رفعت سياسات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وتيرة دعوات المعارضة في
البلاد لإيجاد بديل له والإطاحة به خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد دخول
تركيا في نفق مظلم بسبب القطيعة مع عدد دول عربية والعقوبات الأمريكية، والأوروبية
ضدها رداً على سياسات إردوغان وتدخله في الشؤون الداخلية لعدد من الدول.
وخلال الأسبوع الأخير، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على
تركيا بسبب شرائها منظومة صواريخ s400 الروسية، كما يواصل الاتحاد الأوروبي تلويحه بالتصعيد مع أنقرة، بسبب تدخل
إردوغان في شؤون بعض الدول الأوروبية، واستغلاله خطاباً دينياً للتحريض ضد دول مثل
فرنسا وغيرها.
وستلقي هذه العقوبات بظلال اقتصادية سلبية ترسم مستقبلا قاتماً
لتركيا، خاصة في ظل تجاوز عجز ميزانية تركيا هذا العام 19 مليار دولار، والانهيار
المستمر لليرة التركية، فضلاً عن تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد.
برنامج بديل
وأكد نائب رئيس حزب الشعوب الديمقراطي المعارض هوشيار أوزسوي، أنه
يجب الإسراع في إيجاد برنامج بديل ينقذ تركيا من الوضع الراهن، ويكون مقدمة لاتفاق
المعارضة على بديل لإردوغان.
وأضاف أوزسوي "بعد الاتفاق على البرنامج البديل، قد يتطور الأمر
إلى اتحاد أحزاب المعارضة للاتفاق على مرشح لتدعمه في الانتخابات الرئاسية
القادمة"، حسب ما صرح به لـ "سكاي نيوز عربية".
وأشار إلى أن تركيا في حاجة إلى التوافق واتحاد المعارضة لإيجاد بديل
سياسي يخرجها من العزلة السياسية التي تسبب فيها إردوغان.
خيانة الأمانة
واتهم رئيس الوزراء التركي السابق ورئيس حزب المستقبل أحمد داود
أوغلو، إردوغان بـ"خيانة الأمانة" بعد بيع 10% من بورصة إسطنبول لقطر،
في تصعيد جديد من حليف إردوغان السابق.
ونقل "أحوال تركية" عن أوغلو، أن "إردوغان يستغل
مقدرات تركيا في محاولة لإنقاذ مستقبله السياسي، والتصرف في أموال الشعب وفق هواه".
ودعا أوغلو إلى محاسبة إردوغان، فيما أشار الموقع التركي، إلى أن
إردوغان قد يبطش بأوغلو، لأنه قد يشكل خطراً على مستقبله السياسي، وقد يكون من
أبرز خصومه المستقبليين.
دولة الرجل الواحد
وكان زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو، قال في وقت سابق إن
"تركيا فقدت الأسس الديمقراطية بعد تطبيق النظام الرئاسي قبل أكثر من عامين".
وأضاف حسب صحيفة "سوزجو" المعارضة "يجب العمل للتخلص
من نظام الرجل الواحد، وإعادة الديمقراطية، والنظام البرلماني المعزز الذي بموجبه
ستعمل الديمقراطية بشكلها المطلوب".
فيما أكد رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض علي باباجان، أن
إردوغان أعاد البلاد إلى التسعينيات وقضى على جميع الإصلاحات التي أنجزتها
الحكومات السابقة.
وشدد على
أنه لمواجهة ما وصلت إليه البلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي، فإنه يجب العمل
على إعادة المكتسبات التي تحققت سابقاً، والتي نسفها أردوغان بسياساته.