الأربعاء 15 مايو 2024

عزيز عيد.. بدأ رحلته من فرنسا ومنيرة المهدية تنقذ «الكوميدى العربى»

فن17-12-2020 | 15:55

يحتفل المهرجان القومى للمسرح، برواد أبو الفنون بمناسبة إقامة دورة الآباء التى تحتفى بـ150 سنة مسرح.، حيث  اختارت الراحل عزيز عيد لتكريمه، باعتباره واحدًا من عباقرة المسرح المصري، والفن بشكل عام.


ساهم عزيز عيد فى اكتشاف العديد من النجوم وعظماء الفن، أبرزهم على سبيل المثال لا الحصر، يوسف وهبي، محمود المليجي، وغيرهم من القامات.


حقق عزيز عيد شهرة واسعة، وبزغ نجمه بعدما كون فرقة وثنائيا خاصا مع فاطمة رشدي، ليبدع في تقديم المسرحيات الكلاسيكية،  ليصبح رائد المسرح المصري.


 درس عزيز عيد المسرح نظريا عن طريق قراءة أمهات الكتب المسرحية باللغة الفرنسية ثم بدأ تجريبيا عندما أخذ يشترك بالتمثيل في بعض المسرحيات التي كانت تقدمها كبرى الفرق المسرحية الفرنسية على دار الأوبرا الملكية، ثم تعرف على جميع أسرار التمثيل وخباياه من كبار فناني فرنسا في نهاية القرن إلى 19 وبداية القرن العشرين، وقد اشترك مع الممثل القدير يوسف وهبي في افتتاح مسرح رمسيس وقد توفى عزيز في سنة 1942.


وروي الراحل محمود المليجي موقف حول أبداع وقوة شخصية عزيز عيد قائلا: كنت في السنة الرابعة من المدرسة حينما أتي عزيز عيد لتدريبنا على التمثيل.


وتابع: جذبتني شخصيته الفذة وروعة إخراجه وتطور أفكاره، وكنت أقـف بجانبه كالطفل الذي يحب دائماً أن يقلد أباه.. وقد أُعجب بي عزيز عيد وأنا أمثل، ومـع ذلك لم يُعطنِى دوراً أمثله، وكـان يقول لي دائمـاً.. "أنت مش ممثل.. روح دور على شـغلـة ثانية غير التمثيل".


وأوضح "المليجي": "وفي كـل مـرة يقول لي فيـها هذه العبـارة كنـت أُحـس وكأن خنجراً غـُرس في صـدري، وكثـيراً ما كنت أتـوارى بجـوار شجـرة عجـوز بفـناء المـدرسة وأترك العنان لـدموعى، إلى أن جـاء أحد أصدقائى ذات يـوم و قال لى  إن عزيز عيد يحـترمـك ويتنبأ لك بمستقبل مرموق في التمثيل ، فصرخت فيه مَنْ قال لك هذا ؟ أجاب: إنه عزيز عيد نفسه.. وعرفت فيما بعد أن هذا الفنان الكبير كان يقول لي هـذه الكلـمات من فمه فقط، وليس من قلبه، وإنه تعمَّـد أن يقولـها حتى لا يصيبني الغرور، وكان درساً لا ينسى من العملاق عزيز عيد".


ولد عزيز عيد في محافظة كفر الشيخ عام 1884، إلا أنه بالرغم من ذلك كانت له أصول لبنانية، هاجرت أسرته إلى مصر، قبل أن تستوطن منطقة الشيخ، عمل والده بالزراعة والتجارة.


برع عيد في أداء دراسته، حيث أجاد في اللغة الفرنسية، قبل أن يستكمل دراسته الثانوية العامة، أرسله والده إلى لبنان لاستكمال دراسته الجامعية هناك.


حاول عيد تقديم فن خاص للجاليات الأجنبية في مصر فكون فريق للتمثيل باللغة الفرنسية، والتي كانت مصدر ولعه الأول، والتي ضمت في ذلك الوقت كوكبة من النجوم " نجيب الريحاني، بشارة واكيم، استيفان روستي، ولمع عيد خلال تقديم الأب ليونار نجاحا عظيما يقرب من نجاح أعظم ممثلي فرنساوهو أرنست كوكلان.


انتكاسة الحرب العالمية


تسبب قيام الحرب العالمية الأولي، في إيقاف سوق الفن، بعد أن انتشرت الصالات والكازينوهات في ذلك التوقيت ، والتي أضاعت  القيمة الفنية وأصبحت المسرحيات التي تقدم لا قيمة لها مثل تلك التي كان يقدمها ما سمي بفرق المحبطين و كانت حافلة بالإباحية. كما أنتشرت الأغاني ذات الإشارات الجنسية، ووسط هذا الجو الخانق فنيا مسرحيا وموسيقيا، ظل جورج أبيض متمسكا بالقيمة المسرحية الأصيلة، وظل هو وحده في الميدان يقدم المسرح الجاد بينما انزلق كثيرون إلى درك تقديم الهزليات غير سليمة الذوق الفني والأخلاقي.


ومن هنا انضم عزيز عيد إلى فرقة جورج أبيض باعتباره أجود من في سوق الفن وأخرج له عدة مسرحيات. ثم ترك عزيز الفرقة وكون مع أمين صدقي فرقة الكوميدي العربي التي قدمت العديد من المسرحيات الخفيفة الفودفيل مثل، خللي بالك من روميلي. وياست ما تمشيش كده عريانة وغيرها، وزاد من نجاح الفرقة انضمام سلطانة الطرب منيرة المهدية إليها وكانت أول مصرية صميمة تقوم بالتمثيل على المسرح لأن كل من سبقها كن من بنات الشام أو من اليهوديات المتمصرات أو القادمات من شتى بقاع الأرض. 


وكانت منيرة قبل الانضمام إلى فرقة عزيز عيد هي مطربة التخت المصرية الأولى، وأغانيها تملأ الأسماع كما كانت تقيم حفلات غنائية في كازينو سانتي بحديقة الأزبكية هي وتوحيدة أشهر مطربات مصر فى ذلك الوقت.


وجاء نجاح مسرحيات الكوميدي العربي لأن عشاق منيرة كانوا كثيرين كما كانت لها مكانة خاصة عند عظماء مصر، وكانت تعرف معظم وزراء مصر في ذلك الزمن وكانوا حريصين على متابعة أعمالها.

    Dr.Radwa
    Egypt Air