الجمعة 17 مايو 2024

خبراء يحذرون: أبراج الضغط العالي "تشوه الأجنة وتسبب السرطان"

30-4-2017 | 14:11

يعيش بعض الأهالي في قرى وربوع مصر تحت أبراج الضغط العالي الكهربائي التي تعمل كمحطات تقوية لتغذية الأفرع الرئيسية والفرعية لمحطات الكهرباء، ويتضرر الأهالي يوميا من هذه الأبراج، فعند سماعهم أزيز تلك الأسلاك الموصولة بالأبراج يقلق الأهالي، خاصة غير المعتادين على السكن في هذه المناطق، فضلا على أن هذا القلق يتزايد عند سقوط قطرات الأمطار على الأسلاك ما يولد بعض الشرارات مع ارتفاع أزيز الأسلاك ولا يسلم الأهالي في أيام الجو العاصف أو الرياح الشديدة من التعرض للأذى أو الهلاك خشية سقوط هذه الأسلاك على منازلهم.

يقول سيد جمعة، عامل بسيط يسكن في هذه المناطق، تحديدا في مدينة البدرشين، التابعة لمحافظة الجيزة: في الشتاء الماضي قد وقع سلك تيار الكهرباء على إحدى ماشيتي ما أدى إلى مصرعها في الحال، وقبلها توفي أحد شباب القرية أثناء مروره بجوار أبراج الضغط عند سقوط الأمطار.

ومن جانبه يقول طه عبد الظاهر أصبح أولادي ينامون كثيرا بعدما سكنا في هذه المنطقة، لكن في سكني القديم أولادي كانوا أنشط وأهدأ من كده.

ويؤكد العديد من الدراسات أن أكثر الناس عرضة للإرهاق العصبي والنفسي هم من يسكنون تحت أبراج الضغط العالي، فضلا على أن ذلك يعرضهم إلى كثرة السهر والأرق.

وتشير دراسة أعدها معهد بحوث السرطان البريطاني بالتعاون مع المعهد القومي الأمريكي للسرطان إلى وجود خطورة كبيرة على الإنسان إذا ما تعرض أو سكن بالقرب من هذه الأبراج أو محولات الطاقة الكهربائية، وأثبتت الدراسة وجود علاقة بين التلوث الكهرومغناطيسي وإصابة العديد من الأطفال بتكسير حمض d.n.a، وهو ما يؤدي إلى تدمير خلايا الجسم، ويعتبر سببا كافيا للإصابة بالسرطان، خاصة سرطان الدم، وأشارت إلى ضرورة وجود مسافة كافية لا تقل عن 50 مترا بين الأبراج العالية والساكنين بجوارها.

كما كشفت دراسة أخرى بالمركز القومي للبحوث أن أبراج الضغط العالي الكهربائي تؤدي إلى كثير من الأمراض أولها الإصابة بأمراض القلب وسرطان الدم والإصابة أيضا بمراض الثدي، إضافة إلى أن الحوامل يتعرضن لتشوهات الأجنة، إضافة إلى تدمير البناء الكيميائي لخلايا الجسم واضطراب معدلات الكالسيوم.

ويقول الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: إن سكان مناطق أبراج الضغط العالي يتعرضون للإصابة في خلايا المخ وخلايا الجسم إضافة إلى أن تعرض الأهالي لهذه الأبراج لمسافات وأوقات طويلة يصيبهم بالسرطان، مشددا على ضرورة وجود مسافة كافية بين المنازل وبين أبراج الضغط العالي، منتقدا الحالة الإنشائية للأبراج وسط التجمعات السكنية أو السماح للمواطنين بالبناء قرب هذه الأبراج دون رقابة من الدولة، متسائلا عن دور الدولة من المباني القريبة من أبراج كهرباء الضغط العالي، مشددا على ضرورة إحاطة الأبراج بسياج آمن يمنع القرب منها أو البناء حولها.

ويؤكد الدكتور أسامة الغنام أستاذ جراحة المخ والأعصاب وعميد طب الأزهر سابقا أن سكان أبراج الضغط العالي أكثر الناس عرضة للإصابة بحالات الصرع، وذلك للحالات التي تعاني من تلك الأمراض النفسية أو العصبية، إلا أنه لا توجد دراسة مباشرة تؤكد أن حالات الصرع نتيجة أبراج الضغط العالي فقط، محذرًا من أن الأطفال- لضعف مناعتهم- يمكن أن يتعرضوا للأرق والسهر والخمول في بعض الأحيان.

وقال مصدر بوزارة الكهرباء والطاقة: الوزارة وضعت جدولا محدد المسافات بين أبراج وشبكات الكهرباء وبين المواطنين الساكنين بجوارها، وشدد على ضرورة التزام المواطنين بهذه المسافات حفاظا على أرواحهم وسلامتهم، وأكد أن كسر هذه المسافات يعرض حياة السكان للخطر، ويشمل الجدول مجموعة من المسافات منها 25 مترا للخطوط الهوائية للجهود الفائقة، و13 مترا للخطوط الهوائية للجهود العالية و5 أمتار للجهود المتوسطة، وحذرت الوزارة من كسر هذه المسافات للمحافظة على أرواح المواطنين.