أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أن الأزمات التي يمر بها لبنان تستدعي التفاهم على سرعة تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنه لم يلمس وجود تمسك من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون بالحصول على "الثُلث الوزاري المعطل" في الحكومة الجديدة.
وقال بطريرك الموارنة -في تصريح عقب لقاء عقده ظهر اليوم الجمعة مع الرئيس اللبناني ميشال عون بقصر (بعبدا) الجمهوري- إن هناك اتفاقا ورأيا عاما يقومان على وجوب ألا تكون الحكومة الجديدة سياسية أو حزبية، وإنما أن تؤلف من الاختصاصيين (الخبراء) غير المرتبطين بأي حزب.
وأضاف أن المواطنين اللبنانيين لم يعد بقدرتهم تحمل مزيد من الضغوط، في ظل الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتعددة التي تلقي بثقلها عليهم، فضلا عن تداعيات انفجار ميناء بيروت البحري الذي تسبب في دمار واسع بالعاصمة بيروت.
وتابع "لا يمكننا أن نبقى في ظل حكومة تصريف أعمال لشهور طويلة. هذا أمر غير طبيعي لأن البلد في حالة من الشلل، وكأن تداعيات وباء كورونا غير كافية. لابد من الوصول إلى تفاهم بين الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري يفضي إلى تشكيل الحكومة الجديدة وبدء تنفيذ الإصلاحات وإعادة إعمار بيروت".
يذكر أن عددا من القوى السياسية الرئيسية في لبنان - ومن بينهم رئيس الوزراء المكلف زعيم تيار المستقبل سعد الحريري - يُحمل الرئيس ميشال عون وفريق السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) المسئولية عن تأخير تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرين إلى أن "عون" يطرح تشكيل حكومة تتمثل فيها الأحزاب السياسية وأن يمسك فيها التيار الوطني الحر بالثُلث الوزاري المعطل.
كان الحريري قد قدّم قبل نحو 10 أيام للرئيس اللبناني تشكيلة حكومية كاملة تضم 18 وزيرا، قال إنهم جميعا من أصحاب الاختصاص (خبراء) والكفاءة وبعيدين عن أي انتماء حزبي، ومن بينهم أسماء سبق واقترحها الرئيس ميشال عون، وأن الأخير وعده بدراسة التشكيلة الحكومية المقترحة على أن يكون هناك لقاء آخر يجمعهما.
وكُلف زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري برئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة للبنان، في ضوء ما أسفرت عنه نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة التي أجريت في 22 أكتوبر الماضي، وأفضت إلى اختيار 65 نائبا من أصل 120 عضوا بمجلس النواب لـ "الحريري" لتولي المنصب.