أعلن المهرجان القومي للمسرح المصري، عن أسماء الفنانين، الذين سيكرمهم، في دورة العرفان بالجميل لرواد المسرح المصري، والتي تحمل عنوان "دورة الآباء"، وبينهم أشهر بربري عرفته السينما المصرية الكوميديان الكبير علي الكسار، الذي رحل عن عالمنا قبل أكثر من 60 عامًا.
وقضى الكسار نحو نصف قرن محبًا مخلصًا للفن، ولم يكن يعرف قبلها أن الشخصية التي ابتكرها في مسرحيته "حسن أبو علي سرق المعزة" ستغير حياته وترتبط به، حتى أن البعض بات يلقبه بـ"أشهر أول أول بربري في مصر" بسببها، ولكثرة تقديمه لها في مسرحياته أو على شاشة السينما.
وعرف الكسار طريقه إلى عالم الفن بعدما فشل في امتهان نفس مهنة والده "سروجي أحذية"، وكذلك لم يحب كثيرا الاستمرار في العمل مع خاله في مهنة الطهي وكسفرجي، وكانت الفترة التي قضاها في عمله الأخير سببا من أسباب تعرفه على مجموعة من أهل النوبة، وإعجابه بهم وبطريقة حديثهم، فاختزنها، حتى جاءته الفرصة ليخلق بها شخصية الخادم البربري عثمان عبد الباسط.
وكوّن الكسار عام 1916 مع الكاتب أمين صدقي فرقة مسرحية تحت اسم "جوق أمين صدقي وعلي الكسار"، نافست أعمال نجيب الريحاني، الذي كانت أعماله ملء السمع والبصر في ذلك الوقت، كما أسس بعد ذلك فرقة حملت اسمه وذلك عام 1925، وحققت نجاحات كبيرة، واستعان فيها بعدد كبير من الفنانين ونجوم زمن الفن الجميل.
وفي حوار إذاعي نادر لعلي الكسار ربما هو الوحيد الذي يتواجد في ذاكرة ماسبيرو، أداره المذيع علي فايق زغلول، تحدث الكوميديان الكبير عن بداياته، قلائلًا "بدايتي كانت سنة 1908 في محل كان اسمه دار التمثيل الزينبي في المواردي، صاحبه فؤاد السويسي والذي كان تاجر أقمشة"، مؤكدًا أن أماله وقتها كان تتلخص في أن يصبح ممثلا جيدًا يحبه الجمهور، وهو ما وصل إليه، لذلك لا يهمه أنه لم يجن ثروة كبيرة رغم الشهرة والنجاحات التي وصل إليها.
وكشف عن السبب الذي جعله يتربط بتقديم الشخصيات الفكاهية دون غيرها، خاصة عثمان عبدالباسط: "كنا في كازينو بعماد الدين بنشتغل عند واحدة اسمها مدام مارسيل، وقدمنا رواية اسمها (حسن أبو علي سرق المعزة) وفكرت أعمل شخصية البربري الخفيفة اللطيفة، ونالت استحسان الجمهور وبقى يتحاكى بألفاظها، مسكت فيها على طول واستمريت في تقديمها".
وبعد 12 عامًا من عمله في المسرح، دخل الكسار عالم السينما، لكن من بوابة الفيلم القصير، وقدم مع أمين صدقي فيلمًا صامتا بعنوان "الخالة الأمريكانية" عام 1920، ووصل رصيده السينمائي أكثر من 30 فيلمًا، بينها كبطل أول: "بواب العمارة"، "خفير الدرك"، "سلفني 3 جنيه"، "ألف ليلة وليلة"، "علي بابا والأربعين حرامي"، "نور الدين والبحارة الثلاثة"، قبل أفول نجمه ومشاركته في عدد من الأفلام بأدوار ثانوية، مثل "رصاصة في القلب"، "لست ملاكًا"، "صاحبة العمارة"، "على أد لحافك"، "قلبي على ولدي".
ورغم أنه قدم عددًا كبيرًا من المسرحيات، لكن عدم تسجيلها أو تصويرها، كان سببا في ألا تصل إلينا أي منها، ليتذكره الجمهور فقط من خلال أعماله السينمائية.