«بول إيلوار».. صاحب أشهر قصيدة تتغنى بالحرية
ولد إيلوار الشاعر الفرنسي في سانت دونيس بفرنسا في 14 ديسمبر عام 1895، كان ينتمي لأسرة من الطبقة المتوسطة، وقد كان والده يوجين كليمنت جريندل يعمل محاسبا، ووالدته جين ماري كوزان تعمل في الخياطة للمساهمة في دخل الأسرة.
كان بول الطفل الوحيد لعائلته، حيث قضى طفولته في أماكن متعددة حتى انتقل والديه إلى باريس عندما بلغ من عمره 12 عاما، وهناك بدأ دراسته الابتدائية، إلا أنه توقف عن الدراسة عندما أصيب بمرض رئوي حاد، مما اضطره للانتقال إلى سويسرا لتلقي العلاج، وأمضى هناك حوالي عاما ونصف العام، وأبدى إيلوار اهتماما كبيرا في الشعر خلال فترة تواجده في سويسرا لتلقي العلاج.
عاد بول إيلوار إلى باريس بعد خروجه من المصحة، والتحق بالجيش خلال الحرب العالمية الأولى، لكنه تعرض للغاز السام فدخل إلى المستشفى إثر ذلك الحادث، وقضى فترة وجوده داخل المستشفى يقرأ الشعر آرثر رامبو، وبالرغم من أن معاناته كانت واضحة من خلال كتاباته، فقد تميز إيلوار بنظرته المتفائلة الواضحة ورغبته القوية في تغيير العالم وتخفيف المعاناة حوله، حيث قام إيلوار بنشر قصيدة "الواجب والقلق"عام 1917، وعبر عن السلام من خلال قصائده حيث أصدر "قصائد من أجل السلام"عام 1918، وكان واحدا من أكثر من سبعين مجلدا نشرها في حياته.
نشر بول إيلوار أيضا "لا تموت لكي تموت" عام 1924، ولكنه اختفى بعدها في مارس 1924، حيث اعتقد الناس أنه توفي، إلا أنه هرب حينما انتشرت الشائعات حول وجود علاقة حب بين زوجته جالا وماكس إرنست؛ سافر حول العالم لمدة سبعة أشهر وإنطلق من مرسيليا إلى تاهيتي وأندونيسيا ثم إلى سيلان وبعدها عاد إلى فرنسا.
خلال فترة تواجد بول إيلوار في باريس، التقى بالعديد من الكتاب الشباب منهم أندريه بريتون، لويس أراجون، وفيليب سوبو، الذين كانوا ناشطين ضمن الحركة الدادائية، ثم اتجهوا فيما بعد نحو السريالية، فانضم إيلوار إليهم ووقع على بيان السريالية الأصلي.
تميز النصف الأخير من حياة إيلوار بالالتزامات السياسية، فقد تأثر بالحرب الأهلية الإسبانية وجدد التزامه بالشيوعية، كما تخلى عن السريالية نهائيا في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، وخلال الحرب العالمية الثانية كتب أول مجموعة شعرية نشرت في فرنسا المحتلة بعنوان "الكتاب المفتوح" في الفترة ما بين 1940-1942.
وأسقط سلاح الجو الملكي البريطاني نسخا من قصيدته "الحرية" في أوروبا كجزء من حملته الدعائية لمناهضة النازية، كما قامت المحطات الإذاعية الموالية للحلفاء ببث بعض من قصائده، وبعد إنتهاء الحرب أصبح إيلوار سفيرا ثقافيا يسافر على نطاق واسع في أوروبا، لكنه لم يحصل على تأشيرة دخول للولايات المتحدة لأنه كان شيوعيا، وقام بنشر كتابه الأخير بعنوان "طائر الفينيق"عام 1951، حيث توفي في شارنتون لو بونت بباريس في 26 نوفمبر 1952، نتيجة تعرضه لنوبة قلبية.