وُلدت عميدة الأدب النسوي جاين أوستن في مثل هذا اليوم من عام 1775، التي عانت من الفقر، وظلت طول حياتها مجهولة لا يعلم عنها أحد، وعقب وفاتها بما يقارب النصف قرن، أصبحت أكثر المؤلفين شهرة!.

في طفولتها أرسلها والدها جورج مع أختها لتتعلم بمدرسة ساوثهامبتون، ولكن أصيبت الفتاتان بمرض التيفوئيد وكانتا علي وشك الوفاة، فأعادتهم المدرسة إلى والدهما، وأرسلهما لاحقاً إلى إحدى المدارس الداخلية، ولكنه لم يستطع أن يتحمل تكاليف تعليمهما كثيراً ما اضطره لإعادتهما مرة أخرى.

كان والد جاين مثقفاً ويمتلك مكتبة ضخمة من الكتب، وكانت جاين تحب القراءة منذ الصغر، وقد شجعها والدها علي تنمية تلك الموهبة، وفي عمر العشرين بدأت جاين كتابة أولي روايتها (Love and Freindship)، وفي العام اللاحق ألفت كتاباً صغيراً يتهكم علي التاريخ الإنجليزي من 34 صفحة باسم ( The History of England)، وظلت تنمي وتطور أسلوبها في الكتابة شيئاً فشيئاً، كما كانت تقص علي الضيوف جزءاً من ما تكتبه

في هذه الحقبة، كتبت جاين العديد من القصص القصيرة والرسائل، والتي جُمعت لاحقاُ في كتاب باسم (Juvenilia ).

وامتلكت أوستن العديد من الأعمال، ولكن أعمالها الرئيسية كانت ست روايات هم بالترتيب: " Sense and Sensibility"، و" Pride and Prejudice"، و" Mansfield Park"، و" Emma"، و" Persuasion"، واخيراً " Northanger Abbey"، وتُعد هذه الروايات ذخراً حتي اليوم لمجال الدراما العالمي، فقد بُنيت علي تلك الروايات الست 87 عملاً فنياً حتي اللحظة ما بين أفلام ومسلسلات، ومازالت تلك الأعمال تحصد الجوائز حتي الآن.

ويذكر أن أحدث عمل فني سيصدر قريباً عن روايتها هو فيلم بعنوان " Modern Persuasion".

وتمتلك جين خطاً درامياً مميزاً يميز أعمالها، وهو الخط الكوميدي الرومانسي النسوي، وبالرغم من أنها لم تتزوج أبداً حتي توفت وهي بعمر 41، إلا أن رواياتها كانت دائماً ما تتحدث عن مشاكل العلاقات بين الشباب والبنات، سواء من حيث الصداقة أو الزواج.

ومن سخرية القدر أن جاين كانت تكتب روايتها تحت اسم مستعار في البداية، حيث كان المجتمع وقتها غير معتاداً علي كتابات النساء، وكانت تحقق نجاحاً محدوداً، وعقب وفاتها ب52 عاماً قرر أخيها الكشف عن أن جاين هي من كانت تكتب تلك الروايات وتمت إعادة طباعتها مرة أخرى باسمها الحقيقي هذه المرة، لتحقق شهرة ومكانة غير مسبوقة وتحفر أسمها جنباً إلى جنب مع عمالقة الكتاب. 

كما حققت تلك الروايات مبيعات قياسية وساهمت في تغيير الصورة النمطية للنساء، من أنهن لا يصلحن للكتابة الأدبية، وقد نالت جاين أخيراً التكريم الذي تستحقه ولكن للأسف فهي لم تعلم عنه شيء!