الثلاثاء 7 مايو 2024

عبدالله النديم.. ساعده وقوفه على المسرح في التخفي 10 سنوات

فن15-12-2020 | 18:28

يكرم المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثالثة عشر عدد من رواد المسرح المعاصر من خلال وضعهم على البوستر الخاص به، ومن ضمن هؤلاء الرواد عبدالله النديم، فالمعروف عنه بأنه  أحد أبرز أدباء وشعراء مصر وعُرف بخطيب الثورة العرابية.

 

وترجع علاقة عبد الله النديم بالمسرح والتي ذُكرت في مسرحية كتبها السيد حافظ عنه أنه عندما أسس مدرسة يدرس فيها العلوم والأخلاق و الأدب والتمثيل والخطابة،  قوبل ذلك بالرفض من مجلس الإدارة الذي قال له  "قال إيه النديم بيعلم الأولاد التمثيل والخطابة..تمثيل وتقليد وخطابه والله حرام"، مما أثار  غضب النديم ودفعه لتقديم استقالته مردداً "الفن مش حرام والتمثيل مش حرام مادام بيصحي الناس.. وأنا نفسي الناس تصحى بالطبلة والزمارة والضحكة.. الناس لازم تفهم".

 

فكان لعبد الله النديم تعريف خاص وضعه للمسرح وهو أن المسرح  (فن بديع يقوم على تهذيب وتوسيع أفكار الأمم.. وإخبارهم عن الوقائع التاريخية والتخيلات الأدبية وهو يقوم مقام أستاذ يقف أمام تلامذته يلقنهم العلم بما تألفه نفوسهم وتميل إليه طباعهم .. وقد رجع هذا الفن إلى العرب منذ القدم ثم نقله عنهم الأوروبيون عند مخالطتهم لهم في الأندلس والشام).

 

 استمد النديم ثقافته المسرحية من خلال متابعته لمسرح "يعقوب صنوع" و "مسرح سليم النقاش" والذي شكل أحد الفرق الشامية التي كانت تقدم عروضها في مصر، ثم قرر أن يكتب للمسرح بنفسه و بدأ "بمسرحية الوطن وطالع التوفيق" التي كُتبت بالعامية، وحضرها الخديوي حيث كانت موجهة إليه في محاولة للنديم أن يعكس المساوئ الموجودة في المجتمع المصري من فساد و ظلم و إهانة يتعرض المصريون إليها من خلال الرشوة وجمع الأعمال ، ووجه النديم فيها رسالة إلى الخديوي بأن الأمل بين يديه مما تم اعتباره مدح للقصر بينما  كان المقصد الرئيسي للنديم هو مقصد إصلاحي بالدرجة الأولى وذلك ينبع من إدراكه في هذا الوقت أن الخديوي هو المتحكم في الأمور، وتجنباً لمحاربة المستعمر و الخديوي في نفس الوقت.

 

وقد ساعد التمثيل  النديم في التخفي، عندما تم القبض على كل من شارك في الثورة العربية،  ولكنه هو الوحيد الذي  استطاع أن يختفى لمدة 10 سنوات وساعده في ذلك براعته وموهبته وإتقانه للتمثيل وتقمصه لأدوار عدة شخصيات من أقطار مختلفة، والتحدث بلهجة كل شخصية وارتداء ثيابها، والتحكم في إطالة لحيته أو تقصيرها أو تلوينها.

 

ويذكر الكاتب الكبير أحمد أمين في كتابه "من زعماء الإصلاح" أن سلطان باشا (والد هدى شعراوي) ورياض باشا رئيس الحكومة في ذلك الوقت قد رصدا مكافأة كبيرة لمن يرشد عن عبد الله النديم والعقوبة القصوى لمن يخفيه، وها هو ذا أول مرة يذهب إلى بولاق، ويتخفى عند صديق له عدة أيام، فيخرج وقد لبس زعبوطاً أحمر وعمامة حمراء، وربط عينيه بمنديل وأطال لحيته وامسك عكازاً طويلاً، وتصنع أنه من مشايخ الطرق الصوفية، ونزل في سفينة مع خادمه حسين – الذى كان أمياً – إلى مدينة بنها فلم يفطن له أحد. 


    Egypt Air