهد مرور موكب مسئول من أمام الحي الصفيحي، وعلى الرغم من ذلك تعرضنا للعديد من المضايقات من الشرطة المغربية..